10.5 مليار دولار استثمارات إسبانيا للتحوّل نحو الهيدروجين الأخضر
الصناعة تحتاج إلى 150 مليار دولار من الدعم بحلول 2030
ترجمة - محمد فرج
تعتزم إسبانيا تسريع خطواتها لإنتاج مشروعات بقدرة 4 غيغاواط من طاقة الهيدروجين الأخضر، بحلول عام 2030، ويتطلّب ذلك استثمارات بقيمة 8.9 مليار يورو (10.5 مليار دولار) في الـ 10 سنوات المقبلة.
وتكثّف مدريد جهودها للدخول في سباق لبناء صناعة هيدروجين، ما يضعها على قدم المساواة مع فرنسا وألمانيا في البحث عن وقود أخضر للصناعات الثقيلة، حسب وكالة بلومبرغ.
وقالت وزيرة الطاقة الإسبانية، سارة اغسن، في مقابلة، أمس الإثنين: إن "الأمور تزداد تنافسًا للغاية.. إسبانيا لديها القدرة على أن تصبح لاعبًا في قطاع الهيدروجين المتجدّد، من خلال الاستفادة من الإمكانات العالية لتوليد الطاقة المتجدّدة، بأسعار تنافسية للغاية".
ووضع الاتّحاد الأوروبّي، الهيدروجين في المرتبة الأولى لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، بنسبة 55% -على الأقلّ- في عام 2030، حتّى يصبح محايدًا مناخيًا، بحلول عام 2050.
ومفهوم “الحياد الكربوني” أو الحياد المناخي، هو أن يكون صافي الانبعاثات صفرًا، أو أن أيّ انبعاثات ناجمة عن حرق الوقود الأحفوري تقابلها إجراءات، مثل زراعة الأشجار التي تمتصّ ثاني أكسيد الكربون.
ويمكن للهيدروجين، إذا صُنع من مصادر الطاقة المتجدّدة، أن يحلّ محلّ النفط والغاز الطبيعي والفحم، ويساعد في القضاء على نحو ثلث الانبعاثات من صناعات مثل الصلب والإسمنت، بحلول منتصف القرن، وفقًا لبلومبرغ.
إجراءات حكومية قيد التنفيذ
تتضمّن خطّة إسبانيا، 60 إجراءً تساعد في إقامة سلسلة إمدادات هيدروجين، وفقًا لوثيقة حكومية اطلعت عليها بلومبرغ.
وتستهدف خارطة الطريق، محطّات تصنيع لديها قدرة على إنتاج ما بين 300 و600 ميغاواط من الهيدروجين من مصادر الطاقة المتجدّدة، بحلول عام 2024، و4 غيغاواط بحلول 2030. وذلك من شأنه أن يمثّل 10% من هدف الاتّحاد الأوروبّي، وهو 40 غيغاواط، بحلول عام 2030.
وتعتزم إسبانيا البدء في قياس إنتاج الهيدروجين حسب مصدر الطاقة، ومراجعة الأهداف كلّ 3 سنوات، على الأقلّ.
استخدام الهيدروجين في الأغراض الصناعية
قالت أغسن، إن الحكومة لم تحدّد بعد المبلغ المطلوب من 8.9 مليارات يورو، الذي سيُموَّل من القطاع العامّ، وتسعى لاستخدام 25% من الهيدروجين المستخدم للأغراض الصناعية باستخدام الطاقة المتجدّدة، بحلول عام 2030، وكذلك أسطول سيّارات أخضر يعمل بالهيدروجين، يتكوّن من 150 حافلة، و5 آلاف سيّارة خفيفة وثقيلة، وخطوط قطارين تجاريّين، وتركيب ما لا يقلّ عن 100 محطّة للتزوّد بالوقود بالهيدروجين وآلات مناولة تعمل بالهيدروجين في أكبر 5 موانئ ومطارات في البلاد.
-
ألمانيا توقّع مع أستراليا وتبحث مع فرنسا مشروعات طاقة الهيدروجين
-
مانويل كون يكتب لـ”الطاقة”: الهيدروجين الأخضر.. البيئة لا تكترث بانخفاض أسعار النفط
في الوقت الحالي، تمتلك الكهرباء في إسبانيا قدرة على إنتاج نحو 2.7 ميغاواط من الهيدروجين، وتتضمّن الخطّة هدفًا لبناء وحدات واسعة النطاق، يمكن لكلّ منها أن تحقّق ما يصل إلى 100 ميغاواط.
وفي حين أن التركيز على المدى القصير والمتوسّط ينصبّ على الصناعة المحلّية والنقل، فإن الخطّة تشير إلى إمكان أن تصبح إسبانيا مصدّرًا للغاز النظيف إلى أوروبّا.
وقالت كلّ من ألمانيا وهولندا، إنّهما "لا تتوقّعان بناء ما يكفي من الطاقة المتجدّدة لتشغيل جميع الهيدروجين النظيف الذي سنحتاج إليه"، ما يجعلهما مستوردين على المدى الطويل.
تصدير الطاقة إلى ألمانيا
قالت محلّلة سياسات انتقال الطاقة في بلومبرغ "إنف إيما شامبين": إن "هناك توقّعات إيجابية للغاية لسوق مثل إسبانيا، للتصدير إلى ألمانيا، بحلول عام 2050".
وتمتلك إسبانيا 61.2 غيغاواط من الطاقة المتجدّدة -بما في ذلك طاقة الرياح والطاقة الشمسية والكتلة الحيويّة والطاقة المائيّة- وتستهدف 60 غيغاواط إضافية، بحلول عام 2030.
وعلى سبيل المقارنة، تسعى فرنسا للحصول على 6.5 غيغاواط من الهيدروجين الأخضر، بحلول عام 2030، وألمانيا 5 غيغاواط، بحلول العام نفسه.
وتشمل خطّة فرنسا إنفاقًا حكوميًا بقيمة 7 مليارات يورو، خلال العقد المقبل، بينما تستثمر ألمانيا 9 مليارات يورو، حتّى عام 2040.
وحسب بلومبرغ، فإن الصناعة تحتاج إلى 150 مليار دولار من الدعم، بحلول عام 2030، للتوسّع، و 11 تريليون دولار من الاستثمارات، بحلول عام 2050، لجعل الهيدروجين قادرًا على توفير 24% من الطلب على الطاقة، بحلول عام 2050.