حوار- رئيس “هيتاشي إيه بي بي”: الكيان الجديد يدعم التحول لتقليل الانبعاثات الكربونية لأنظمة الطاقة

تخطّط شركة "هيتاشي إيه بي بي باور جريدز" لتقديم حلول وابتكارات في مصر وشمال إفريقيا، لحلّ مشكلات إدارة أحمال الطاقة وانقطاعات الكهرباء وجودة التغذية الكهربائية، ورفع كفاءة الطاقة المتجدّدة، وكذلك استثمار التقنيات الرقميّة في تبسيط الإجراءات، وتنفيذ المدن الذكيّة التي تستطيع الاستجابة للظروف الاقتصادية والثقافية والاجتماعية المتغيّرة.

أجرت "الطاقة" مقابلة مع رئيس مجلس إدارة شركة هيتاشي إيه بي بي باور جريدز في مصر وشمال افريقيا، محمد الحسيني، للحديث عن الخطّة المستقبلية لعمل الشركة، والتحدّيات التي تواجهها في مصر وشمال إفريقيا، والمشروعات التي تسعى لتنفيذها الفترة المقبلة، وسبل ضخّ استثمارات جديدة في السوق الإفريقيّة، وتقييمها للتشريعات والضوابط المنظّمة.

ويهدف الكيان الجديد إلى استثمار التقنيات الرقميّة الرائدة لشركة "هيتاشي"، والحلول العالمية لخدمات شبكات الطاقة المقدّمة من" إيه بي بي"، لدعم التحوّل العالمي نحو تقليل الانبعاثات الكربونية لأنظمة الطاقة، استنادًا إلى خبرات أكثر من 250 عامًا، وبحجم أعمال يبلغ 10 مليارات دولار.

ماهي ملامح خطّة عمل "هيتاشي إيه بي بي باور جريدز" الفترة المقبلة؟

نتطلّع إلى الريادة في تقديم الخدمات الذكيّة في السوق المصرية والإفريقية، والخطّة المستقبلية تركّز على 4 محاور لخدمة قطاعات" النقل" و"الصناعة" و"الطاقة" و"البُنية التحتية والمرافق"، و"هيتاشي إيه بي بي باور جريدز" لديها حلول متكاملة فى مجال السيّارات الكهربائية والمدن الذكيّة ورفع كفاءة استخدامات الطاقة المتجدّدة الصديقة للبيئة.

ماهي الملامح الأساسية للمدن الذكيّة؟ وهل يمكن تنفيذها في مصر وإفريقيا؟

أن تكون مدينة مبتكرة، تستخدم تكنولوجيا المعلومات والاتّصالات لتحسين نوعيّة الحياة، وكفاءة العمليات والخدمات المقدّمة، والقدرة على المنافسة والاستمرار بأفضل جودة وكفاءة، وتعتمد المدن الذكيّة -بشكل رئيس- على البُنية التحتيّة لتقنية المعلومات والاتّصالات، وأكثر ما يميّزها تركيزها على الإنسان في المقام الأوّل، لأنّها تستطيع الاستجابة للظروف الاقتصادية والثقافية والاجتماعية المتغيّرة، بخلاف المدن التقليدية.

ومصر قادرة على تنفيذ العديد من المدن الذكيّة في مناطق، مثل"العاصمة الإدارية الجديدة" و"العلمين الجديدة" و"المنطقة الاقتصادية لقناة السويس"، وغيرها من المناطق، وكذلك في إفريقيا، هناك العديد من المدن تصلح لأن تكون مدنًا ذكيّة، وتجري إدارة كلّ مرافق وخدمات المدينة عبر أنظمة إلكترونية ذكيّة ومترابطة.

على سبيل المثال، من الممكن أن تعمل المدينة بالكامل بأنظمة إلكترونية، سواء في تنظيم حركة المرور أو العمل أو إنارة الشوارع أو المنازل أو توفير الخدمات الماليّة الإلكترونية أو استخدام أجهزة لقياس نسب التلوّث والتحكّم فيها.

كيف ترى مستقبل السيّارات الكهربائية في مصر وشمال إفريقيا؟

توافر نقاط ووحدات شحن السيّارات الكهربائية هو العنصر الأهمّ الذى سوف يسهم في انتشار هذة التكنولوجيا، والشركة لديها القدرة على تصنيع شواحن للسيّارات بجميع أنواعها، والإرادة السياسية في مصر وشمال إفريقيا تتّجه نحو الحلول والتكنولوجيا التي تحافظ على البيئة، وتخفّض الانبعاثات الكربونية، وتقلّل من استهلاك الوقود في تشغيل السيّارات.

