إدارة معلومات الطاقة: أسعار النفط ستستمرّ بالارتفاع مع زيادة الطلب وانخفاض المخزون
متوسّط 50 دولارًا للبرميل لخام برنت في 2021
سترتفع أسعار نفط برنت إلى متوسّط قدره 50 دولارًا للبرميل، في عام 2021، وفقًا للتقرير الشهري لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، الذي صدر اليوم، والذي يتضمّن توقّعات حتّى نهاية 2021.
وأشار التقرير إلى ارتفاع أسعار خام برنت من متوسّط قدره 40 دولارًا، في شهر يونيو الماضي، إلى 43 دولارًا للبرميل، في شهر يوليو. هذا يعني أن أسعار النفط ارتفعت بمقدار 25 دولارًا للبرميل، منذ انهيارها في شهر أبريل. وتتوقّع الإدارة أن يكون متوسّط سعر برنت 43 دولارًا للبرميل، في النصف الثاني من العام.
ويعود توقّع ارتفاع أسعار النفط إلى توقّع انخفاض المخزونات التجارية، التي يُتوقّع لها أن تنخفض بمعدّل 4.2 مليون برميل يوميًا، في النصف الثاني من العام، ثمّ تنخفض بمعدّل 800 ألف برميل يوميًا، في عام 2021. ويأتي هذا الانخفاض بعد زيادة تاريخية في المخزون، في النصف الأوّل من العام، حيث ارتفع بمقدار 6.4 مليون برميل يوميًا.
ارتفاع الطلب العالمي على النفط
تتوقّع الإدارة ارتفاع الطلب على النفط، من متوسّط قدره 93.1 مليون برميل يوميًا، في عام 2020، إلى قرابة 100 مليون برميل يوميًا في 2021، وهذا يعني عودة الطلب إلى وضع ما قبل فيروس كورونا، في بداية 2022.
وقدّر التقرير الطلب على السوائل النفطية، في يوليو الماضي، بـ 93.4 مليون برميل يوميًا، بانخفاض قدره 9.1 مليون برميل يوميًا عن الشهر نفسه في العام الماضي. إلّا أنّه أعلى ممّا كان عليه في الربع الثاني، بأكثر من 8 ملايين برميل يوميًا، الأمر الذي يعكس أثر انتهاء عمليات الحجر في أغلب دول العالم.
وأشارت الوكالة إلى أن الطلب العالمي على النفط في الربع الثاني، كان 85 مليون برميل يوميًا، أقلّ من الطلب في نفس الفترة في العام الماضي، بـ 15.8 مليون برميل يوميًا. هذا الرقم مهمّ، لأنّه يعكس أعلى أثر لنتائج الإغلاق، بسبب انتشار فيروس كورونا عالميًا، كما يُظهر أن الأثر أقلّ ممّا كان متوقّعًا، حيث أشارت بعض التوقّعات إلى انخفاض قدره 25 إلى 30 مليون برميل يوميًا.
زيادة الإنتاج العالمي
يتوقّع التقرير انخفاض إنتاج السوائل النفطية عالميًا، في الربع الثالث، إلى 90.4 مليون برميل يوميًا، ثمّ يرتفع بشكل كبير إلى متوسّط قدره 99.4، في عام 2021. وقدّر التقرير انخفاض الإنتاج، في الربع الثاني، بمقدار 8.1 مليون برميل يوميًا، عمّا كان عليه في العام السابق، بسبب التخفيضات الاختيارية التي قامت بها دول أوبك+، والتخفيضات الإجبارية نتيجة انخفاض أسعار النفط، خاصّةً في الولايات المتّحدة، حيث جرى إغلاق الآبار، وتخفيض أنشطة الحفر والإكمال، بشكل كبير.
ويُلحظ على التقرير أنّ توقّع إدارة معلومات الطاقة لارتفاع الإنتاج العالمي إلى قرابة 100 مليون برميل يوميًا في 2021، يتجاهل تخفيض أوبك+ للإنتاج، والذي جرى الاتّفاق بين الدول الأعضاء على أن يستمرّ حتّى 2022.
الولايات المتّحدة
قامت الإدارة بتعديل توقّعاتها لإنتاج الولايات المتّحدة هبوطًا عمّا كان متوقّعًا سابقًا، حيث تتوقّع الآن أن ينخفض إنتاج الولايات المتّحدة إلى متوسّط قدره 11.3، في عام 2020، ثمّ ينخفض مرّة أخرى إلى 11.1، في عام 2021، بعد أن كان المتوسّط 12.2، في عام 2019. وكان من المتوقّع أن يتجاوز 13 مليون برميل يوميًا، في 2020، قبل كورونا، أي إن الانخفاض يقدّر بقرابة مليوني برميل يوميًا. مع ملاحظة أن توقّعات الإدارة تفترض أن خطّ أنابيب داكوتا الشمالية إلى ولاية إلينويز، الذي تتقاذف قضيّته المحاكم الفدرالية حاليًّا، لن يتوقّف. فإذا توقّف، فإن الإنتاج سيكون أقلّ، بين 200 إلى 300 ألف برميل يوميًا.
أمّا عن الطلب على النفط في الولايات المتّحدة، فقد انخفض بنسبة 20%، في الربع الثاني، مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي. ولكن التقرير يتوقّع زيادة مستمرّة في الطلب، هذا العام والعام القادم. ويتوقّع أن يبلغ 18.9 مليون برميل يوميًا، في الربع الثالث، ويستمرّ الارتفاع ليبلغ متوسّط 20 مليون برميل يوميًا في 2021، إلّا إنّه سيبقى أقلّ من الطلب على النفط، في 2019، بمقدار 400 آلاف برميل يوميًا.