أسعار النفط تنخفض بضغط من المخزونات الأميركية وإصابات كورونا
شهدت أسعار النفط، اليوم الأربعاء، انخفاضًا طفيفًا بضغط من ارتفاع مخزونات النفط الأميركي، بالإضافة إلى ضبابية الطلب على الوقود في أكبر دولة مستهلكة للنفط في العالم، بفعل تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجدّ.
ونزل خام برنت 35 سنتًا، ما يعادل 0.8% إلى 43.97 دولارًا للبرميل، بحلول الساعة 0541 بتوقيت غرينتش، وفقدَ خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 39 سنتًا، ما يوازي 0.9% إلى 41.53 دولارًا، وفقًا لرويترز.
وأمس الثلاثاء، أظهرت بيانات معهد النفط الأميركي، أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتّحدة، سجّلت زيادة حادّة غير متوقّعة، الأسبوع الماضي، بينما انخفضت مخزونات البنزين ونواتج التقطير.
وقفزت مخزونات الخام 7.5 مليون برميل، في الأسبوع المنتهي في السابع عشر من يوليو/تمّوز، لتصل إلى 531 مليون برميل، بينما كانت توقّعات المحلّلين تشير إلى انخفاض قدره 2.1 مليون برميل.
وقال معهد النفط، إن مخزونات النفط في مركز التسليم في كوشينج بولاية أوكلاهوما، زادت بمقدار 716 ألف برميل، وهبطت مخزونات البنزين مليوني برميل، بينما كان محلّلون -استطلعت رويترز آراءهم- قد توقّعوا انخفاضًا قدره 618 ألف برميل.
وتراجعت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، بمقدار 1.4 مليون برميل، متماشيةً مع توقّعات المحلّلين.
انخفاض الواردات الأميركية
أظهرت بيانات معهد البترول أن واردات الولايات المتّحدة من النفط الخام، الأسبوع الماضي، انخفضت 825 ألف برميل يومًيا.
وقال إدوارد مويا -كبير محلّلي السوق لدى أواندا في نيويورك- وفق رويترز: "وصل الاتّجاه الصعودي للخام لنهاية الطريق، بعد تقرير معهد البترول الأميركي الذي أظهر زيادة حادّة للمخزونات، وتحذير الرئيس ترمب من احتمال تفاقم جائحة كورونا في الولايات المتّحدة".
وتابع: "تلقّت توقّعات الطلب على الخام ضربة مزدوجة، ممّا قد تكون أكبر زيادة في المخزونات منذ مايو /أيّار، إذا أكّدت إدارة معلومات الطاقة تقرير أمس، وتصريحات ترمب المتشائمة بشأن الفيروس".
تأثير الإصابات الأميركية
سجّلت الولايات المتّحدة، الثلاثاء، لليوم الثامن على التوالي، أكثر من 60 ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجدّ خلال 24 ساعة، بحسب بيانات نشرتها جامعة جونز هوبكنز التي تُعدّ مرجعًا في تتبّع الإصابات والوفيات الناجمة عن جائحة كوفيد-19.
وأظهرت بيانات جونز هوبكنز، حتّى الساعة 20,30 من مساء الثلاثاء (00,30 ت غ الأربعاء)، أن إجمالي الإصابات بالفيروس في الولايات المتّحدة ارتفع إلى أكثر من 3,89 مليون إصابة، بينها 68,524 إصابة سُجّلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بحسب فرانس برس.
كما تسبّب كوفيد-19 بوفاة 961 شخصًا في الولايات المتّحدة، خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، لترتفع بذلك الحصيلة الإجمالية للوفيات الناجمة عن الوباء الفتّاك في هذا البلد، إلى 141,883 وفاة، وفق الجامعة -ومقرّها في مدينة بالتيمور بولاية ميريلاند (شمال شرق)-.
والولايات المتّحدة هي -وبفارق شاسع عن سائر دول العالم- البلد الأكثر تضرّرًا من جائحة كوفيد-19، سواء على صعيد الوفيات، أو على صعيد الإصابات.
ومنذ أكثر من أسبوع تسجّل الولايات المتّحدة حصيلة إصابات جديدة يوميّة، تزيد عن 60 ألف إصابة، وقد بلغت هذه الحصيلة ذروتها الجمعة، حين سجّلت 77,638 إصابة جديدة.
ومنذ نهاية يونيو/حزيران، تواجه أقوى دولة في العالم تزايدًا متسارعًا في أعداد المصابين بالفيروس، ولا سيّما في الولايات الواقعة في غرب البلاد وجنوبها.
والثلاثاء، أقرّ الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في أوّل مؤتمر صحفي يعقده منذ نهاية أبريل/نيسان، حول فيروس كورونا المستجدّ، الذي يطلق عليه اسم "الفيروس الصيني"، بمدى فداحة جائحة كوفيد-19 في البلاد، محذّرًا من أن الأزمة "ستسوء حتمًا قبل أن تتحسّن".
وللمرّة الأولى منذ بدء الجائحة، دعا ترمب "الجميع" إلى وضع كمّامات، عندما يتعذّر عليهم احترام قواعد التباعد الاجتماعي.
أعلى سعر للنفط في 4 أشهر
وأمس الثلاثاء، سجّلت أسعار العقود الآجلة للنفط أعلى مستوياتها في أكثر من 4 أشهر، بدعم من اتّفاق الاتّحاد الأوروبّي على حزمة تحفيزية ضخمة، وأنباء مشجّعة بشأن تجارب على لقاح لفيروس كورونا.
وأنهت عقود خام برنت القياسي العالمي لأقرب استحقاق جلسة التداول مرتفعة 1.04 دولار، أو 2.4%، لتسجّل عند التسوية 44.32 دولارًا للبرميل. وصعدت عقود خام القياس الأميركي غرب تكساس 1.15 دولارًا، أو 2.82%، لتبلغ عند التسوية 41.96 دولارًا للبرميل.
ولقيت الأسعار دعمًا من توصّل زعماء الاتّحاد الأوروبّي إلى اتّفاق على صندوق للتعافي، بقيمة 750 مليار يورو (859 مليار دولار)، لدعم الاقتصادات التي تضرّرت من تداعيات الجائحة.
ولقيت أسعار النفط دعمًا -أيضًا- من احتمالات أن توافق الولايات المتّحدة قريبًا على حزمة تحفيزية جديدة، بينما يتبقّى أقلّ من أسبوعين على موعد انتهاء برنامج لمساعدات البطالة لملايين الأميركيّين.