نيودلهي تتوقّع عودة الطلب على النفط لما قبل كورونا في يونيو
مع تخفيف تدابير العزل والإغلاق وعودة الأنشطة اليومية
توقّع وزير النفط الهندي، دارمندرا برادان، في تصريحات لصحيفة (تايمز أوف إنديا)، أن يصل الطلب على الوقود في الهند -الذي انهار بنسبة 60% خلال الأيّام الأولى من تدابير إغلاق لمدّة شهرين، لاحتواء تفشّي فيروس كورونا- إلى مستويات ما قبل الفيروس التاجي في يونيو/حزيران.
وقال برادان، إن الطلب على الوقود في ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم، عاد بنسبة 65% في مايو/أيّار 2020 ، "وسيصل إلى مستوى ما قبل كورونا في يونيو/حزيران.
وبعد تخفيف الإغلاق في الهند، ستظلّ الدرّاجات النارية والسيّارات الصغيرة خيارًا منخفض التكلفة للحفاظ على التباعد الاجتماعي، ومن ثمّ تعزيز الطلب على البنزين، وفقًا للوزير.
وقال برادان للصحيفة الهندية، إن تنامي حركة السيّارات وأنشطة قطاع المزارع واستئناف خدمة القطارات والرحلات، ستزيد الطلب على وقود الديزل ووقود الطائرات.
يأتي ذلك، بالرغم من أن مسؤولين تنفيذيّين في صناعة النفط الهندية، توقّعوا في تصريحات لشبكة بلومبرغ، الأسبوع الماضي، أن يستغرق الطلب على النفط الخام في الهند وقتًا أطول للتعافي ممّا يأمله الكثيرون، حيث تستعدّ البلاد لأسوأ ركود في تاريخها، بعد إغلاق لمدّة شهرين.
تعافي الطلب
وأظهرت بيانات من مصادر في قطاع الطاقة في الهند، أن تعافي الطلب على الوقود في البلاد استجمع قوّة الدفع في النصف الأوّل من مايو / أيّار، مقابل أبريل / نيسان، مع رفع جزئي للقيود التي كانت مفروضة على النقل والأنشطة الصناعية في مناطق نجحت في احتواء فيروس كورونا المستجدّ.
ومن المتوقّع أن يتلقّى الطلب على الوقود المكرّر دفعة أخرى، بعد رفع الهند، الأسبوع الماضي، مزيدًا من القيود، في إطار إجراءات عزل عامّ مستمرّة بعد التمديد الأخير، حتّى 31 مايو/ أيّار.
وكان الطلب على الوقود في الهند -ثالث أكبر مستورد ومستهلك للنفط في العالم- قد تراجع لمستويات منخفضة تاريخية في أبريل /نيسان.
وتراجعت مبيعات شركات التكرير التابعة للدولة من البنزين في النصف الأوّل من مايو / أيّار بنسبة 47.5% على أساس سنوي، إلى 570 ألف طنّ، لكن ذلك يشكّل ارتفاعًا، مقارنةً ببيع 334 ألف طنّ فقط في النصف الأوّل من أبريل / نيسان، وتراجعت مبيعات البنزين في أبريل بنسبة 61%.
كما تراجعت مبيعات الشركات التابعة للدولة من زيت الغاز بنسبة نحو 38% إلى 1.93 مليون طنّ في النصف الأوّل من مايو، مقارنةً بذات الفترة قبل عام. وكانت قد تراجعت في أبريل / نيسان بمتوسّط بلغت نسبته 57%. وفي النصف الأوّل من أبريل باعت شركات التكرير 1.1 مليون طنّ من زيت الغاز.
وبدأت شركات التكرير الهندية الآن برفع تدريجي لإنتاجها، بعد أن كانت قد خفضت تكرير الخام، بسبب الانهيار في الطلب على الوقود.
لكن مبيعات شركات التجزئة التابعة للدولة من غاز البترول المسال زادت بنسبة 24% في النصف الأوّل من مايو، مقارنةً بنفس الفترة قبل عام، إذ وصلت إلى 1.2 مليون طنّ، وذلك مقابل زيادة نسبتها 12% في أبريل.
وزادت تلك المبيعات، لأن الدولة تقدّم أسطوانات غاز طهي مجّانية للفقراء لمدّة ثلاثة أشهر، حتّى يونيو / حزيران، للمساعدة في تخفيف أثر إجراءات العزل العامّ عليهم.
تخزين النفط في أميركا
وللاستفادة من أسعار النفط المنخفضة، في ظلّ تنامي الطلب مجدّدًا، قال وزير النفط الهندي لقناة سي.إن.بي.سي تي.في18 التلفزيونية، إن الهند تتطلّع إلى تخزين بعض النفط الأميركي المنخفض السعر في منشآت هناك، إذ إن مساحاتها التخزينية المحلّية ممتلئة.
خطّة الهند قد تكون مشابهة لخطوة من أستراليا، التي قالت الشهر الماضي، إنّها ستكوّن مخزونًا نفطيا للطوارئ بشكل مبدئي، من خلال شراء خام لتخزينه في الاحتياطي البترولي الإستراتيجي بالولايات المتّحدة، للاستفادة من أسعار النفط المنخفضة.
وقال برادان: "ندرس احتمال ما إذا كان بإمكاننا تخزين بعض من استثمارنا في دولة أخرى … نبحث الإمكانية في الولايات المتّحدة، إذا كان بإمكاننا تخزين بعض النفط المنخفض السعر".
نزلت أسعار النفط أكثر من 40% منذ بداية العام، لكنّها تعافت في الأسابيع الأخيرة، وهو ما يعود لأسباب، منها، جهود من منظّمة البلدان المصدّرة للبترول وحلفائها لخفض المعروض.
وقال برادان، إن الهند ملأت بالفعل مخزونها الإستراتيجي البالغة طاقته 5.33 مليون طنّ، وتخزّن ما بين 8.5 مليون وتسعة ملايين طنّ تقريبًا من النفط، بسفن في مناطق مختلفة من العالم، وبشكل أساس في الخليج.
كما ملأت شركات التكرير الهندية مخزوناتها التجارية وخطوط أنابيبها بالوقود المكرّر والنفط.
وقال برادان، إن المخزّن من النفط ومنتجاته يصل لقرابة 20% من احتياجات الهند السنوية. وتستورد الهند أكثر من 80% من احتياجاتها من النفط.
وتخطّط الهند لبناء مساحة تخزين إستراتيجية جديدة لزيادة السعة إلى 6.5 مليون طنّ. وقال برادان، إن الهند حريصة على الحصول على مشاركة من مستثمرين عالميّين في بناء تلك المنشآت.