نشطاء المناخ غاضبون بعد تصويت ألمانيا على خروج الفحم المطوّل
أثار نشطاء المناخ قلقًا، اليوم الجمعة، خارج مبنى برلمان برلين في ألمانيا، حيث أصدرت البلاد قانونًا لإنهاء استخدام توليد الطاقة التي تعمل بالفحم، بحلول عام 2038، بحسب ما ذكرته وكالة فرنس برس.
وذكرت صحف ألمانيّة محلّية، أن النشطاء اعتدوا على عدد من نوّاب البرلمان الألماني، معبّرين عن غضبهم بسبب الجدول الزمني المطوّل الذي سيشهد توقّف محطّات الفحم تدريجيًا عن العمل، على مدى السنوات الـ 18 المقبلة. وكذلك على ما يقولون، إنه مبالغة في السخاء لشركات الطاقة، التي تعوّض أكثر من أيّ أرباح خاسرة.
وقال وزير الاقتصاد، بيتر ألتماير، للمشرّعين داخل الغرفة: "إن عصر الوقود الأحفوري بمراحله النهائية في ألمانيا"، وحثّ المعارضين على عدم "التحدّث عنه".
في الخارج، لقت منظمة غرينبيس غير الحكومية لافتة عملاقة تطالب "بمستقبل بدون طاقة فحم"، من حركة مبنى الرايخستاغ، نصّها يشير إلى تفاني المبنى التاريخي الشهير "للشعب الألماني".
ومنذ أن وافق الوزراء على القانون في يناير/كانون الثاني، تحوّل الناشطون -بما في ذلك حركة "الجمعة من أجل المستقبل" التي يقودها الشباب- إلى المظاهرات التي تدعو إلى وضع جدول زمني أسرع بكثير، لإنهاء استخدام الفحم.
واحتلّ نشطاء في فبراير/شباط محطّة جديدة لتوليد الكهرباء، تُعرف باسم داتلن 4، من المقرّر أن تبدأ في التوليد بموجب القانون الجديد، قبل أن يستهدفوا منجمين للفحم المفتوح، الأسبوع الماضي.
حكومة ميركل تتمسّك بمسارها
وقالت أنالينا باربوك -زعيمة حزب الخضر المعارضة- لإذاعة دويتشلاند فونك: "كان يمكن أن يكون اليوم يومًا تاريخيًا. إنّه أمر مرير، لأن هذا القانون لا يشمل حماية المناخ المطلوبة في هذه الأوقات".
وقال مايكل فاسيليديس -زعيم نقابة عمّال التعدين والطاقة في شركة آي جي BCE- لوكالة الأنباء الألمانية، إنّه من خلال الحفاظ على إمدادات الطاقة، يمكن التنبّؤ بها، فإن القانون سيحافظ على ألمانيا بصفتها مركزًا صناعيًا، "ولكننا نناقش المخرج لفترة طويلة جدًا، وعلينا أخيرًا أن نأتي بخطّة لتكثيف الطاقة المتجدّدة والشبكة".
وتهدف ألمانيا إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 55 %، مقارنةً بمستويات عام 1990، بحلول عام 2030، بموجب الأهداف المتّفق عليها في كانون الأوّل/ديسمبر.
ألمانيا تعتمد على الفحم لتغطية ثلث احتياجات الطاقة
تعتمد ألمانيا -بشكل كبير- على الفحم، في تغطية قرابة ثلث احتياجات البلاد من الطاقة، وبالمقارنة، تعتمد فرنسا المجاورة على الفحم في تغطية قرابة 3% فقط من احتياجات البلاد من الطاقة، وفقًا لوزارة الاقتصاد الألمانيّة.
وستتلقّى المناطق التي يعتمد اقتصاداتها على صناعة الفحم، 40 مليار يورو (45 مليار دولار) بشكل مساعدات حكومية بموجب خطط لدعمها، من خلال الإصلاح الشامل.
وأشادت حكومة المستشارة، أنجيلا ميركل، بالتوقّف التدريجي عن استخدام الفحم، كون ذلك خطوة حيويّة في مسعى ألمانيا لتصبح أكثر صداقة للبيئة.