ماذا يعني رفع كفاءة استخدامات الطاقة المتجدّدة؟

الشركة لديها عدّة مشاريع في مجال الطاقة الجديدة، مع شركات كبرى تعمل في هذا المجال، حيث دشّنت محطّة للطاقة الشمسية في مصر، بإحدي المزارع في منطقة توشكى، على مساحة تقترب من 70 فدّانًا، بقدرة 20 ميغاواط، ومتّصلة بالشبكة القومية للكهرباء.

كما قامت إيه بي بي بتوفير 8 وحدات للعواكس الكهربائية المركزية لتطبيقات الطاقة الشمسية، لتوزيع الطاقة على شبكة محطّة الخلايا الفوتوفولطية، بقدرة 20 ميجاواط، وتوفير الحلول الكهربائية المتكاملة، والتشغيل الآلي للمحطّة، بما في ذلك علب الاسلاك وأنظمة المراقبة والتحكّم عن بعد، بالإضافة إلى توفير عمليات اختبار المحطّة والتشغيل المبدئي والإنتاج.

والشركة لديها إمكانات كبيرة في تصنيع العواكس الكهربائية ومحوّلات الطاقة، وتورّد محرّكات طواحين الهواء الخاصّة بمحطّات الرياح ومحطّات التوزيع، بالإضافة إلى منتجات الكهربة اللازمة لتوصيل التيّار من هذه المحطّات إلى الشبكة، مثل المحوّلات ولوحات الجهد العالي والمتوسّط.

ما هي المشروعات التي نفّذتها الشركة في مجال التحوّل الرقمي؟

الشركة شاركت في مشروع رقمنة شبكات الكهرباء بمدن القناة وأسيوط ومنطقة قناة السويس، والتي يقطنها أكثر من 12 مليون نسمة.

ويُعرف التحوّل الرقمي بأنّه عملية انتقال القطاعات الحكومية أو الشركات إلى نموذج عمل يعتمد على التقنيات الرقمية في ابتكار المنتجات والخدمات، وتوفير قنوات جديدة من العائدات التي تزيد من قيمة منتجاتها.

ويمكن أن يبدأ التحوّل الرقمي من خلال بناء إستراتيجية رقمية، وإجراء تحسين على الوضع الراهن، ولا يمكن أن يتحقّق ذلك إلّا من خلال قياس الإمكانات الرقمية الحاليّة، ولتحديد أفضل هيكل عمل لأنشطة التسويق الرقمي في المنشأة. بعد ذلك تُحدَّد المتطلّبات لخطط الاستثمار، مع تحديد عوائق التكامل الرقمي، لعمل خطّة شاملة ومحكمة لكلّ الظروف، ولتدفع بعجلة التحوّل إلى المسار المنشود. وأخيرًا، وجود إدارة التغيير للتحوّل الرقمي متطلّب رئيس للوصول إلى الأهداف الإستراتيجية.

والتحوّل الرقمي له فوائد عديدة للمؤسّسات الحكومية والشركات، منها أنّه يوفر التكلفة والجهد بشكل كبير، ويحسّن الكفاءة التشغيلية وينظّمها، ويعمل على تحسين الجودة وتبسيط الإجراءات للحصول على الخدمات المقدّمة للمستفيدين. كما يخلق فرصًا لتقديم خدمات مبتكرة وإبداعية، بعيدًا عن الطرق التقليدية في تقديم الخدمات، ويساعد التحوّل الرقمي المؤسّسات الحكومية والشركات على التوسّع والانتشار في نطاق أوسع، والوصول إلى شريحة أكبر من العملاء.

لماذا اختارت الشركة مصر لتنفيذ مصانع فيها وتصدير منتجاتها؟

توجد هيتاشي إيه بي بي في مصر، منذ عام 1928، وتسعى إلى تعظيم حجم أعمالها، اعتمادًا على الاستثمار الأمثل في عنصرها البشري، وتمتلك هيتاشي إيه بي بي باور جريدز مصنعين حديثين للإنتاج في مصر بالمنطقة الصناعية لمدينة العاشر من رمضان، أحدهما لإنتاج المحوّلات، والذي نجح في التصدير إلى أكثر من 30 دولة في إفريقيا والشرق الأوسط، والآخر لمنتجات الجهد العالي.

