الأمم المتحدة تحذر من تكرار كارثة "إكسون فالديز" بسبب ناقلة النفط "صافر"
لم تخضع للصيانة منذ 2015 ما أدى إلى تآكل هيكلها وتردي حالتها
أبدت الأمم المتحدة، خلال جلسة غير اعتيادية عقدها مجلس الأمن الدولي، أمس الأربعاء، قلقها البالغ من خطر وقوع "كارثة" بيئية في البحر الأحمر بسبب ناقلة نفط مهجورة منذ سنوات قبالة الساحل اليمني محمّلة بأكثر من مليون برميل من النفط الخام، ومهددة في أي لحظة بالانفجار وتسرب حمولتها، وهناك خطر من أن يتسرب 4 أضعاف كمية نفط كارثة "إكسون فالديز" عام 1989 بالقرب من ألاسكا.
لكن الجلسة التي عقدها مجلس الأمن عبر الفيديو بدعوة من بريطانيا وأبدى خلالها مسؤولون أمميون خشيتهم من حصول "سيناريو كارثي" إذا ما تسرب النفط من الناقلة المتهالكة إلى البحر، لم يتم خلالها تحديد موعد لعملية تفقد السفينة المفترض أن يقوم بها فريق خبراء دوليين؛ تمهيداً لإفراغها من حمولتها البالغة زنتها 1.1 طن، والتي يقدّر ثمنها بحوالي 40 مليون دولار.
وأعلنت المنظمة الأممية أنها أرسلت، الثلاثاء، إلى المتمرّدين الحوثيين -الذين يسيطرون على ميناء الحديدة الراسية قبالته الناقلة "صافر"- تفاصيل المهمة التي يعتزم خبراء دوليون القيام بها على متن السفينة، مشيرة إلى أنها تنتظر ردهم في أقرب وقت ممكن.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت الأحد، أن الحوثيين أعطوا موافقتهم المبدئية على مجيء فريق أممي لتفقد الناقلة، لكن هؤلاء المتمردين المدعومين من إيران سبق لهم وأن فعلوا الأمر نفسه في صيف 2019 قبل أن يعودوا عن قرارهم في اللحظة الأخيرة عشية بدء الفريق الأممي مهمته.
وبنيت الناقلة "صافر" قبل 45 عاماً وتستخدم كمنصة تخزين عائمة، محمّلة بنحو 1.1 مليون برميل من النفط الخام، ولم تخضع لأي صيانة منذ 2015؛ ما أدى إلى تآكل هيكلها وتردي حالتها.
وفي 27 أيار/مايو الماضي تسربت مياه إلى غرفة محرك السفينة؛ "الأمر الذي كان من الممكن أن يؤدّي إلى كارثة لو لم تتم السيطرة على الوضع يومئذ"، بحسب الأمم المتّحدة.
كارثة ناقلة النفط إكسون فالديز
تعد كارثة بيئية غير مسبوقة فى مجال تسرب النفط من الناقلات العملاقة، وتركت آثارها البالغة على الثروة السمكية والثدييات البحرية والطيور، فضلاً عن التأثيرات الناجمة عن التسرب على صحة سكان تلك المنطقة.
ويعود تاريخ الكارثة إلى يوم 24 مارس/آذار من عام 1989، حيث جنحت ناقلة النفط العملاقة "إكسون فالديز" على (ألاسكا)، وترتب على ذلك تسرب نحو 36 ألف طن من النفط فى المياه. وفى اليوم الثالث للجنوح هبت رياح سرعتها 100 كلم/ساعة، جعلت احتواء النفط شبه مستحيل، وخلال أسابيع تأثر الخط الساحلي وطوله نحو 2000 كلم فى جنوب وسط ألاسكا.
وكان يعيش فى المنطقة المتأثرة بانسكاب النفط ما يزيد على 10 ملايين طائر بحري وأكثر من 30 ألف ثعلب مائي و٥٠٠٠ نسر، وبين مارس وسبتمبر 1989 أدى النفط المنسكب إلى نفوق نحو 36 ألف طائر و1000 ثعلب مائي و153 نسراً.
وبالرغم من أن الانسكاب أحدث خللاً فى محصول الرنجة والسالمون في مصائد الأسماك التجارية، التي كانت تمول سكان المنطقة باستمرار، فلم تكتشف آثار واضحة للانسكاب على نشاط تكاثر الرنجة والسالمون الوردي.
وبلغت تكاليف برنامج تنظيف النفط المنسكب نحو ملياري دولار. كانت ناقلة النفط "إكسون فالديز" تبحر فى غير المسار المحدد لها؛ ما أدى إلى انحرافها عن المياه العميقة التى يفترض أن تسير بها لتصل إلى منطقة يقل فيها ارتفاع منسوب المياه، والتي لا تصلح لإبحار سفينة فى حجمها.