شركات السيّارات الهندية ترفع شعار "السكك الحديدية هي الحلّ"
للتغلّب على الإغلاقات واضطرابات النقل جراء كورونا
حازم العمدة
بعدما تسبّب تفشّي فيروس كورونا المستجدّ (كوفيد -19)، والإغلاقات اللاحقة على مستوى العالم، في اضطرابات لا حصر لها في جميع الصناعات، لم تجد شركات السيّارات في الهند وسيلة أكثر فاعلية لشحن منتجاتها إلى الولايات المختلفة، سوى السكك الحديدية.
وفي الوقت ذاته، يمثّل هذا الاتّجاه فرصة كبيرة لشركات السكك الحديد الهندية، لتنويع السلع التي تنقلها عبر البلاد تدريجيًا، وتعويض خسائرها جراء تباطؤ خدمات قطارات الركّاب، في ظلّ تدابير الإغلاق، وتقييد حركة المواطنين التي تفرضها السلطات الهندية، لاحتواء الفيروس الذي تفشّى مجدّدًا، وسجّل أرقاما قياسية في انتشاره.
دفعت صعوبة توفير عدد كافٍ من سائقي الشاحنات، والعقبات المتكرّرة أمام التنقّل بين الولايات، وسط جائحة (كوفيد -19)، إلى جانب عوامل أخرى، مثل الانخفاض الكبير في وقت العبور، وتوافر الحوافز الماليّة لهذا النوع من النقل، كبار مصنّعي السيارات لاستخدام شبكة واسعة من السكك الحديدية الهندية، لنقل المركبات الجديدة.
اقرأ المزيد..
- إغلاق المدن يهوي بالطلب على الوقود في الهند 45%
-
دراسة يابانية: “إغلاق المدن” يدمّر الطلب العالمي على الطاقة
-
الإغلاق يجبر الهند على تقديم حوافز لمستهلكي الكهرباء
وقال مسؤول حكومي كبير -حسب منصّة "لايف منت" الإخبارية-، إن أنشطة الشحن عبر قطارات السكك الحديدية شهدت ارتفاعًا.
وتابع: "بسبب الإغلاق، كان التحميل أقلّ، في أبريل/نيسان ومايو/أيّار ويونيو/حزيران، لكن الحركة بدأت في العودة في يوليو/تمّوز، وزادت عمليات الشحن في سبتمبر/أيلول الجاري".
في السياق ذاته، قال المسؤول: "خفضت السكك الحديدية وقت الترانزيت، بنسبة تتراوح بين 40-50%، وأصبحت قادرة على تلبية متطلّبات (العملاء) الأساسية للتسليم في الوقت المستهدف، وهناك تحوّل إلى النقل عبر السكك الحديدية، بسبب الحوافز المقدّمة من الشبكة.
مضاعفة السرعة
أضاف المسؤول: "تمكّنت شركة النقل الوطنية من مضاعفة سرعتها في قطارات الشحن، من 23 كم في الساعة إلى 46 كم في الساعة، حيث يعمل عدد قليل جدًّا من قطارات الركّاب في جميع أنحاء البلاد، ما يقلّل الازدحام بشكل كبير".
يعدّ هذا التحوّل مهمًّا، بعدما خسرت السكك الحديدية كثيرًا من حصّتها في إجمالي حركة الشحن إلى الطرق، حيث تبلغ حصّتها النموذجية في الخدمات اللوجستية -حاليًا- 33%.
وكان وزير السكك الحديدية بيوش غويال، قد قال مؤخّرًا: إن شركة النقل الوطنية تغيّر "ثقافة" عملها، لتوفير حلول آمنة ودقيقة وفاعلة من حيث التكلفة لعملائها، وتهدف إلى زيادة حصّتها في أعمال الشحن إلى 40%.
الخدمات اللوجستية
في السياق ذاته، قال أوميش بهانوت، المدير العامّ لشركة "إيه بي إل لوجستيكس فاسكور أوتوميتيف": إن الحصّة السوقية للسكك الحديدية زادت في مجال الخدمات اللوجستية للسيّارات، هذا العام، لأسباب متعدّدة، بما في ذلك نقص السائقين في أساطيل الشاحنات، نتيجة فيروس كورونا، والتوسّع الهائل للسكك الحديدية في جميع أنحاء الصناعة.
وأضاف بهانوت: "أصبحت قطارات الشحن تتحرّك بسرعة، بينما تسير الشاحنات ببطء بسبب تحدّيات عديدة، بما في ذلك القيود على حدود الولايات والمدن، ما انعكس إيجابًا على الخدمات اللوجستية للسكك الحديدية".
من جانبها، قالت "هيونداي موتور إنديا"، ثاني أكبر شركة لصناعة السيّارات في الهند، من حيث الحجم، إنّها تنقل حاليًا أكثر من 10% من إجمالي إنتاجها عبر السكك الحديدية، من محطّتين بالقرب من مصانعها.
وفي أغسطس/آب، وصلت هذه النسبة إلى مستوى قياسي بلغ 13% من الكمّيات الشهرية، بالنظر إلى التطوّر الحالي وعدم توافر القوى العاملة على شبكات الطرق.
ومع مرور الأشهر، قد تختلف الديناميكيات بشكل طفيف، لكن "هيونداي إنديا" تتوقّع استمرار 10% -على الأقلّ- بالنسبة لنقل منتجاتها من خلال السكك الحديدية.