برفع أسعار بيع أغسطس.. السعودية تواصل جهود ضبط أسواق النفط
بعد تطبيق أكبر الزيادات السعرية خلال 20 عاما في يوليو
- أرامكو ترفع سعر البيع 1.20 دولار للبرميل فوق متوسط أسعار عمان/ دبي
- ارتفاع سعر البيع لأميركا 1.65 دولار للبرميل و70 سنتا لشمال غرب أوروبا
- السعودية تخفض الصادرات إلى 5.6 مليون برميل يوميا في يونيو لإنعاش الأسواق
حازم العمدة
بعدما أجرت واحدة من أكبر الزيادات السعرية لصادرات خام النفط خلال عشرين عامًا، ورفعت أسعار البيع الرسمية لشهر يوليو/تمّوز، لتعزيز إستراتيجيتها، لدعم سوق النفط، واصلت أرامكو السعوديّة هذه الإستراتيجية برفع سعر بيع خامها الرئيس (الخام العربي الخفيف) إلى عملائها في آسيا لشهر أغسطس/ آب، بمقدار دولار للبرميل، مقارنةً بأسعار يوليو.
في الأسبوع الأوّل من كلّ شهر، تنشر شركة أرامكو السعوديّة أسعار بيع النفط الرسمية لجميع المشترين في جميع أنحاء العالم. وهذا حدث بالغ الأهمّية بالنسبة لسوق النفط، لأن كلّ منتج آخر في منطقة الشرق الأوسط سيحذو حذوها. فالمملكة تسهم بنسبة 20٪ من إمدادات النفط العالمية، و35٪ من صادرات النفط الخام المنقولة بحرًا.
وأعلنت أرامكو في بيان، أن سعر البيع جاء بزيادة 1.20 دولارًا للبرميل فوق متوسّط أسعار عُمان/دبي، وإلى الولايات المتّحدة عند 1.65 دولارًا للبرميل، فوق مؤشّر أرغوس للخام عالي الكبريت.
وزادت سعر البيع الرسمي إلى شمال غرب أوروبّا، ليصبح 70 سنتًا للبرميل فوق برنت، في بورصة إنتركونتننتال.
وعقب إعلان أرامكو أسعارها، تحوّلت أسعار النفط من الأحمر إلى الأخضر، ما يعكس مدى تأثير الإستراتيجية السعوديّة على الأسواق.
أكبر زيادة سعرية
وكانت أرامكو قد طبّقت الزيادة الأكبر للأسعار على صادرات تمّوز/ يوليو، إلى آسيا، التي تعدّ أكبر سوق إقليمي لشركة النفط السعوديّة الحكومية "أرامكو"، كما توقّع المحلّل النفطي، ويلسون وانج، في مقال كتبه ل "الطاقة".
فقد زادت الخام العربي الخفيف المصدّر إلى آسيا، بواقع 10ر6 دولارًا للبرميل، إلى جانب زيادة قدرها 20 سنتًا فوق السعر القياسي. ورفعت أسعار يوليو/تمّوز لكلّ الأنواع المصدّرة إلى آسيا، بما يتراوح بين 60ر5 إلى 30ر7 دولارًا للبرميل.
وبشكل عامّ، تُزيل الزيادات لخام النفط السعودي كلّ التخفيضات السعرية التي أجرتها المملكة، خلال حربها القصيرة للأسعار مع روسيا.
وتُظهر الزيادات السعرية الحادّة أن المملكة السعودية تستخدم كلّ الأدوات المتاحة لديها، لإنعاش سوق النفط، بعدما هوَت الأسعار إلى منطقة سلبية في نيسان/ أبريل الماضي. وتساعد إمدادات النفط المقيّدة في إصلاح سوق تضرّرت جراء جائحة فيروس كورونا.
وكانت تخفيضات الإنتاج غير المسبوقة من جانب السعودية وروسيا، قد عزّزت الأسعار في أيّار/ مايو.
ومن منطلق المسؤولية والحرص على أخذ زمام المبادرة في جهود إعادة التوازن لأسواق النفط، خفضت السعودية صادرات الخام من المحطّات المحلّية، بنسبة 11%، في شهر يونيو/حزيران، مقارنةً بشهر مايو/أيّار، حيث شرعت في تقليص الإنتاج دون حصّتها البالغة 8.49 مليون برميل يوميًا، بموجب اتّفاق تحالف أوبك +.
5.6 مليون برميل يوميًا
وأفادت وكالة أرغوس ميديا العالمية المعنيّة بالطاقة وأسعارها- وفق مصادرها لتتبّع الإنتاج وحركة الصادرات- بأن الشحنات من محطّات رأس تنّورة والجعيمة وينبع، انخفضت إلى أقلّ بقليل من 5.6 مليون برميل يوميًا، في يونيو/حزيران.
ويمثّل هذا الانخفاض 39٪ من إجمالي 9.22 مليون برميل يوميًا صدّرتها المملكة في أبريل/نيسان الماضي، عندما أشارت إلى الحفاظ على الحصص السوقية، بعدما تسبّب العناد الروسي في انهيار اجتماع لتحالف أوبك+، أوائل مارس/آذار، دون الاتّفاق على تمديد تخفيضات إنتاج النفط لإعادة التوازن الأسواق، بعد انهيار الطلب على النفط، في أعقاب تفشّي فيروس كورونا المستجدّ.
