الهند: تراجُع استهلاك الوقود في يونيو مقارنة بعام 2019
استهلاك الديزل انخفض 15% والبنزين 13% عن يونيو 2019
حازم العمدة
تراجع الطلب في الهند على الوقود في شهر يونيو/حزيران مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بعدما قلصت تدابير الإغلاق التي اتخدتها الحكومة الهندية لاحتواء جائحة (كوفيد-19) نشاطها الاقتصادي وقيدت حركة الأشخاص والمركبات.
واستهلكت الهند في يونيو /حزيران 15% أقل من الديزل (المازوت) و 13% أقل من البنزين مقارنة بالعام السابق.
وتراجعت مبيعات الديزل إلى 1.57 مليون برميل يومياً الشهر الماضي مقارنة بـ 1.85 مليون برميل يومياً قبل عام، وفقًا لبيانات أولية لوزارة النفط.
وبلغ متوسط الطلب على البنزين 642 ألف برميل يومياً خلال الفترة مقارنة بـ 743 ألف برميل يومياً قبل عام. وكان متوسط مبيعات الديزل الهندي قد بلغ 1.32 مليون برميل يومياً في مايو/آيار، وبلغ متوسط الطلب على البنزين 482 ألف برميل يومياً.
ويعد الطلب على وقود الطائرات الأكثر تأثراً بين وقود النقل؛ حيث أوقفت الحكومة الهندية السفر الدولي حتى 31 يوليو/تموز، مع تقييد الرحلات الداخلية بشدة.
وانخفض استخدام وقود الطائرات بنسبة 66% الشهر الماضي إلى 58 ألف برميل يومياً مقارنة بنحو 171 ألف برميل يومياً قبل عام.
118.99 مليون برميل
وانخفض إجمالي الطلب على الوقود في الهند في يونيو/حزيران إلى 16.3 مليون طن (118.99 مليون برميل) مقارنة بما إجماليه 17.7 مليون طن (129.21 مليون برميل) قبل عام.
وزاد الطلب على النفتا إلى 346 ألف برميل يوميا مقارنة بـ 293 ألف برميل يومياً قبل عام بعد استئناف مصانع الأسمدة ووحدات البتروكيماويات الأخرى عملياتها بعد الإغلاق.
وارتفع الطلب على زيت الوقود إلى 109 آلاف برميل يومياً مقارنة بما إجماليه 102 ألف برميل يوميا قبل عام.
يأتي ذلك في الوقت الذي أظهرت فيه بيانات ارتفاع مبيعات مصافي النفط الرسمية في الهند من البنزين ووقود الديزل في يونيو/حزيران مقارنة بشهر مايو/آيار مع تعافي الطلب تدريجيا، حيث خففت البلاد من تدابير الإغلاق الصارمة التي فرضتها لوقف انتشار جائحة (كوفيد 19).
وارتفعت مبيعات البنزين لتجار التجزئة في يونيو/حزيران بنحو 36٪ مقارنة بمايو/آيار إلى نحو 2.04 مليون طن (14.892 مليون برميل).
وكشفت البيانات عن أن مبيعات وقود الديزل الذي يمثل نحو خُمسي مبيعات الوقود الإجمالية للبلاد ارتفعت بنحو 20٪ في يونيو/حزيران إلى 5.54 مليون طن (40.442 مليون برميل) مقارنة بمايو/آيار. وطلبت المصادر التي قدمت البيانات عدم الكشف عن هويتها لكونها معلومات سرية.
وكان استهلاك الوقود في ثالث أكبر اقتصاد في آسيا قد انخفض في أبريل/نيسان إلى أدنى مستوى له منذ عام 2007؛ حيث أصيبت البلاد بالشلل جراء الإغلاق الذي تم تطبيقه في 24 مارس/آذار.
وتمتلك الشركات الحكومية (مؤسسة النفط الهندية) و(هندوستان للبترول)، و(بهارات للبترول) نحو 90٪ من منافذ بيع الوقود بالتجزئة في الهند.
تعافي الطلب
وتتوقع الهند، ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم، أن يعود الطلب على الوقود إلى طبيعته في وقت أسرع من توقعات وكالة الطاقة الدولية ومنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك).
وقال وزير النفط الهندي دارميندرا برادهان، في قمة مؤسسة بلومبرغ لتمويل الطاقة الجديدة، مؤخراً: “إذا نظرت إلى الاتجاه العام في الأسابيع القليلة الماضية، فإنني على ثقة بأنه بحلول نهاية الربع الثالث، سيكون الطلب قد رجع إلى معدله المعتاد”، في إشارة إلى الربع الذي ينتهي في شهر سبتمبر/أيلول المقبل.
وأضاف برادهان: “في نهاية يونيو/حزيران الجاري، نكون قد حصلنا بالفعل على 85% من طلبنا مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي”. موضحاَ: “بدأت عملية الفتح والكثير من الأنشطة الاقتصادية مستمرة منذ أكثر من شهر ونصف. معدل الطلب على البنزين والديزل والغاز المسال وغيرها من الوقود التجاري يعود إلى معدله الأصلي. نحن متخوفون قليلا بشأن وقود الطائرات”.
وتوقع وزير النفط الهندي أن يزداد طلب بلاده على الطاقة إلى عدة أضعاف على مدى العقد المقبل، عند الخروج من جائحة (كورونا) وأن الهند ستبحث في جميع مصادر الطاقة لسد احتياجاتها المتزايدة.
وفي هذا السياق، ذكر برادهان أن الهند ستحتاج إلى طاقة تكرير تبلغ 439 مليون طن (3204.7 مليون برميل) بحلول عام 2030 و 533 مليون طن (3890.9 مليون برميل) بحلول عام 2040 من حوالي 250 مليون طن (1825 مليون برميل) الآن.
وأوضح: ”نستورد 85% من احتياجتنا من الطاقة، وسنستمر في الاستيراد”، مضيفا: “البلاد تعزز إنتاجها من الطاقة من الموارد البديلة والمتجددة للتحرك نحو هدف الاعتماد على الذات”.
ويجذب الطلب المتزايد على الوقود موردي النفط مثل شركة (أرامكو السعودية) للحصول على صفقات بشأن التكرير في الهند.