دعم السيّارات الكهربائية سخاء مستمرّ أم وضع مؤقّت؟
يمكن الحصول على سيّارة كهربائية في ألمانيا بأقلّ من فاتورة هاتف محمول
بدأت الشركات المصنّعة للسيّارات الكهربائية في أوروبّا تقديم مزايا وحوافز كثيرة لشراء سيّارات جديدة، وزيادة حجم المبيعات في الفترة القادمة. وكانت الأزمة الناتجة عن تفشّي فيروس كورونا، قد أثّرت -بشكل كبير- في جميع أبعاد الاقتصاد، وخاصّة قطاع السيّارات، الذى تعرّض لانخفاض قياسي، خلال شهر أبريل/نيسان الماضي، وصل إلى 78.3%، ولكن يبدو أن قطاع السيّارات الكهربائية هو الوحيد الذي صمد، وقد يكون 2020 عام انتشار وتوسّع للسيّارات الكهربائية في جميع أنحاء أوروبّا.
ويمكن لمشتري السيّارات في أوروبّا، الآن، الحصول على سيّارة كهربائية بأقلّ من قيمة فاتورة هاتف محمول، وذلك بفضل الإعانات السخيّة الجديدة، وقد يكون الركوب مجّانًا، وفقًا لتقرير نشرته وكالة بلومبرغ.
وقد احتشد المتسوّقون في صالات العرض الافتراضية، في ألمانيا وفرنسا، وهما أكبر سوقين لسيّارة الركّاب في المنطقة، بعد أن عزّزت حكومتاهما حوافز السيّارات الكهربائية لتحفيز الطلب، وقد أصبحت إعانات الشراء التي تقدّمها الآن، من بين الأكثر ملاءمة في العالم، وفقًا لوكالة بلومبرغ.
وسمح دعم الحكومة الألمانيّة لشركة "أوتوهاس كوينج"، التي تضمّ مجموعة توكيلات للسيّارات، ولها أكثر من 50 موقعًا في جميع أنحاء ألمانيا، بالإعلان عن عقد إيجار لسيّارة "رينو زوي" التي تعمل بالبطّارية، وتغطّيها الإعانات بالكامل. وفي غضون 20 يومًا منذ طرح العرض على الإنترنت، استفسر ما يقرب من 3000 شخص، ووقّع زهاء 300 شخص على العقود.
وقال فولفغانغ هوبر -رئيس مبيعات السيّارات الكهربائية في برلين- الذي نشر منشورًا في (فيسبوك)، يطلب فيه من العملاء الصبر: وتابع: " لو كان لدينا المزيد من موظّفي المبيعات، بعنا أكثر.. لقد توقّعنا زيادة في المبيعات مع الإعانات، ولكن هذه الوتيرة السريعة فاجأتنا"، بحسب وكالة بلومبرغ.
حوافز لتخفيف ضربات "كورونا"
سعت المستشارة الألمانيّة، أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى تخفيف حدّة ضربات فيروس كورونا على قطاع السيّارات، الذي تضرّر بشدّة. وقد انتعشت المبيعات في أوروبّا ببطء أكبر مما كانت عليه في الصين أو أميركا الشمالية، ممّا ضغط على صانعي السياسات، لدعم المصادر الرئيسة للعمالة والنشاط الاقتصادي.
في فرنسا، تضاعفت مبيعات "رينو زوي" هذا العام، حتّى مع زيادة الطلب على سيّارات البنزين. وفي هولندا -حيث تحظر مدينة أمستردام السيّارات غير الكهربائية، بدءًا من عام 2030- استُخدم صندوق بقيمة 10 ملايين يورو (11.4 مليون دولار)، لدعم مشتريات السيّارات الكهربائية في 8 أيّام -فقط- من هذا الشهر.
زيادة في المبيعات بسبب الامتيازات
وقالت ألكسندرا أودونوفان -المحلّلة في وكالة بلومبرغ إن إي إف-: "هناك الكثير من العروض الجذّابة في الوقت الحالي، بسبب ارتفاع الدعم، وهذا يعزّز الطلب، وإن الاتّحاد الأوروبّي يسعى نحو إزالة الكربون من وسائل النقل، وقد سمحت لهم أزمة فيروس كورونا بتسريع ذلك".
