"لورا" الخطر الأكبر على صناعة النفط بخليج المكسيك في 15 عام
وقف ضخ 84% من إنتاج النفط اليومي وإغلاق ميناء هيوستن
إغلاق عدد من المصافي بما في ذلك موتيفا التي تملكها أرامكو
بات إنتاج النفط الأمريكي في خليج المكسيك محاصرا بالخطر الأكبر له منذ 15 عاما، ويقترب مستوى الإغلاقات في المنصات ومصافي التكرير بسبب الإعصار "لورا"،من مستوى الإغلاق أثناء الإعصار كاترينا 2005.
وسارعت مصافي التكرير الساحلية اليوم الثلاثاء، في خفض عملياتها، بعد أن تحولت العاصفة الاستوائية "لورا" إلى إعصارا، بحسب المركز الوطني الأميركي لرصد الأعاصير.
وقف ضخ 1.5 مليون برميل
قال مكتب السلامة والتطبيق البيئي الأميركي التابع لوزارة الداخلية. اليوم الثلاثاء، إن منتجي النفط أوقفوا ضخ 1.56 مليون برميل يوميا، أو 84% من الإنتاج اليومي، من المنصات البحرية الأميركية في خليج المكسيك قبيل إعصار لورا، ومن المنتظر أن يضرب المنطقة هذا الأسبوع.
وقال منظمون للعمليات البحرية إن منتجي الطاقة قاموا بإخلاء 299 منصة إنتاج و11 منصة للحفر حتى ظهر اليوم الثلاثاء.
وأضافوا أن إغلاق الآبار خفض أيضا إنتاج الغاز الطبيعي الأميركي في خليج المكسيك بمقدار 1.65 مليار قدم مكعب يوميا أو 61% من إجمالي الإنتاج.
وخليج المكسيك، هو أهمّ منطقة لأسواق الطاقة في العالم، بسبب كمّية إنتاج النفط والغاز فيه، إلى جانب حجم التجارة الدولية في النفط والغاز والمنتجات النفطية والغازات السائلة والغاز المسال، التي تخرج منه، أو تأتي إليه، وكونه أكبر مركز للمصافي في العالم.
إعصار كاترينا
شهد إنتاج النفطي الأميركي عام 2005 تراجعا حادا بسبب الإعصار كاترينا، الذي ضرب خليج المكسيك وولايتي لويزيانيا ومسيسيبي جنوب شرق الولايات المتحدة.
ووفقا لبيانات وزارة الطاقة الأميركية، فقد أوقف إعصار كاترينا الإنتاج كليا في خليج المكسيك، وغرق نحو 20 حفارا ومنصة نفطية.
الإعصار لورا
ويكتسب الإعصار لورا قوته بسرعة فوق المياه الدافئة لخليج المكسيك ومن المتوقع أن يصبح إعصارا كبيرا يدفع رياحا سرعتها 115 ميلا في الساعة (185 كيلومترا في الساعة) قبل أن يضرب الساحل الأميركي، وفقا لما ذكره المركز.
إغلاق المصافي
بدأت شركات موتيفا التابعة لأرامكو السعودية، وتوتال الفرنسية، وفاليرو، وفيليبس 66، وإكسون موبيل، وسيتجو، وقف عملياتها في مصافي التكرير في بورت آرثر بولاية تكساس، بحسب بيانات أرغوس ميديا.
وتعمل هذه المصافي بطاقة تصل إلى نحو 3.3 مليون برميل في اليوم، وقال ممثلوا هذه الشركات إنهم يواصلون مراقبة الظروف لكنهم رفضوا التعليق على خطط محددة.
ويقع حوالي 4.6 مليون برميل في اليوم من طاقة التكرير في مسار العاصفة.
ويقع ما يقرب من نصف طاقة التكرير الأميركية على سواحل تكساس ولويزيانا، حيث يمكن لمياه الفيضانات أو انقطاع التيار الكهربائي الذي خلفته العواصف القوية أن تغلق مصافي التكرير لأسابيع.
وتضرر نحو 40% من طاقة تكرير النفط الخام على ساحل الخليج الأميركي جراء الإعصار هارفي في 2017 تحت مياه الفيضانات القياسية التي استغرق إزالتها أسابيع.
إغلاق ميناء هيوستن
أعلن ميناء هيوستن عن توقف جميع عمليات المحطة العامة مساء الثلاثاء، ومن المرجح أن يُبقي مرافقه العامة الثمانية مغلقة يومي الأربعاء والخميس بسبب تأثير إعصار لورا.
وقال متحدث باسم ميناء هيوستن إن الميناء يتوقع إغلاقه بالكامل يوم الأربعاء مع احتمال أن يمتد الإغلاق إلى يوم الخميس اعتمادًا على مسار العاصفة.
انخفاض الطلب على الوقود
ولم تخرج صناعة النفط الأميركية من تداعيات فيروس كورونا السلبية بعد، حتى بدأت الأعاصير تحاصرها في خليج المكسيك.
وتسبب فيروس كورونا في خفض الطاقة الإنتاجية لمصافي التكرير الأميركية على ساحل الخليج بنحو 17% قبل العواصف.
وانخفض الطلب على البنزين في الولايات المتحدة بمقدار 10% عن مستويات العام الماضي في منتصف أغسطس/آب، وانخفض الطلب على الديزل بنسبة 13%، وفقًا لأحدث البيانات الأميركية.
وكانت مخزونات البنزين في ساحل المحيط الأطلسي أعلى بنسبة 8.5% من مستويات 2019 ، عند 68 مليون برميل، ومخزونات الديزل ذات الكبريت المنخفضة للغاية أعلى بنحو 50% من متوسط حجم التخزين لمدة خمس سنوات في منتصف أغسطس.
ويبدو أن موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي، الذي يستمر رسميًا من 1 يونيو/حزيران إلى 30 نوفمبر/تشرين الثاني، سيكون شديدًا هذا العام، ويتوقع المركز الوطني 25 منخفضا.