وود ماكنزي: الطاقة الإنتاجية لإعادة "التغييز" الأعلى منذ 10 سنوات
قدرات المشروعات قيد الإنشاء تصل إلى 144 مليون طنّ سنويًا في 2020
حازم العمدة
- الصين ستمثل أكثر من ثلث القدرات العالمية بما يعادل 52.6 مليون طن سنويا
- الجداول الزمنية لمشروعات جنوب آسيا تضررت بسبب فيروس كورونا
- الهند تبني 5 محطات جديدة بطاقة 20 مليون طن سنويا
- 7 محطات تتخذ قرار الاستثمار النهائي خلال العام الجاري
- آسيا تهيمن على قدرات إعادة تغييز الغاز المسال 2024
توقّعت مؤسّسة وود ماكنزي الاستشارية المعنيّة بالطاقة، وصول الطاقة الإنتاجية لإعادة التغييز (إعادة الغاز الطبيعي المسال إلى الحالة الغازيّة) للمشروعات قيد الإنشاء، إلى 144 مليون طنّ سنويًا، العام الجاري، وهو أعلى مستوى لها في 10 سنوات.
يشمل ذلك 33 محطّة جديدة قيد الإنشاء، تُضيف 92.8 مليون طنّ سنويًا، فضلًا عن 51 مليون طنّ سنويًا من القدرة المقرّر إضافتها في المحطّات القائمة.
ليس من المستغرب أن تقود الصين -مركز الطلب الأسرع نموًا في العالم- الإضافات في قدرات إعادة التغييز، حيث تمثّل أكثر من الثلث عالميًا (ما يعادل 52.6 مليون طنّ سنويًا، بما في ذلك 22.4 مليون طنّ سنويًا في 10 محطّات جديدة).
وقال جايلز فرير، مدير الأبحاث في وود ماكنزي: "إن الوصول إلى قدرات إعادة التغييز في الصين آخذ في التغيّر، حيث من المحتمل أن تحصل شركة خطوط الأنابيب الوطنية الجديدة بي بي شاينا PipeChina، على ملكية عدد من المحطّات المملوكة لشركة النفط الوطنية قريبًا، كما عانت الصين أيضًا من التأخير في إضافة القدرات، جراء جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، حيث يواجه التوسّع المتوقّع في محطّتي Caofeidian و Rudong مخاطر التراجع، حتّى عام 2021".
5 محطّات هندية
بطبيعة الحال، تأثّرت الجداول الزمنية في جنوب آسيا أيضًا بسبب فيروس كورونا، مع تأخّر إنشاء البُنية التحتيّة لخطوط الأنابيب، ما انعكس سلبًا على أداء وطاقة بعض المحطّات الإنتاجية.
وتشهد الهند حاليًا بناء 5 محطّات جديدة، بطاقة إجمالية تبلغ 20 مليون طنّ سنويًا.
وعلى صعيد قدرات إعادة التغييز، قد تشهد أوروبّا ما يصل إلى 13.0 مليون طنّ سنويًا من القدرات الإضافية لمشاريع التوسّع، حتّى عام 2025، عبر هولندا، وبولندا، وفرنسا، واليونان، والمملكة المتّحدة.
في السياق ذاته، تتوقّع مؤسّسة وود ماكنزي أن تتّخذ 7 محطّات إعادة تغييز، قرار الاستثمار النهائي، هذا العام.
وبالفعل، توصّلت 3 محطّات إعادة تغييز جديدة- قبرص للغاز الطبيعي المسال، وشركة يانتاي الصينية للغاز المسال، وتيانجين للغاز المسال- لقرار الاستثمار النهائي، في النصف الأوّل من عام 2020.
وقال جايلز فرير، مدير الأبحاث في وود ماكنزي: "نعتقد أن 4 محطّات أخرى لديها فرصة جيّدة للوصول إلى قرار الاستثمار النهائي، قبل نهاية العام، هي: أليكسندروبولوس للغاز المسال في شرق اليونان، وهونغ كونغ للغاز الطبيعي المسال، ومحطّة فيلا دو كوندي، الواقعة في شمال البرازيل وبورتو ساندينو، في نيكاراغوا".
4 مشروعات جديدة
بدأت 4 مشروعات جديدة تلقّي شحنات، هذا العام، هي سيرغايب البرازيلية للغاز الطبيعي المسال، وماندرا للغاز المسال في الهند، وسان خوان في بورتوريكو، وأخيرا مشروع تانلين في ميانمار.