وقد أدّت الإعانات التي تقدّمها ألمانيا، التي تصل إلى 9000 يورو لكلّ سيّارة كهربائية، إلى زيادة مبيعات موقع كارفلوز -وهو موقع ألماني على شبكة الإنترنت لتداول السيّارات- بنحو عشرة أضعاف.
وقال راينر ويستدورب -المتحدّث باسم الشركة الناشئة المالكة لموقع كارفلوز، التي تتّخذ من برلين مقرًّا لها، والتي ستبدأ في تقديم عقود إيجار شركة "سمارت كيو" التي تعمل بالبطّاريات من دايملر إيه جي مقابل 9.90 يورو في الشهر-: "هذه لحظة ذهبية بالنسبة لنا".
وأضاف ويستدورب، إن كارفلوز أسقطت عرضًا مماثلًا لشركة "سمارت كيو" في يوني، بعد أن تواصل زهاء 1000 عميل في غضون ثلاثة أيّام، ولم تتمكّن شركة صناعة السيّارات من توريد السيّارات بالسرعة الكافية.
وتعدّ أفضل الصفقات -بما في ذلك عرض "كارفلوز" - عادةً ما يكون لمشتري سيّارات الشركة بسبب الامتيازات والحوافز الضريبية، ولا يزال بإمكان السائقين الخاصّين في ألمانيا استئجار سيّارة كهربائية من الموقع، مقابل أقلّ من 39 يورو في الشهر. وفي فرنسا، حيث رفعت الحكومة الدعم إلى 7000 يورو للسيّارة الواحدة، هذا العام، يمكن للعملاء استئجار رينو زوي بنحو 79 يورو في الشهر.
وسيتعيّن على المشترين قراءة الغرامة المطبوعة، حيث تأتي بعض العروض مع رسوم إضافية لمرّة واحدة، أو دفعات. ولاينفق الجميع في أوروبّا مبالغ إضافية لتسريع الاعتماد على السيّارات الكهربائية. وكانت الصين قد خطّطت لإنهاء إعاناتها هذا العام، ولكنّها مدّدتها إلى عام 2022، بسبب فيروس كورونا.
وسيتعيّن على الحكومات أن تدرس بعناية متى تسمح لهذه الإعانات بأن تنفد، لتجنّب هبوط المبيعات من الهاوية، ولكن سيأتي وقت لن يكون فيه ذلك مصدر قلق.
آليّة عمل السيّارات الكهربائية
تعتمد السيّارات الكهربائية على الطاقة الكهربائية بشكل كامل، لتنفيذ جميع المهامّ المسندة إليها، إذ يجري تخزين تلك الطاقة داخل بطّاريات خاصّة، عن طريق توصيلها بالشبكة الكهربائية، ويتكوّن نظام السيّارات الكهربائية من ثلاثة أجزاء، أحدها البطّاريات المذكورة سابقًا، إضافةً إلى المحرّك الكهربائي ذي التيّار المستمرّ، ووحدة التحكّم، التي تتّصل -بشكل مباشر- بدوّاسة الوقود داخل المقصورة.
ودوّاسة الوقود الخاصّة بالسيّارة الكهربائية، تتكوّن من مقاومة متغيّرة، تُرسل إشارة كهربائية إلى نظام التحكّم، بمقدار كمّية الضغط عليها، ليقوم نظام التحكّم بإرسال الطاقة الكهربائية إلى المحرّك الكهربائي، والتحكّم بسرعته حسب المقدار المطلوب.
"هيونداي" و"كيا" تعتزمان الاستحواذ على 10% من السوق في 2025
تعتزم "هيونداي" و"كيا" التابعة لها، بيع مليون سيّارة كهربائية عالميًا، والاستحواذ على أكثر من 10% من حصّة هذا السوق، بحلول عام 2025.
وأكّد الرئيس التنفيذي لشركة هيونداي، تشونغ إيوي سون، أن العام المقبل سيكون البداية بالنسبة للشركة، لاتّخاذ قفزة كبيرة في سوق السيّارات الكهربائية، إذ تعتزم تصنيع 23 نموذجًا -على الأقلّ- من تلك المركبات، بالتعاون مع "كيا".
