التوتّر الأميركي-الصيني وإصابات كورونا يخفضان أسعار النفط
بعد 3 أيام من ارتفاعها مستفيدة من ضعف الدولار
حازم العمدة
بعد ثلاثة أيام من ارتفاعها مستفيدة من ضعف الدولار الأميركي، انخفضت أسعار النفط اليوم الاثنين مع تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، فيما دفع تزايد التوتر بين الولايات المتحدة والصين المستثمرين في اتجاه أصول الملاذ الآمن.
هبط خام برنت ثمانية سنتات أو 0.2 % إلى 43.26 دولار للبرميل بحلول الساعة 0403 بتوقيت غرينتش، بينما فقد خام غرب تكساس الوسيط سبع سنتات ما يعادل 0.2 % إلى 41.22 دولار.
ويعكس الهبوط في أسعار النفط التراجع في أسواق المال على نطاق أوسع في آسيا وسط مخاوف بشأن تصاعد التوتر بين أكبر اقتصادين في العالم عقب إغلاق قنصليتين في هيوستن وتشنغدو. ويأتي ذلك في الوقت الذي تجاوزت فيه حالات الإصابة بفيروس كورونا 16 مليونا.
كان خام برنت قد سجل الجمعة 43.67 دولار للبرميل مرتفعا نحو 36 سنت أو ما يعادل نحو 83%، لكنه منخفض عن أعلى سعر سجله بالجلسه والبالغ نحو 43.90 دولار للبرميل.
وسجل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي نحو 41.45 دولار للبرميل، مرتفعا بنحو 38 سنتا أو ما يعادل 0.93%، لكنه منخفض عن أعلى سعر سجله بالجلسه 41.76 دولار للبرميل.
تراجع الدولار
استفادت أسعارالنفط من تراجع الدولار، الذي هبط لأدنى مستوى في 22 شهرا مقابل سلة من العملات.وعادة ما يشجع ضعف الدولار على شراء السلع الأولية المسعرة بالعملة الأميركية مثل النفط، لأنها تصبح أرخص سعرا لحائزي العملات الأخرى.
وبحسب خبراء اقتصاد في استطلاع أجرته رويترز، فإن آفاق الاقتصاد الأميركي كانت قاتمة في الشهر الماضي في ظل تجدد إجراءات العزل العام في بعض الولايات بسبب ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا.
وبلغ عدد الأميركيين المتقدمين بطلبات للحصول على إعانة البطالة 1.416 مليون في الأسبوع الماضي، ليرتفع على نحو غير متوقع للمرة الأولى في نحو أربعة أشهر مما يشير إلى جمود تعافي الاقتصاد الأميركي في ظل ارتفاع جديد في الإصابات بكوفيد-19.
وبينما يغذي ارتفاع عدد الإصابات المخاوف بشأن تجدد فرض إجراءات العزل العام الحكومية، فإن المخاوف من تضرر الطلب على النفط تفاقمت جراء توتر بين الولايات المتحدة والصين، أكبر مستهلكين في العالم للنفط.
وصباح الجمعة، أمرت الصين الولايات المتحدة بإغلاق قنصليتها في مدينة تشنغدو، في رد فعل على طلب أميركي هذا الأسبوع بأن تغلق بكين قنصليتها في هيوستن.
وقال باركليز كوموديتيز ريسيرش إن أسعار النفط قد تشهد تصحيحا في الأجل القريب إذا تباطأ التعافي في طلب الوقود أكثر، على الأخص في الولايات المتحدة.
وخفض البنك توقعاته لفائض سوق النفط لعام 2020 إلى متوسط قدره 2.5 مليون برميل يوميا من 3.5 مليون برميل يوميا في السابق.
رابع مكسب شهري
ومع ذلك، يظل برنت في سبيله لتسجيل رابع مكسب شهري في يوليو/ تموز في حين يتجه الخام الأميركي للصعود للشهر الثالث على التوالي بفضل تخفيضات غير مسبوقة للإمدادات من منظمة أوبك وحلفائها دعمت الأسعار. كما يتراجع الإنتاج في الولايات المتحدة.
وتحسن الطلب على النفط إلى حد ما من التراجع الحاد في الربع الثاني، ما دعم الأسعار، ولكن ثمة تفاوت على الطريق صوب التعافي مع العودة إلى وقف أنشطة اقتصادية في الولايات المتحدة وأجزاء أخرى في العالم ما يكبح الاستهلاك.
وشجع تعافي أسعار النفط من المستويات المتدنية في وقت سابق من العام أكبر المنتجين في العالم على زيادة الإنتاج والصادرات من جديد.
ارتفاع الحفارات الأميركية
وبعد 18 أسبوعاً من الانخفاض المستمر، ارتفع عدد حفّارات النفط في الولايات المتحدة في الأسبوع الماضي بمقدار حفارة واحدة ليصل إلى 181، وعلى الرغم من أن هذا المستوى مازال في مستويات منتصف 2009، إلا أن التفاصيل تشير إلى احتمال وصول عدد الحفارات إلى أدنى مستوى له، وقد بدأ باتجاه الزيادة مع تحسن أسعار النفط، وتحسن التوقعات للنصف الثاني من العام. إلا أن هذا الارتفاع قد يكون وراءه أسباب قانونية تتعلق بالعقود مع أصحاب الأراضي.
ارتفع عدد الحفارات في حوض برميان في غرب تكساس بمقدار حفارتين إلى 126، وهي أول زيادة منذ منتصف مارس/آذار عندما كان عدد الحفارات 418. كما ارتفع عدد الحفارات في حقل إيغل فورد في جنوب تكساس بمقدار اثنتان إلى 12، وفي حقل جرانيت ووش بمقدار واحدة. وانخفض عدد الحفارات خارج الصخري بمقدار ثلاثة.
واستمر عدد الحفارات في الانخفاض في تكساس، أشهر ولاية نفطية في الولايات المتحدة، إلى مستويات لم نرها منذ عقود حيث وصل عدد الحفارات إلى 101، بعد أن كان 533 في آخر 2018. ويأتي هذا الانخفاض، رغم زيادة عدد حفارات النفط، بسبب الانخفاض في عدد حفارات الغاز.
وانخفض عدد حفارات الغاز بمقدار 3 إلى 68، بعد أن كان 202 في بداية 2019، حيث مازالت أسعار الغاز تعاني من الانخفاض.
ومن المقرر أن تزيد صادرات روسيا من الموانئ الغربية 36 % في أغسطس/ آب مقارنة بيوليو/ تموز، وفقا لحسابات رويترز.