يقول أوتافيو فيراس، محلّل وود ماكنزي لأبحاث الغاز الطبيعي المسال في آسيا: "كانت جنوب شرق آسيا منطقة مهمّة لتطوير إعادة التغييز، هذا العام.. أكملت كلّ من فيتنام وميانمار المحطّات في وقت قياسي، للمساعدة في تجنّب النقص الوشيك في الطاقة".
وأضاف: "أكملت شركة هاي لنه، بناء محطّة في فونغ تاو، جنوب شرق فيتنام، وتخطّط لبدء العمليات التجارية، بحلول الربع الثاني من عام 2021.. في ميانما، استلمت محطّة صغيرة الحجم، تقع في تانلين، بالقرب من العاصمة يانغون، أوّل شحنة من الغاز الطبيعي المسال من بتروناس، في مايو/أيّار 2020. "
ميانمار وفيتنام وموزمبيق
لقد اتّخذ مطوّرو مشروعات إعادة التغييز في فيتنام وميانمار، مزيدًا من المخاطر لتسليم مشاريعهم، فكلتا المحطّتين مملوكة للقطاع الخاصّ، وبدأت البناء قبل توقيع أيّ اتّفاقيات بيع وشراء.
في ميانمار، جرى أيضًا استخدام أنظمة تفريغ جديدة، تديرها شركة إيزي للغاز الطبيعي المسال، لبدء الاستيراد قبل اكتمال بناء المحطّة.
ربّما كان التطوّر الأكثر إثارة للاهتمام هو مشروع إعادة التغييز المقترح في جنوب موزمبيق، والذي يستهدف البناء في الربع الأوّل من عام 2021.
وفي هذا السياق، يقول جايلز فرير: "بالرغم من أن الطلب في جنوب موزمبيق متواضع حاليًا، فإن المحطّة تستهدف أيضًا الطلب في شمال جنوب إفريقيا، لتعويض الانخفاض في حقلي باندي وتيماني، اللذين يزوّدان حاليًا بالغاز، أكثر من 30 صناعة في منطقة مابوتو / ماتولا وأيضًا جنوب إفريقيا، عبر خطّ أنابيب رومبكو الذي يبلغ طوله 865 كيلومترًا".
توقّعات غلوبال داتا
في منتصف يوليو/تمّوز الماضي، توقّعت غلوبال داتا -وهي شركة بيانات وتحليلات معنيّة بالطاقة- أن تسهم آسيا بنحو 69% من قدرات إعادة التغييز العالمية، بحلول عام 2024.
وتحت عنوان (توقّعات القدرات العالمية والإنفاق الرأسمالي على محطّات إعادة تغويز الغاز الطبيعي المسال، في الفترة من 2020 حتّى 2024- الصين في الصدارة)، توقّع تقرير غلوبال داتا، أن تشهد آسيا إضافات لقدرة إعادة التغييز، يبلغ إجماليها 11.1 تريليون قدم مكعّبة، بحلول عام 2024.
معلومات فنّية
الغاز الطبيعي المسال هو غاز طبيعي، جرى تبريده إلى 161 درجة مئوية تحت الصفر.
يتكوّن الغاز الطبيعي -بشكل أساس- من الميثان، ونسب قليلة من هيدروكربونات أخرى، مثل الإيثان والبروبان والبيوتان، كما يحتوي أيضًا على الماء وثاني أكسيد الكربون والنيتروجين والأكسجين وبعض مركّبات الكبريت. تجري إزالة معظم هذه المركّبات الإضافية، خلال عملية الإسالة، حيث يتكوّن الغاز المتبقّي -بشكل رئيس- من الميثان وكمّيات قليلة -فقط- من هيدروكربونات أخرى.
في حالة الغاز الطبيعي السائلة، يُقلَّص حجم الغاز الطبيعي المسال إلى ما يقارب 1/600 من حجمه، مقارنةً بحالته الغازيّة، وهذا يسهّل عملية تخزينه ونقله بأمان لجميع أركان الكرة الأرضية.
والغاز الطبيعي المسال، هو سائل عديم اللون والرائحة غير مسبّب للتآكل، وغير سامّ، ويجري تخزينه ونقله في ضغط جوّي يتوافق مع درجة غليانه. ممّا يعني أن درجة حرارته تبقى ثابتة، طالما جرت المحافظة عليه تحت ضغط ثابت.
ولأن الغاز الطبيعي عديم اللون والرائحة والطعم، يضاف إليه مركّب كيميائي، يطلق عليه مركابتن ( يشبه الكبريت في رائحته)، قبل عملية التوزيع، لإعطائه رائحة مميّزة غير محبّبة ( تشبه البيض الفاسد)، وذلك بمثابة عنصر أمان يُسمح التعرّف عليه في الهواء، في حالة حدوث تسرّب.