وأوضح أن عملية شحن سيّارات "كيا" و"هيونداي" الكهربائية من الجيل التالي، ستستغرق 20 دقيقة فقط، أو أقلّ، لتسير 450 كيلومترًا عبر الشحنة الواحدة.
نموّ هائل بمبيعات السيّارات الكهربائية في أوروبّا
ذكر موقع "إنسايد إي في"، أن دراسة جديدة أجرتها منظّمة صنّاع السيّارات الأوروبّية ACEA، كشفت عن أكثر 5 دول أوروبّية، تميّزت بإقبال كبير على شراء السيارات الكهربائية بأنواعها، وشملت الدراسة نسبة إقبال المواطنين في 28 دولة أوروبّية على شراء السيارات الكهربائية بمختلف فئاتها، في الربع الأوّل من عام 2020.
وكانت الدولة -التي شهدت أعلى نسبة إقبال من مواطنيها على شراء سيّارات كهربائية- هي دولة النرويج، التي كانت نسبة الإقبال بها على شراء هذه السيّارات في الربع الأوّل من العام الجاري، قد وصلت لـ 69.7% من المواطنين، مقارنةً بعام 2019، الذي كانت به نسبة الإقبال على شراء هذه السيّارات هناك 60.8% فقط.
جاءت دولة أيسلندا في المرتبة الثانية، حيث شهدت إقبالًا على شراء السيّارات الكهربائية، بنسبة 47.2% من مواطنيها، في الربع الأوّل من 2020، أكثر من نسبتها، العام الماضي، التي كانت 18.9%.
وحلّت دولة السويد في المرتبة الثالثة، حيث ارتفعت بها نسبة الإقبال على السيّارات الكهربائية في الربع الأوّل من 2020 لـ 27.9%، وكانت نسبتها في الربع الأوّل من 2019 ، 13.3%.
ثمّ في المرتبة الرابعة جاءت دولة فنلندا، التي بلغت نسبة المقبلين فيها على شراء السيّارات الكهربائية، 16.1%، في الربع الأوّل من 2020، أكثر ممّا كانت عليه في 2019، حين توقّفت النسبة عند 6.2%.
وجاءت دولة هولندا في المرتبة الخامسة، إذ وصلت نسبة المقبلين فيها على شراء السيّارات الكهربائية في الربع الأوّل من 2020 لـ 11.6%، أكثر من نسبتها في عام 2019، التي توقّفت عند حدّ 9.0%.
محكمة ألمانيّة تمنع تسلا من استخدام عبارة "ذاتيّة القيادة"
طالبت إحدى محاكم مدينة ميونيخ الألمانيّة، شركة صناعة السيّارات الكهربائية الأميركية تسلا، بوقف استخدام عبارة "ذاتيّة القيادة" في الدعاية لسيّاراتها. وذكرت المحكمة، إن تسلا تجاوزت الواقع باستخدام عبارة "ذاتيّة القيادة"، في الدعاية لسيّاراتها.
كانت هيئة مكافحة المنافسة غير العادلة في ألمانيا، قد أقامت دعوى ضدّ الشركة الأميركية، حيث اعترضت المحكمة أيضًا على استخدام الشركة لعدد من العبارات الإعلانية، مرتبطة بتكنولوجيا السيّارات ذاتيّة القيادة.
وتقول هيئة مكافحة المنافسة غير العادلة في ألمانيا، إن تسلا أعطت انطباعًا بأن تكنولوجيا مساعدة السائق في سيّاراتها "يمكن أن تكون قادرة على قيادة السيّارة دون سائق، بنهاية 2019".
وأضافت الهيئة، إن سيّارات تسلا لا تحتوي على التكنولوجيا المطلوبة للقيادة الذاتيّة، ولم تحصل على تصريح قانوني باستخدام هذه التكنولوجيا في ألمانيا، وهو ما أدّى إلى شكاوى عديدة من تضليل الإعلانات.
يُذكر أن الحكم الصادر ليس نهائيًا. كما إن هيئة مكافحة المنافسة غير العادلة لم تقرّر ما إذا كانت ستطبّق الحظر فورًا، حيث تحتاج إلى سداد تأمين قدره 100 ألف يورو (114 ألف دولار)، لتنفيذ الحظر فورًا.