وتعدّ مصر مركزًا رئيسًا لمنطقة شمال وغرب إفريقيا، وتغطّي أكثر من 27 دولة، ولديها مكاتب فرعية و تمثيلية في المغرب وكوت ديفوار. ويقع المقرّ الرئيس لهيتاشي إيه بي بي باور جريدز في سويسرا، ويعمل بالشركة أكثر من 40 ألف موظّف، بأكثر من 90 دولة حول العالم.

كم تبلغ نسبة الصادرات من مصر؟ وهل هناك خطّة لزيادتها؟

حجم الصادرات في الفترة الحاليّة يتراوح بين 15 إلى 20%، والشركة تستهدف زيادة هذه النسبة عبر اعتماد خطّة تسويقية، لتصل إلى نسبة 50%، وتحويل مصر إلى مركز لتصدير الطاقة إلى القارّة الإفريقيّة."

ما هو حجم أعمال الشركة في مصر وشمال إفريقيا؟

حجم أعمال الشركة في مصر وشمال إفريقيا كبير، ونستهدف زيادته في الفترة المقبلة، ولا نريد أن نتحدّث على أرقام في الوقت الحالي، ولكن ما يمكن الحديث بشأنه في هذا الإطار، أن حجم أعمال الشركة في مصر وشمال إفريقيا، ارتفع بنسبة تتراوح بين 15 إلى 20% عن العام الماضي.

كيف تأثّرت الشركة بتداعيات تفشّي وباء كورونا؟

لا توجد شركة أو مؤسّسة أو دولة لم تتأثّر بتفشّي وباء كورونا، وفيما يخصّ الجزء الخاصّ بمصر، فقد خفضت الشركة عدد ورديّات المصنع، ومن ثمّ أثّر في الإنتاج، ولكن الشركة لم تتوقّف، نعم تضرّرنا ..ولكنّنا لم نوقف خطّ إنتاج.

وفيما يخصّ الاعلان عن الاندماج، فإنّه لم يتأثّر، وليس وليد اللحظة، حيث كان يجرى التشاور بشأن الأمر، وإجراء مباحثات ثنائية منذ عام 2018، واستمرّت المفاوضات، ولم تتوقّف في عام 2019، وحتّى منتصف العام الجاري، ممّا أسفر عن الاندماج والإعلان عنه لجميع وسائل الإعلام.

ما هي رؤيتكم للمناخ التشريعي والاستثماري في مصر؟

الشركة لديها رؤية وخطّة لزيادة استثماراتها في الفترة المقبلة، والمناخ التشريعي والاستقرار السياسي الذي تعيشه مصر، ساعد الشركة كثيرًا على رفع حجم أعمالها، وتنفيذ مشروعات عديدة، والشركة تسعى حاليًا لتنفيذ مشروعات في حلول التنقّل والمدن الذكيّة والصناعة وتخزين الطاقة ومراكز البيانات، بالإضافة إلى الانفتاح على أسواق جغرافية جديدة، واقتحام أسواق واعدة.

وهناك تحدّيات عديدة تواجه الشركة في مصر وشمال إفريقيا، من ضمنها ارتفاع أسعار الموادّ الخام، والذي أثّر في قيمة المنتجات بنسبة 30%، ولكن الشركة لم تتأثّر، بل إن القيمة النهائية للمنتج ترتفع، وتسعى الشركة لتعويض الخسائر التى تكبّدتها بعد تحرير سعر صرف العملة، خاصّةً بعد تعاقدها على بعض المشروعات قبل تلك الخطوة، وارتفعت قيمة المنتجات دون إجراء أيّ تعديل لتلك العقود.

وأناشد الحكومة المصرية بتفعيل الاتّفاقيات التجارية مع الدول الإفريقيّة، حتّى تستفيد الشركات العاملة في السوق المصرية من التوسّع في أعمالها، وتأمين خطط التصدير.

صفقة الاندماج

تمتلك "هيتاشي" قرابة 80.1% من أسهم "هيتاشي إيه بي بي باورجريدز"، بينما تبلغ حصّة "إيه بي بي" قرابة 19.9%، ومن المقرّر أن تستحوذ "هيتاشي" على حصّة ال 19.9٪ المتبقّية، بحلول عام 2023، لتؤول الملكيّة بالكامل لها.