تقارير النفطرئيسيةسلايدر الرئيسيةنفط

"أديبك".. تفاؤل حذِر بعودة الاستقرار لأسواق النفط

الأمين العامّ لأوبك: آمل أن تتعافى الأسواق بوتيرة أسرع في النصف الثاني من 2020

اقرأ في هذا المقال

  • باركيندو: انهيار الطلب اضطرنا لأكبر وأطول تخفيضات إنتاج في التاريخ
  • توقعات بانكماش استثمارات الطاقة 20 % بسبب تقلبات سوق النفط

"تفاؤل حذر بأن الأسوأ قد انتهى لأسواق النفط والغاز، على خلفية اتّفاق تحالف أوبك+ على تمديد تخفيضات الإنتاج، وتخفيف مختلف دول العالم لتدابير الإغلاق التي فرضتها لاحتواء فيروس كورونا المستجدّ، وارتفاع الطلب".. هذا ما خلص إليه حوار الطاقة العالمي هذا الأسبوع، عبر معرض ومؤتمر أبو ظبي الدولي للبترول (أديبك)، الذي عُقد بتقنية الفيديو.

يأتي ذلك، بينما دفع ارتفاع مستويات المخزون التجاري في الولايات المتّحدة إلى أعلى مستوى لها تاريخيًا، أسعار النفط إلى التهاوي بعنف، اليوم الأربعاء، إذ فقد خاما برنت وغرب تكساس 6.33 و 6.84 بالمئة على التوالي، قبل أن يحسّنا قليلًا من مستويات الخسائر.

وقال الأمين العامّ لمنظّمة أوبك، محمد سانوسي باركيندو، إن الاختلال الضخم وغير المسبوق في سوق النفط، الذي واجه الصناعة في أبريل/نيسان، في أعقاب تفشّي وباء كوفيد-19، تطلّب استجابة لا مثيل لها من قبل المنتجين.

وشدّد باركيندو على أهمّية الاتّفاق الذي أبرمته منظّمة أوبك وحلفاؤها، فيما تسمّى مجموعة أوبك+، في أبريل/ نيسان، والذي يقضي بآليّة لتخفيض إنتاج النفط لمدّة عامين، ثمّ اتّفاق 6 يونيو/حزيران الجاري، على تمديد تخفيضات شهري مايو ويونيو (9.7 مليون برميل)، لمدّة شهر إضافي، وأعرب عن ثقته في أن تعيد المزيد من الاستقرار إلى أسواق النفط، في النصف الثاني من العام.

بيد أنّه أكّد على ضرورة بذل مزيد من العمل لتقليص مخزونات النفط الحاليّة، للمساعدة في إعادة توازن الأسواق.

إعادة فتح المدن

قال باركيندو: "في الوقت الذي نرى فيه الدول تعيد فتح المدن، سيبدأ الطلب في العودة بقوّة.. ما زلت متفائلًا، ولكن بحذر، من أن الأسوأ قد انتهى، وسيحدث التعافي في النصف الثاني من هذا العام، مع بدء السحب من المخزونات الكبيرة".

وأضاف قائلًا: "آمل -بحلول نهاية هذا العام- أن نبدأ في رؤية مزيد من مظاهر الاستقرار في أسواق النفط، ثمّ سنكون في وضع يمكّننا من الانتقال إلى المرحلة التالية للحفاظ على هذا الاستقرار. ومن هنا تأتي أهمّية أن تستمرّ التخفيضات في الإنتاج لمدّة عامين، وفقًا للاتّفاق التاريخي الذي أبرمته مجموعة أوبك+".

وفيما يتعلّق بحجم الدمار والانهيار غير المسبوق، الذي شهدته أسواق النفط في أبريل/نيسان، قال باركيندو، إن الطلب على النفط انخفض بما يتراوح بين 20 و 24 مليون برميل يوميًا، من إجمالي يقدّر بنحو 100 مليون برميل يوميًا، بسبب الإغلاق الاقتصادي والمجتمعي لاحتواء فيروس كورونا، الذي دمّر الاقتصاد العالمي.

وشدّد باركيندو على أهمّية عودة الاستقرار في أسواق النفط للاقتصاد العالمي، وقال، إنّه رأى توقّعات بانكماش يقارب 20 %، أوما يعادل 1.5 تريليون دولار أميركي، في استثمارات الطاقة، نتيجة للتقلّبات وعدم اليقين حول الأسواق.

وفي هذا السياق، قال باركيندو: "المستثمرون في جميع قطاعات الاقتصاد، لديهم حساسية من عدم اليقين. لذلك، من المهمّ أن نعيد الاستقرار والاستدامة إلى أسواق النفط، ليس فقط للدول المنتجة، ولكن أيضًا للدول المستهلكة. كلاهما يعرف أن نقص الاستثمار في الطاقة اليوم، سيزرع بذور أزمة طاقة أخرى على المدى المتوسّط إلى الطويل. وذلك لن يكون في صالح الاقتصاد العالمي".

انبعاثات الكربون

وفيما يتعلّق بالتحوّل في الطاقة والبيئة، قال باركيندو، إن معالجة انبعاثات الكربون ستظلّ تحدّيًا رئيسا لصناعة النفط والغاز في مرحلة ما بعد كوفيد-19.

وحثّ المجتمع الدولي على مواجهة التحدّي المزدوج المتمثّل في تغيّر المناخ وفقر الطاقة، مشيرًا إلى أنّه ستكون هناك حاجة إلى جميع مصادر الطاقة، لتلبية الطلب العالمي على الطاقة، على المدى المتوسّط والطويل.

وفي هذا الإطار، قال باركيندو: "يبلغ عدد سكّان العالم حاليًا 7.5 مليار شخص. وبحلول عام 2040 ، سيزداد عدد سكّان العالم بمقدار 1.6 مليار نسمة.. إن تغيّر المناخ وفقر الطاقة وجهان لعملة واحدة، وإن المجتمع الدولي وحده، من خلال التعاون بين أعضائه، هو القادر على معالجة هذه المشكلة".

حوار الطاقة لأديبك هو سلسلة من الأحداث الأسبوعية لقيادة الفكر عبر الإنترنت، برعاية مؤسّسة (دي إم جي إيفنتس)، الجهة المنظّمة لمعرض ومؤتمر أبوظبي الدولي السنوي.

وتضمّ الحوارات أصحاب المصلحة الرئيسيّين وصنّاع القرار في صناعة النفط والغاز، وتركّز الحوارات على كيفية تطوّر الصناعة وتحوّلها، استجابةً لسوق الطاقة سريع التغيّر.

يجتذب أديبك أكثر من 155 ألف متخصّص في الطاقة، من 67 دولة، بما في ذلك كبار صانعي القرار، وقادة الفكر في صناعة الطاقة، وأكثر من 2200 شركة عارضة، و 23 جناح عرض، حيث تجتمع شركات النفط والغاز لتبادل وجهات النظر وأفضل الممارسات لمعالجة الأثر الطويل الأجل للتحدّي الثلاثي المتمثّل في انخفاض أسعار النفط، وضعف الطلب، وتخمة المعروض.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق