تكنو طاقةأخبار التكنو طاقةتقارير التكنو طاقةسلايدر الرئيسيةعاجلهيدروجين

بخليط الهيدروجين والغاز.. هل تنجح محاولات الهند لمواجهة التلوّث؟

تقنيات جديدة لتقليل الانبعاثات الناجمة عن قطاع السيّارات

اقرأ في هذا المقال

  • ابتكرت شركة النفط الحكومية تقنية لمزج الهيدروجين بالغاز المضغوط لتقليل الانبعاثات
  • لايزال الاعتماد على السيارات الكهربية في البلد حل غير عملي
  • خبراء يرون أن تقنية واحدة لا تكفي لحل أزمة التلوث
  • "جوبتا": نحتاج للاستثمار في مجموعة واسعة من الخيارات البديلة

مع الارتفاع الهائل في مستويات تلوّث الهواء في العاصمة نيودلهي والمناطق المحيطة بها، تحاول الحكومة الهندية الحصول على سلّة من الوقود النظيف، لتقليل الانبعاثات الناجمة عن قطاع السيّارات.

ويشكّل النقل البرّي مصدرًا رئيسًا لغازات الاحتباس الحراري في الهند، إذ يعدّ ثالث أكبر قطاع في هذا الصدد، حسبما أفاد تقرير أورده موقع "تايمز أوف إنديا"، الناطق بالإنجليزية.

وبينما لا يزال الاعتماد على السيّارات الكهربائية حلمًا بعيد المنال، يظهر الغاز الطبيعي المضغوط المخلوط بالهيدروجين (H-CNG) بصفته تكنولوجيا مؤقّتة ممتازة، طوّرتها مؤسّسة النفط الهندية (أويل إنديا)، وحصلت على براءة اختراعها، لتحقيق خفض الانبعاثات وتقليل الواردات.

ونظرًا لأن الهواء من حيث الجودة في العاصمة الهندية هو الأسوأ والأخطر بين مدن العالم الكبرى، فإن تقنية أو طريقة واحدة لا تكفي لحلّ تلك الأزمة المستفحلة، حيث يؤكّد خبراء، ضرورة الاعتماد على سلّة متنوّعة من خيارات الطاقة البديلة، وعدم الاعتماد على السيّارات الكهربائية، ممّا لايزال حلمًا بعيد المنال في الهند.

ويودي التلوّث بحياة 1.5 مليون شخص سنويًا، وهو خامس أكبر قاتل في الهند، ووفقًا لمنظّمة الصحّة العالمية، فإن تلك الدولة تسجّل أعلى معدّل للوفيات في العالم، بسبب أمراض الجهاز التنفّسي المزمنة والربو، وفي دلهي، يُلحق الهواء رديء الجودة ضررًا لا رجعة فيه برئتي 2.2 مليونًا، أو 50% من جميع الأطفال.

حافلات الهيدروجين والغاز المضغوط

في هذا الإطار، يطلق وزير النفط الهندي دارميندرا برادان، الثلاثاء المقبل، عملية التشغيل التجريبي التجاري لنحو 50 حافلة تعمل بوقود خليط من الهيدروجين والغاز المضغوط.

ووفق بيان صادر عن مؤسّسة النفط الهندية، الجمعة الماضية، ستُنشَر حافلات H-CNG في العاصمة نيودلهي، فيما قامت المؤسّسة النفطية ببناء محطّات تعديل مدمجة لتصنيع وقود الغاز المضغوط المخلوط بالهيدروجين في محطة حافلات راجغات التابعة لشركة دلهي للنقل.

مساعي هندية مستمرّة لاستخدام تقنيات جديدة، تُسهم في خفض معدّلات التلوّث، خاصّةً الناجم عن قطاع السيّارات، والحفاظ على صحّة المواطنين

وحسب البيان، طوّر مركز البحث التابع لشركة النفط الهندية، عملية تعديل مدمجة لإنتاج H-CNG مباشرةً من الغاز الطبيعي.

وبعد فترة تجريبية مدّتها 6 أشهر، ستُجمَع بيانات تقرير أداء مفصّل، يتضمّن بيانات الاقتصاد في استهلاك الوقود والانبعاثات للحافلات التجريبية التي تعمل بالغاز المكثّف، والغاز المكثّف والهيدروجين، وسيُرفع التقرير إلى هيئة حماية البيئة والمحكمة العليا.

مزايا متعدّدة

أظهرت دراسات أجرتها جمعية أبحاث السيّارات في الهند (ARAI)، ومقرّها مدينة بيون (تابعة لولاية ماهاراشترا)، أن مزج 18% مع الهيدروجين، يقلّل انبعاثات أوّل أكسيد الكربون من محرّكات الغاز الطبيعي المضغوط ذات الخدمة الشاقّة، بنسبة 70%، وانبعاثات الهيدروكربونات بنسبة 25%، بالإضافة إلى زيادة الاقتصاد في استهلاك الوقود، بنسبة 4 إلى 5%.

ويمكن استخدام وقود H-CNG في محرّكات BS-IV الحاليّة، دون الحاجة إلى إجراء تعديلات، وسيكون ذلك بمثابة ميزة كبيرة لمرافق النقل الحكومية، لأنّها لن تضطرّ إلى القيام باستثمارات كبيرة في استبدال أسطولها الحالي.

وتتميّز التكنولوجيا التي طوّرتها مؤسّسة النفط الهندية، للحصول على الوقود من خليط من الهيدروجين والغاز المضغوط، بأنّها أكثر إنتاجًا، مقارنةً بطريقة التحليل الكهربائي للماء.

ويوصف الهيدروجين بأنّه وقود المستقبل. وفي السياق الهندي، يوفّر H-CNG بديلًا جذّابًا يمكن نشره في جميع أنحاء البلاد بسرعة، حيث يجري إنشاء مشروعات غاز في 400 منطقة.

مطالب بالاعتماد على السيّارات الكهربائية، لتقليل التلوّث، مع التخلّص التدريجي من المركبات التي تعمل بالبنزين والديزل

يرى خبراء أنّه في ظلّ الارتفاع الهائل في مستويات التلوّث في دلهي والمناطق المحيطة بها، أصبحت هناك حاجة لتشجيع النقل العامّ، وتثبيط النقل الخاصّ في المقابل، إضافة إلي اعتماد بدائل أنظف للوقود، لتحفيف التلوّث الناجم من قطاع السيّارات.

وفي هذا الصدد، شدّد المدير العامّ لتحالف السيّارات التي تعمل بالغاز النفطي المسال في الهند، سويش جوبتا، على الحاجة إلى ضرورة الاستثمار في مجموعة واسعة من الخيارات البديلة لتشغيل قطاع النقل، أحد المصادر الرئيسة للتلوّث.

وأشار إلى أنّه مثلما تحوّلت الكثير من حافلات شركة دلهي للنقل، إلى الغاز المكثّف الأنظف، قبل 20 عامًا، تحتاج المركبات الخاصّة هي الأخرى إلى بدائل أنظف.

وأضاف أنّه يجب على الدولة أن تضمن، خلال العقد المقبل، التخلّص بشكل تدريجي من جزء كبير من المركبات التي تعمل بالبنزين والديزل، بما في ذلك المركبات ذات العجلتين، لصالح أنواع وقود أنظف وأرخص ثمنًا، مثل وقود الغاز النفطي المسال.

ويعدّ وقود الغاز النفطي المسال مزيجًا من البروبان والبيوتان، وهو وقود أنظف لنقل السيّارات من الوقود التقليدي، ويمكن أن يساعد ذلك الوقود الصديق للبيئة والمجدي اقتصاديًا في تحسين التنقّل، مع تقليل النقل على صحّة الانسان والبيئة.

لكن، لسوء الحظّ -والحديث لجوبتا- فإنّه على الرغم من الميزة السعرية الكبيرة على البنزين والديزل، لم يحقّق وقود الغاز النفطي المسال سوى نجاح هامشي في الهند.

وبحسب جوبتا، فإن هناك طريقة أخرى لتقليل التلوّث، وهي التحوّل إلى السيّارات الكهربائية، لكن لها العديد من الشروط والتحفّظات.

وأكّد أن تقنية واحدة لا يمكنها حلّ مشكلة تلوّث الهواء، خاصّةً إذا كانت هذه التقنية على بعد من 10 إلى 15 سنة، على الأقلّ، من الجدوى التجارية.

وأضاف أن التحدّي المتمثّل في انشاء شبكة عملاقة من البُنية التحتيّة للشحن الكهربي هو التحدّي الرئيس، وإلى أن يتمّ تنفيذ ذلك، ستظلّ السيّارات الكهربائية يكتنفها الغموض بسبب مشكلة القلق من مدى سيرها.

وأوضح أنّه مع إنتاج ما يقرب من 68% من الكهرباء من محطّات الطاقة الحرارية، فإن ما يسمّى بالمركبة الكهربائية النظيفة قد لا تكون نظيفًا حقًّا.

وقال: "لهذا، من المهمّ الاستثمار في مجموعة واسعة من الخيارات البديلة لتشغيل قطاع النقل، بدلًا من وضع البيض كلّه في سلّة الكهرباء".

وأضاف: "لا يزال مستقبل السيّارات الكهربائية بعيد المنال، ولا يمكننا الانتظار على تصبح قابلة للاستخدام على نطاق واسع، والاستمرار في معدّلات التلوّث الحاليّة، فنحن بحاجة ماسّة إلى حلول فورية وقريبة المدى لتنظيف الهواء في المناطق الحضرية".

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق