أخبار النفطالتقاريررئيسيةنفط

تعافي استهلاك البنزين في دول الخليج

وزيادة كبيرة في استهلاك النفط في فصل الصيف

أحمد صقر

شهدت منطقة الشرق الأوسط انخفاضا حادا في استهلاك عددا من منتجات الوقود الرئيسية خلال النصف الأول من عام 2020، بسبب إجراءات الإغلاق والحظر التي طبقتها دول المنطقة للسيطرة على انتشار فيروس كورونا، لكن التوقعات تشير إلى أن الطلب على البنزين بدأ في التعافي.

ودفعت الجهود المبذولة لاحتواء الفيروس الحكومات إلى خفض حركة النقل الجوي مما أدى إلى انخفاض الطلب على وقود الطائرات، وتراجع استهلاك البنزين.

وفقًا لأحدث تقديرات "إس بي جلوبل بلاتس" فإن الطلب على المنتجات النفطية في منطقة الشرق الأوسط سينخفض بنسبة قياسية قد تصل إلى نحو 2.9% خلال عام 2020، لكن "إف جي إي إنيرجي" تتوقع انكماشًا أعمق بنسبة 5% في الطلب في الشرق الأوسط على المنتجات النفطية الرئيسية، والذي من المتوقع أن يبلغ متوسطه 6.1 مليون برميل في اليوم هذا العام.

وأرجعت تقديرات "إس بي جلوبل بلاتس" سبب الهبوط إلى تراجع استهلاك وقود الطائرات بنسبة 15% وتراجع استخدام البنزين بنسبة 6% تقريبًا.

إلا أن زيادة استهلاك النفط في الصيف لأسباب متعددة قد تغير هذه التوقعات، حيث أن كمية النفط التي ستستخدم في توليد الكهرباء في هذا الصيف ستكون عالية بسبب بقاء الخليجيين في بلادهم بدلا من قضاء إجازاتهم السنوية في البلاد الأجنبية، وبسبب انخفاض إنتاج الغاز المصاخب نتيجة التخفيض الكبير في إنتاج النفط.

تراجع استهلاك البنزين

وخلال شهر أبريل/نيسان الماضي، ذروة تفشي فيروس كورونا المستجد، انخفض الطلب على البنزين في دول مجلس التعاون الخليجي الست التى تضم (السعودية والإمارات والبحرين وقطر وسلطنة عمان والكويت) بنحو 462 ألف برميل يوميا، ما يعادل 52% مقارنةً بشهر أبريل/نيسان 2019 ، وفقًا لتقديرات من شركة الاستشارات "إف جي إي إنيرجي".

تسبب فيروس كورونا في انخفاض الطلب على الوقود في السعودية إلى أدنى مستوياته في عدة سنوات حيث هبط نحو 230 ألف برميل في اليوم على أساس سنوي في أبريل، وفقًا لبيانات "جودي" التابعة لمنتدى الطاقة العالمي الذي يتخذ من الرياض مقرا له.

ويمثل انخفاض استهلاك الوقود في السعودية، أكبر اقتصاد عربي، نحو نصف الاستهلاك في دول مجلس التعاون الخليجي الست.

وبالمقارنة مع مستويات الاستهلاك في 2019، فإنه من المتوقع أن ينخفض الطلب في دول مجلس التعاون الخليجي بنحو 145 ألف برميل يوميا، أو 16%، ليصل إجمالي الاستهلاك عند 786 ألف برميل يوميا برميل يوميا في 2020.

وسيتقلص الطلب على البنزين في الكويت وعمان بشكل معتدل بنسبة 12% على أساس سنوي في عام 2020. وشددت عُمان في الآونة الأخيرة القيود قبل عطلة عيد الأضحى، مما قد يؤدي إلى انخفاض الطلب.

ولم تفرض البحرين وقطر، اللتان استهلكتا في المتوسط 18 ألف برميل يوميا و 44 ألف برميل يوميا من البنزين العام الماضي، حظر التجول أو الإغلاق الصارم، وسيعود الطلب في هذين البلدين إلى مستويات ما قبل عام 2019 بحلول أغسطس/آب المقبل.

تعافي الطلب

مع انتشار قواعد التباعد الاجتماعي، يميل الناس إلى استخدام السيارات الخاصة بشكل أكبر، وهو ما يشجع من فرص السفر بين دول مجلس التعاون الخليجي، بينما توقف أغلب السفر لقضاء الجازات في أوروبا وأميركا وآسيا، مما يؤدي بدوره إلى رفع الطلب على البنزين.

وتتوقع "إف إي جي إي إنيرجي" أن تعود مستويات استهلاك البنزين في دول مجلس التعاون الخليجي إلى المستويات التي شوهدت قبل الوباء بحلول الربع الرابع من عام 2020.

وبدأ الطلب على البنزين في السعودية بالارتفاع بوتيرة سريعة بعد تخفيف قيود كورونا، حيث رفعت السعودية في 21 يونيو/حزيران الماضي قيود حظر التجوال، وأنهت جميع الإجراءات الاستثنائية المطبقة منذ أواخر مارس/آذار.

وبحسب تقديرات شركة الاستشارات "إف إجي إي إنيرجي"، ارتفعت حركة السيارات بالشوارع والطرق بنحو 19% بين 20- 21 يونيو/حزيران، ليصل لـ93.6% بالمقارنة مع مستوى القيادة في 13 يناير/كانون الثاني 2020، وفقًا لبيانات التنقل التي تجمعها شركة Apple التكنولوجية من طلبات مستخدمي تطبيقاتها.

وحتى الآن في يوليو/تموز الجاري، تظهر هذه البيانات أن متوسط نشاط القيادة في المملكة العربية السعودية أعلى من خط الأساس في يناير، عند 103%.

تعد الإمارات ثاني أكبر مستهلك للبنزين في دول مجلس التعاون الخليجي، والتي بلغ فيها متوسط نشاط القيادة 10% دون خط الأساس في يوليو/تموز الجاري، وأرجعت هذا الانخفاض إلى مواصلة أبوظبي ثاني أكبر إمارة من حيث عدد السكان تقييد الحركة.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق