سنكور الكندية تعلن تخفيض موظّفيها 15% خلال 18 شهرًا
نتيجة تداعيات كورونا والتباطؤ الاقتصادي وهبوط الأسعار
ترجمة: محمد زقدان
أعلنت شركة الطاقة الكندية، سنكور، اعتزامها تخفيض عدد الموظّفين العاملين لديها، بنسبة تصل إلى 15%، على مدار العام والنصف المقبلين، وذلك في خطوة تهدف لمواجهة الركود الاقتصادي الناجم عن تداعيات فيروس كورونا المستجدّ (كوفيد 19).
ووفق هيئة الإذاعة والتلفاز الكندية (سي.بي.سي)، فقد علم الموظّفون بالتخفيضات الجديدة من الرئيس التنفيذي للشركة، مارك ليتل، عبر بثّ داخلي للشركة، أمس الجمعة.
وأشارت الإذاعة الكندية إلى أن الدفعة الأولي للموظّفين المسرّحين ستكون قرابة 5% من القوّة العاملة، وسيجري التسريح في غضون الأشهر الـ6 المقبلة.
وقال المتحدّث باسم شركة سنكور، سنيه سيتال، إن الشركة تخضع لعملية تحسين هيكل التكاليف، منذ فترة، ومن شأن ذلك، أن يقود إلى تقليص القوّة العاملة مع مرور الوقت، لكن الأحداث الجارية (تداعيات كورونا والركود الاقتصادي) غيّرت الجدول الزمني.
وقال متحدّث سنكور، في بيان داخلي، إنّه لسوء الحظّ، أدّى الانخفاض غير المسبوق في أسعار النفط، والتأثير المستمرّ للوباء العالمي، والتباطؤ الاقتصادي، بالإضافة إلى استمرار تقلّبات السوق، إلى تسريع هذه الخطط، ونتيجة لذلك "سنقلّص حجم القوّة العاملة لدينا، على مدى 12 إلى 18 شهرًا، بنحو 10 إلى 15%".
ولم يحدّد سيتال عدد الأشخاص الذين ستؤثّر فيهم هذه التخفيضات، ولكنّه أشار إلى أنّه، في نهاية عام 2019، كان لدى الشركة - التي تتّخذ من كالغاري مقرًّا لها- 13 ألف موظّف.
ولدى سنكور، موظّفون في جميع أنحاء كندا، وفي الولايات المتّحدة، وعلى الصعيد الدولي، وقال سيتال، إن كلّ شيء قيد المراجعة.
وقالت الشركة: "ننظر في جميع العمليات وجميع أصولنا، وجميع مكاتبنا فيما يتعلّق بالقوى العاملة لدينا، باستثناء عدم اتّخاذ أيّ قرارات من المحتمل أن تؤثّر في التشغيل الآمن والموثوق لأصولنا".
وضع قاتم
وفقًا للجمعية الكندية لمنتجي البترول (CAPP)، فقد خسر القطاع أكثر من 28 ألف وظيفة مباشرة، و107 ألاف وظيفة غير مباشرة، عام 2020.
وقالت الجمعيّة، إنّه نظرًا لوجود سلاسل توريد واسعة لتلك الصناعة، فقد أثّر فقدان الوظائف في كلّ المناطق بكندا. وقال تيم الرئيس التنفيذي لـCAPP في بيان، واقع الوضع الحالي قاتم، ويؤثّر في صناعة النفط الكندية.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قالت شركة رويال داتش شل، إنّها تخطّط لإلغاء ما بين 7 آلاف و 9 آلاف وظيفة في جميع أنحاء العالم، بحلول نهاية 2022. لكن الأثار المترتّبة في عمليات شل الكندية أو موظّفيها البالغ عددهم 3500، غير معروفة بعد.
- من شركة “نفط” إلى شركة “طاقة”: إكوينور النرويجية تخطّط لإلغاء وظائف نفطية
- تخفيضات محتملة للوظائف في إكسون موبيل على مستوى العالم
وقال روري جونستون، العضو المنتدب وخبير اقتصاد السوق في برايس ستريت في تورنتو، يبدو أن تخفيضات سنكور، جزء من السعي لتحقيق الكفاءة التي يمكن رؤيتها في القطاع، الآن.
وأضاف جونستون، الدافع، الآن، سيكون لزيادة الكفاءة وزيادة حجم القيمة الي يمكنهم استخراجها من كلّ برميل من قاعدة إنتاجهم الأساسية. وتابع، قد تحصل على القليل من نموّ الإنتاج، لكنّني أعتقد أن أيّام النموّ الكبير قد ولّت، في الغالب".
وقال العضو المنتدب وخبير اقتصاد السوق في برايس ستريت، لسوء الحظّ، هذا يعني أيضًا وظائف أقلّ.
وأضاف جونستون: "آمل حقًّا ألّا أتفاجأ بذلك، لكنّي لن أتفاجأ إذا رأينا بعض الشركات الكندية الكبرى الأخرى تسير على درب سنكور، وتقلّص عدد الموظّفين العاملين لديها".
وقف معايير الطاقة النظيفة
من جانبه، وصف رئيس وزراء مقاطعة ألبرتا الكندية، جيسون كيني، الأنباء المتعلّقة بخطط سنكور لتسريح موظّفين، بأنّها مزعجة للغاية.
وقال كيني: "هذا الإعلان، اليوم، من قبل سنكور، يؤكّد أن ما يحدث في ألبرتا ليس أقلّ من حالة طوارئ اقتصادية".
وقال، إن البرتا تواجه أكبر أزمة اقتصادية منذ الكساد الكبير، بسبب الانكماش الاقتصادي العالمي الذي أدّى إلى أكبر انخفاض بأسعار الطاقة في التاريخ.
وقال كيني -الذي دعا أوتاوا إلى العمل مع المقاطعة لجعل الصناعة تستطيع النهوض من جديد-، إضافة إلى خمس سنوات صعبة، من العسير المبالغة في تقدير المحن الاقتصادية التي يمرّ بها العديد من سكان ألبرتا.
وقال كيني، إن الحكومة الفيدرالية يجب أن تضغط زرّ الإيقاف المؤقّت على معايير الوقود النظيف، الذي يقول، إنّه سيجعل قطاع الطاقة الكندي غير قادر على المنافسة عالميًا.
وأضاف: "يؤكّد إعلان سنكور، اليوم، أن هذه أزمة وظائف وحالة طوارئ اقتصادية حقيقية، وهي تستحقّ الاستجابة لها هنا في ألبرتا، بالطريق ذاتها في أونتاريو أو كيبك.