ليبيا تستهدف رفع إنتاجها إلى 260 ألف برميل يومياً خلال أيام
وأثرها في أوبك+ ضعيف والأمور قد تتغير بمضاعفة الكمية
تستهدف المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، مضاعفة إنتاجها من الخام ثلاث مرات تقريبًا إلى 260 ألف برميل يوميًا بنهاية الشهر الجاري، بعد توقف دام 8 أشهر أُغلقت خلالها محطات التصدير؛ ما أدى إلى إغلاق معظم الإنتاج في البلاد.
وتُمثل عودة الإنتاج الليبي إلى الواجهة مرة أخرى تحدياً جديداً بالنسبة لتحالف أوبك+ الذي يعمل على تخفيض إنتاج النفط لرفع الأسعار المتضررة من فيروس كورونا، وتقليص حجم المعروض النفطي المتراكم جراء تضرر الطلب على الوقود. إلا أن الكمية المستهدفة قليلة نوعاً ما، ولا تمثل تهديداً لتخفيض الانتاج الذي قامت به أوبك+، كما أن ارتفاع الإنتاج إلى 500 ألف برميل يومياً -أو أكثر- قد يجبر المجموعة على إعادة حساباتها.
وبلغ متوسط إنتاج الخام الليبي نحو 90 ألف برميل يومياً خلال الشهر الماضي، وفقا لتقديرات موقع أرغوس ميديا المهتم بشؤون النفط والغاز.
عودة الإنتاج
وعاد الإنتاج النفطي في ليبيا بعد أن رفعت المؤسسة الوطنية للنفط في 19 سبتمبر/أيلول الجاري، قيود القوة القاهرة من حقول النفط والمحطات التي تعدّها "آمنة"، لكنها أبقت على هذه الإجراءات في الأصول التي يُزعم أنها ماتزال تشكل خطورة.
وانتهى الحصار المفروض على الحقول والمنشآت النفطية في 18 سبتمبر/أيلول، عندما أعلن "الجيش الوطني الليبي" وحكومة الوفاق الوطني اتفاقاً لإحياء قطاع النفط الليبي.
وتنص الاتفاقية على تشكيل لجنة فنية مشتركة تضم أعضاء من كلا الجانبين، والذين سيرأسون عملية توزيع إيرادات المؤسسة الوطنية للنفط.
ووفقا لما ذكره موقع أرغوس ميديا، فإنه -حتى الآن- لم يُكشف عن تشكيل اللجنة بعد؛ ما يترك مجالًا لمزيد من الاحتكاك، ولم يصادق رئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني فايز السراج أو الهيئة التشريعية الليبية على الاتفاق رسميًا، بحسب الموقع.
خسائر مالية ضخمة
تقول المؤسسة الوطنية للنفط، إن الحصار خفض عائدات تصدير النفط والغاز والمكثفات إلى 38 مليون دولار فقط في يوليو/تموز الماضي، من 2.1 مليار دولار في العام السابق، فيما بلغت عائدات شهر أغسطس/آب نحو 90 مليون دولار من ملياري دولار قبل عام.
وتقدر المؤسسة الوطنية للنفط خسائرها جراء توقف الإنتاج والتصدير بنحو 10 مليارات دولار.
وقال رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، مصطفى صنع الله: "في الوقت الذي يواجه فيه العالم أزمة مالية واقتصادية تاريخية، تستمر الدولة الليبية في تكبد خسائر فادحة بسبب وقف الإنتاج والتصدير".
وتستعد شركة الخليج العربي للنفط (Agoco) التابعة للمؤسسة الوطنية للنفط، المشغل لحقول سرير ومسلة والبيضاء ونافورة والحمادة، لزيادة إنتاجها الذي من الممكن أن يصل إلى 300 ألف برميل يومياً في غضون أسابيع.
وأعادت شركة سرت للنفط تشغيل حقل زلتن الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 30 ألف برميل يوميًا.
اتفاق أوبك+
ووفقا لما يقوله مندبو أوبك+، فإن إحياء الإنتاج الليبي المعفي من قيود خفض الإنتاج النفطي "لم يصبح مصدر قلق حتى الآن، لكن ستتم متابعته عن كثب".
ومن المرجح أن يُناقَش الإنتاج الليبي عندما تجتمع اللجنة الفنية المشتركة لأوبك+ ولجنة المراقبة الوزارية المشتركة في منتصف أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
ويقول أحد المندوبين، إن المشاركين في اتفاق أوبك+ قد يعانون المزيد من التخفيضات التي من شأنها أن تسمح لليبيا باستعادة حصتها في السوق المفقودة، لكن الزيادة الطفيفة في الطلب قد تمتص بعض نمو الإنتاج الليبي مع تضاؤل تأثير فيروس كورونا.