انخفاض إنتاج النفط المكسيكي إلى أدنى مستوى له منذ 40 عامًا..
"بيمكس" تتّجه لحفر 119 بئرًا جديدًا
سجّلت شركة النفط المكسيكية "بيمكس"، أدنى مستوى إنتاج في 40 عامًا، حيث انخفض إنتاجها، في شهر يوليو/تمّوز، إلى 1.595 مليون برميل يوميًا.
وتراجع استهلاك المنتجات النفطية في المكسيك، الشهر الماضي، نظرًا لتفشّي فيروس كورونا، والإغلاق المفروض على البلاد.
وتشير البيانات إلى تراجع الاستهلاك بنسبة 28%، حيث انخفض من 1.406 مليون برميل يوميًا، في يوليو/تمّوز 2019 إلى 1.009 مليون برميل يوميًا في يوليو/تمّوز 2020، وكان أكبر هبوط في الطلب على الديزل بنسبة 29%، يليه البنزين بنحو 24%.
وفي أبريل/نيسان، توقّفت بيمكس عن إنتاج 108 آلاف برميل يوميًا مع شركائها، وبالمقارنة على أساس سنوي، تراجع إنتاج بيمكس والشركاء بنسبة 4.5%.
خفض طوعي في الإنتاج
كان انخفاض إنتاج بيمكس أكثر وضوحًا، مقارنةً بشهر مايو /أيّار، عندما سجّل 38 ألف برميل من النفط الخام.
وفي شهري مايو ويونيو/أيار وحزيران، وافقت المكسيك على خفض طوعي للإنتاج، بمقدار 100 ألف برميل في اليوم، جزءًا من خطّة جانب العرض التي وضعتها منظّمة البلدان المصدّرة للبترول "أوبك"، وحلفاؤها لتثبيت أسعار النفط.
وانتقد العديد من المحلّلين، أرقام بيمكس، مؤكّدين أنّه لا بدّ أن تكون هناك أولويّة محدّدة وواضحة في خطّة عمل الشركة، التي أعلنت عنها، العام الماضي.
كما كانت هناك انخفاضات واضحة في الحقول القديمة، مثل كانتاريل، حيث كانت ذات يوم غزيرة الإنتاج في خليج كامبيتشي، وكانت تنتج في ذروتها، عام 2004، أكثر من 2 مليون برميل يوميًا، واليوم هو أقلّ من 200 ألف برميل.
وقال المديرون التنفيذيون في بيمكس: إن الحقول الجديدة تضيف 89 ألف برميل يوميًا، بدءًا من يوليو/تمّوز، لكن مكاسب الإنتاج المخطّط لها تباطأت، بسبب تأخيرات البُنية التحتيّة وسوء الأحوال الجوّية، و"مشكلات التشغيل في حفر الآبار".
حفر 119 بئرًا جديدة لزيادة الإنتاج
من خلال حفر 119 بئرًا جديدة، قُدِّرت زيادة إنتاج النفط بنحو 307 ألف برميل يوميًا، وأن يرتفع إنتاج الغاز بزهاء 893 مليون متر مكعّب يوميًا، بحلول عام 2022.
ودعا المسؤولون التنفيذيّون، إلى استقرار الإنتاج، حتّى مع إعلان الشركة عن خسارة 2 مليار دولار في الربع الثاني، وقبلها خسارة مذهلة، بقيمة 23 مليار دولار في الربع الأوّل.
وفي أبريل/نيسان، خفضت وكالة التصنيف الائتماني "موديز"، تصنيف سندات الشركة إلى أقلّ من درجة الاستثمار.
وأشار محلّلون إلى "الضعف الشديد لبيمكس أمام أسعار السلع المنخفضة، نظرًا لوضع السيولة الهشّ، وعبء الديون المفرطة".
وخلال الربع الثاني، كان متوسّط سعر مزيج تصدير النفط المكسيكي 29 دولارًا للبرميل، مقارنةً بـ 64 دولارًا للبرميل، في نفس الفترة من العام الماضي.
الرئيس المكسيكي يراهن على بيمكس
يُصرّ الرئيس المكسيكي، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، على جعل بيمكس أحد أعمدة السياسة العامّة لحكومته، حتّى مع تراجع شركات النفط الكبرى الأخرى في ظلّ ظروف السوق.
وتواصل المكسيك خططها في مجال التنقيب والإنتاج، وكان لديها 38 منصّة نشطة، في يوليو/تمّوز، مقارنةٍ بـ 37 منصّة، في نفس الشهر من العام الماضي.
وبعد تعديل حديث العهد، تهدف المكسيك حاليًا إلى تحقيق إنتاج من النفط يبلغ 1.8 مليون برميل، هذا العام، مع زيادة قدرها 100 ألف برميل يوميًا، كلّ عام، لتصل إلى 2.2 مليون برميل يوميًا، في 2024، عندما تنتهي فترة ولاية لوبيز أوبرادور.
نقص الصيانة في المصافي
يتراوح عمر مصافي بيمكس بين 31 و 74 سنة، ومع ذلك، فإن الحوادث الأخيرة في مرافقها تكشف عن نقص أعمال الصيانة.
وفقًا للخبراء والعاملين في شركة النفط، فإن "عدم الصيانة يؤدّي إلى زيادة خطر فشل المرافق، والتسبّب في حوادث بيئيّة قاتلة".
وفرضت الوكالة الوطنية للسلامة الصناعية وحماية البيئة لقطاع المحروقات -منذ إنشائها في أغسطس 2014، وحتّى الآن- 3 غرامات من خلال مديرية الإشراف والتفتيش والمراقبة للعمليات الصناعية، المسؤولة عن تفتيش المصافي الستّ ومجمّعات المعالجات الصناعية في بيمكس.
واعترف وزير الطاقة المكسيكي الحالي، روسيو ناهلي، بأن تراجع إنتاج النفط سببه عدم صيانة المصافي.