واتّفقت أوبك+، التي تضمّ روسيا، على خفض إنتاج النفط إجمالًا، بنحو 9.7 مليون برميل يوميًا، أو ما يعادل نحو 10% من الاستهلاك العالمي، لمواجهة تداعيات جائحة فيروس كورونا. وكان من المقرّر أن تستمرّ التخفيضات القياسية حتّى نهاية يونيو/حزيران، لكن جرى تمديدها حتّى يوليو/ تمّوز.
وسيجتمع وزراء من دول رئيسة في أوبك+، في منتصف يوليو/ تمّوز، ضمن لجنة تُعرف باسم لجنة المراقبة الوزارية المشتركة، لإصدار توصية بشأن المستوى التالي من الخفض.
ويقضي الاتّفاق بأن تحافظ المملكة العربية السعودية على الإنتاج عند 8.49 مليون برميل يوميًا، حتّى أغسطس/آب، و 8.99 مليون برميل يوميًا لبقيّة العام.
لكن من منطلق المسؤولية والحرص على أخذ زمام المبادرة في جهود إعادة التوازن لأسواق النفط، تعهّدت السعودية، وتبعتها الإمارات العربية المتّحدة وحلفاؤها في منطقة الخليج، بإنتاج أقلّ من حصصهما الرسمية في يونيو/حزيران، ووعدت الرياض بأن يبلغ الحدّ الأقصى للإنتاج 7.49 مليون برميل يوميًا.
ودفع التعهّد بتقليص الإنتاج بأكثر من مليون برميل يوميًا أقلّ من الحصّة المقرّرة لدول الخليج في اتّفاق أوبك+، في موسم يزيد فيه حرق النفط الخام المحلّي لتوليد الطاقة، شركة أرامكو السعوديّة إلى خفض الصادرات، الشهر الماضي.
منتجو الخليج
وبمجرّد أن أعلنت أرامكو أسعار يوليو/تمّوز، اقتفت أثرها كلّ من الإمارات الكويت وقطر والعراق، وأعلنت زيادات في أسعارها. فقد رفعت الكويت أسعار البيع الرسمية لدرجات الخام، التي تبيعها إلى شركات التكرير الآسيوية في يوليو / تمّوز.
وحدّدت سعر خام التصدير الكويتي، عند متوسّط خام عمان في بورصة دبي للطاقة، والأسعار المعروضة لخام دبي على بلاتس، بزيادة ستّة دولارات عن الشهر السابق.
وحدّدت سعر البيع الرسمي للخام الخفيف الممتاز لشهر يوليو، عند 20 سنتًا للبرميل فوق متوسّط خام عمان في بورصة دبي للطاقة، والأسعار المعروضة لخام دبي على بلاتس، بزيادة 6.70 دولارًا عن الشهر السابق.
كما حدّدت قطر للبترول أسعار البيع الرسمية لشهر يوليو، لخام قطر البحري، عند 75 سنتًا للبرميل، فوق متوسّط الأسعار المعروضة لخامي عمان ودبي على بلاتس، بارتفاع 5.35 دولارًا للبرميل عن الشهر السابق. وحدّدت سعر البيع الرسمي لخام قطر البرّي، لشهر يوليو، عند 75 سنتًا للبرميل فوق متوسّط خامي عمان ودبي على بلاتس، بارتفاع 5.90 دولارًا للبرميل، عن الشهر السابق.
وفي العراق، أعلنت شركة تسويق النفط العراقية (سومو)، رفع سعر البيع الرسمي لخام البصرة الخفيف في يوليو/ تمّوز لآسيا إلى 1.25 دولارًا للبرميل، فوق متوسّط أسعار عمان/دبي المعروضة من خصم 4.55 دولارًا للبرميل في يونيو.
وقالت سومو، إنّه تقرّر تسعير خام البصرة الثقيل لآسيا بخصم 0.60 دولارًا للبرميل عن أسعار عمان/دبي المعروضة.
وتحدّد سعر البيع الرسمي لخام البصرة الخفيف، في يوليو، لأسواق أميركا الشمالية والجنوبية عند 0.85 دولارًا للبرميل، فوق مؤشّر أرغوس للخامات عالية الكبريت، بارتفاع 0.55 دولارًا عن الشهر السابق، في حين زاد سعر خام كركوك للولايات المتّحدة إلى 1.60 دولارًا للبرميل فوق أرغوس.
وبالنسبة لأوروبّا، ارتفع سعر البيع الرسمي لخام البصرة الخفيف في يوليو / تمّوز 2.10 دولارًا للبرميل، فوق سعر برنت المؤرّخ من خصم 2.30 دولارًا للبرميل، بينما زاد سعر البيع الرسمي لخام كركوك، لشهر يوليو، إلى 2.65 دولارًا.
وفي الإمارات، حدّدت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) سعر بيع خامها القياسي مربان لشهر يوليو / تمّوز، عند دولار واحد للبرميل فوق بلاتس دبي، لتزيده 5.45 دولارًا عن الشهر السابق، وفق رويترز.
كانت أدنوك قد حدّدت سعر يونيو / حزيران عند 4.45 دولارًا للبرميل، دون بلاتس دبي.