التقاريرتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

خارطة طريق للهيدروجين.. الهند تسعى لفكّ الارتباط بالوقود الأحفوري

نيودلهي تبحث طرق زيادة الإنتاج وخفض التكلفة ليكون في متناول الجميع

حازم العمدة

اقرأ في هذا المقال

  • الهند تدرس تقديم حوافز لتشجيع الاستثمارات الخاصة في إنتاج الهيدروجين
  • أرامكو: نيودلهي تتيح فرصة قوية لتوسيع التعاون في مجال الطاقة النظيفة

تسعى الهند إلى وضع خارطة طريق للهيدروجين، وتقديم حوافز لجذب استثمارات القطاع الخاصّ، حيث تبحث نيودلهي عن طرق لزيادة الإنتاج، في محاولة لخفض التكاليف، وجعله في متناول المستخدمين النهائيّين، حسبما قال مسؤولون حكوميون وخبراء في منتدى الطاقة الهندي (أسبوع سيرا).

أكّد المتحدّثون في الحدث الافتراضي الذي استمر ثلاثة أيّام، أن هناك حاجة ملحّة لتسريع صياغة السياسة في هذا الاتّجاه، حيث ترى نيودلهي فرصة مثالية في الهيدروجين لتلبية جزء كبير من احتياجات الطاقة المستقبلية في البلاد، وتقليل اعتمادها على واردات الوقود الأحفوري.

وقال تارون كابور، السكرتير بوزارة البترول والغاز الطبيعي الهندية في المنتدى: "سنخرج ببعض المخطّطات التي ستخلق سوقًا كبيرة للهيدروجين. بالإضافة إلى ذلك، سيكون التركيز على الهيدروجين الأخضر.. نحن بحاجة إلى وضع سياسات لتشجيع الناس على استخدام الهيدروجين، بالرغم من أن أسعار الهيدروجين مرتفعة بعض الشيء".

أوضح كابور أن الحكومة تدرس مخطّطات يمكن أن توفّر حوافز للقطاع الخاصّ، لتوسيع نطاق الإنتاج.

وبمجرد إنتاجه -كما يقول كابور- يمكن لبعض شركات توزيع الغاز الحكومية شراء هذا الهيدروجين، من خلال تقديم بعض الإعانات الأوّلية.

أضاف: "الهند تعتمد على واردات الطاقة، ولذلك فنحن حريصون على تطوير أيّ شيء يمكن إنتاجه داخل البلاد، والهيدروجين أحد الحلول لذلك".

يأتي طموح الهند للخروج بخارطة طريق واضحة للهيدروجين، في الوقت الذي تسرع فيه شركات طاقة عملاقة في البلاد الخطى نحو تبنّي قود الهيدروجين، مثل يكتسب فيه الدفع نحو تبنّي الهيدروجين السرعة، حيث تبرز بعض أكبر شركات الطاقة في البلاد، مثل مؤسّسة النفط الهندي وريلاينس وأداني غروب.

ترى هذه الشركات أن هناك حاجة ملحّة للتحرّك نحو وقود خالٍ من الكربون، مؤكّدة أنّه يتمتّع بميزة أكبر عن مصادر الوقود غير الأحفوري الأخرى.

حوافز سياسية

ستساعد خارطة طريق واضحة الهند أيضًا على الانضمام إلى بلدان أخرى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مثل اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا، التي خرجت برؤى طويلة الأجل، وأهداف يتعيّن تحقيقها، خلال العقود القليلة المقبلة.

ومن هذا المنطلق، تعهّدت شركة ريلاينس -أكبر شركة تكرير خاصّة في الهند- بأن تكون شركة خالية من الكربون، بحلول عام 2035. وتقول الشركة، إن لديها أيضًا تقنية خاصّة لتحويل وقود النقل إلى موادّ بتروكيماوية ولبنات بناء قيمة.

في الوقت ذاته، تعد الشركة الهندية بأن تستبدل وقود النقل بالكهرباء النظيفة والهيدروجين.

أوائل أكتوبر/تشرين الأوّل الجاري، دشّنت مؤسّسة النفط الهندي، مصنعًا لإنتاج الغاز الطبيعي المضغوط بالهيدروجين، وهو وقود يراهن صنّاع سياسات الطاقة الهندية على أنّه يمكن أن يلعب دورًا رئيسًا في قطاع النقل، في السنوات المقبلة.

لإنتاج هذا النوع من الوقود، سيمرّ الغاز الطبيعي المضغوط بأكمله عبر وحدة معالجة جديدة، حيث يجري تحويل بعض الميثان إلى هيدروجين، بحيث يحتوى المنتج النهائي على ما يتراوح بين 17% و18% من الهيدروجين.

في هذا السياق، قال مسؤولو المؤسّسة، إن مستويات الانبعاثات الضارّة ستنخفض بالنسبة للمركبات التي تستخدم الغاز الطبيعي المضغوط بالهيدروجين وقودًا. كما أطلقت وزارة النفط التشغيل التجريبي للحافلات التي ستعمل بهذا النوع من الوقود.

إمكانات غير محدودة

من جانبه، قال بشير الدبوسي، مدير إستراتيجية التكنولوجيا والتخطيط في أرامكو السعوديّة، في المنتدى، إن الهند تتيح فرصة عمل قويّة لتوسيع التعاون في هذا المجال.

يشار إلى أنّه جرى إرسال أوّل شحنة من الأمونيا الزرقاء، يبلغ حجمها 40 طنًا متريًا، مؤخّرًا، من المملكة العربية السعودية إلى اليابان، لاستخدامها في توليد الطاقة.

جرى احتجاز 30 طنًا من ثاني أكسيد الكربون في أثناء العملية المخصّصة للاستخدام في إنتاج الميثانول، في منشأة ابن سينا ​​التابعة لشركة سابك، و20 طنًا متريًا أخرى من ثاني أكسيد الكربون الذي احتجز في العملية المستخدمة في الاستخراج المعزّز للنفط، في حقل العثمانية التابع لأرامكو.

في 26 أكتوبر/تشرين الأوّل، بدأت اليابان سلسلة من الاختبارات التجريبية لحرق الأمونيا الزرقاء المشحونة من المملكة العربية السعودية ، بدءًا من الحرق المشترك في توربين غازي بجزء من مشروع تجريبي، بعد استلام الشحنة الأولى مؤخّرًا.

في السياق ذاته، قال الدبوسي، إن الهند قدّمت أيضًا احتمالات قويّة لشحن بضائع مماثلة.

وأضاف الدبوسي: "إن الشحنة إلى اليابان هي عرض حيّ لجدوى عملية نقل سلسلة التوريد.. سوف تستخدم الأمونيا لتوليد الطاقة دون انبعاثات كربونية. وهذا مهمّ جدًا لأرامكو السعوديّة، حيث إن الهند عميل مهمّ جدًّا، وتوفّر خدمات مماثلة.. فرصًا لتنمية أعمالنا هناك".

تأمين السلامة سيكون عاملًا أساسًا في ضمان أن يشهد الهيدروجين نموًّا كبيرًا في الكمّيات مستقبلًا، وتعمل أرامكو السعوديّة بشكل متزايد نحو هذا الهدف، حسبما أوضح الدبوسي.

وخلال كلمة أمام المنتدى، قال كينيث همفريز -وهو مسؤول بارز في وزارة الطاقة الأميركية-: "سيساعد الهيدروجين البلدان على ضمان استقلالها في مجال الطاقة، ويقلّل من الاعتماد على أيّ مورد طاقة فردي. كما إنّه يهيّئ الساحة لمستقبل طاقة قد يكون مختلفًا جدًّا".

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق