"غازبروم" تطلق مشروعا ضخما لبناء مجمع غاز طبيعي في لينينغراد
سيكون الأكبر في شمال غرب أوروبا من حيث إنتاج الغاز المسال
- يعالج 45 مليار متر مكعب سنويا وتشغيل أولى قاطرات تسييل الغاز عام 2023
- يدر عوائد سنوية تربو على 4 مليارات دولار باستثمارات تتجاوز 700 مليار روبل
- "ريستاد إنرجي": الطلب العالمي على الغاز ينخفض 2% في 2020
وسط توقعات بتراجع الطلب العالمي على الغاز الطبيعي العام الجاري، أعلن عملاق الغاز الروسي (غازبروم) المضي قدما في مشروع مشترك مع شركة روسغازدوبيتشا لإنشاء مجمع متكامل لمعالجة وإسالة الغاز الطبيعي في منطقة لينينغراد (كجزء من مجمع معالجة الغاز الذي يحتوي على الإيثان بالقرب من ميناء أوست- لوغا) وهو مشروع محوري ضخم بمجمع معالجة الغاز والكيماويات الرئيسي الذي يجري إنشاؤه في المنطقة.
سيكون للمجمع أكبر قدرة في روسيا من حيث معالجة الغاز (45 مليار متر مكعب سنويا) وسيكون الأكبر في شمال غرب أوروبا من حيث إنتاج الغاز الطبيعي المسال (13 مليون طن سنويًا).
وبالإضافة إلى الغاز الطبيعي المسال، ستشمل منتجاته التجارية 3.8 مليون طن من غاز الإيثان، وهو أحد المكونات الرئيسية للغاز الطبيعي، وما يصل إلى 2.4 مليون طن من غازات البترول المسال، و0.2 مليون طن من البنتان والهكسان.
قاطرات التسييل
ومن المقرر أن يبدأ تشغيل أولى قاطرات تسييل الغاز في الربع الرابع من عام 2023، على أن تصبح جميع القاطرات جاهزة للعمل والإنتاج في الربع الرابع من عام 2024.
تشير التقديرات إلى أن المجمع سيدر عائدات سنوية تربو على 4 مليارات دولار أميركي، بينما تتجاوز استثمارات المشروع 700 مليار روبل.
وتتولى تشغيل المشروع، روسخيمأليانس، وهي شركة متخصصة أسستها كل من غازبروم وروسغازدوبيتشا على أساس التكافؤ والتساوي.
حتى الآن، اتفقت غازبروم على التصميمات الأساسية للمشروع، ومواصفات المواد الأولية والمنتجات التجارية. وأصدرت المواصفات الفنية لمشغل المشروع لربط المجمع بنظام نقل الغاز بشركة غازبروم، وبدأت صياغة وثائق التصميم. كما انتهت الشركة من المسوحات الهندسية بالكامل في موقع البناء، والذي يجري الآن إعداده لأعمال البناء.
تمويل المشروع
في الوقت ذاته، تبذل الشركة الروسية جهودا لتمويل مراحل المشروع من قبل مؤسسات الائتمان الروسية والدولية.
يشار إلى أنه خلال منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي الدولي العام الماضي، وقع حاكم منطقة لينينغراد أوبلاست ألكسندر دروزدينكو وكيريل سيليزنيف، المدير الإداري لشركة روسخيمأليانس ، اتفاقية حول التعاون الاجتماعي والاقتصادي في إطار مشروع الغاز الطبيعي المسال.
جدير بالذكر أن هذا المشروع الواسع النطاق له أهمية كبيرة بالنسبة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية في روسيا. فخلال المرحلة الأكثر نشاطًا في تأسيسه، سيشمل البناء أكثر من 25000 متخصص، مع توفير أكثر من 5000 وظيفة دائمة لإدارة تشغيل المرفق.
وتشير التقديرات إلى أن المجمع سيزيد صادرات الغاز الطبيعي المسال من روسيا بنسبة تتراوح بين 30 و40 %.
أوف سيبريا-2
يأتي ذلك، فيما قالت غازبروم، إنّها بدأت دراسة للجدوى لمشروع خطّ الأنابيب باور أوف سيبريا-2، الذي سيضخّ ما يصل إلى 50 مليار متر مكعّب من الغاز الطبيعي سنويًا إلى الصين عبر منغوليا.
وخطّة خطّ الأنابيب أُعلن عنها لأوّل مرّة قبل عام. وتضخّ غازبروم حاليًا الغاز إلى الصين عبر خط أنابيب باور أوف سيبيريا في شرق سيبيريا.
وبدأت روسيا توصيل الغاز عبر الأنابيب إلى الصين في ديسمبر/كانون الأول الماضي في إطار جهود تنويع الاقتصاد بعيدا عن صادرات الغاز إلى أوروبا، المستهلك الرئيسي للنفط والغاز الروسيين.
وتجاوزت حصة غازبروم، شركة الغاز الروسية العملاقة، 35% في أوروبا. وقال نوفاك إن الشركة التي يهيمن عليها الكرملين ترغب في الحفاظ على حصتها عند هذا المستوى.
كما زادت روسيا أيضا إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال بأكثر من 50% في العام الماضي إلى 40.5 مليار متر مكعب بفضل تشغيل محطة يامال للغاز الطبيعي المسال التي تديرها نوفاتك.
وقال ألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسية إن إنتاج الغاز الطبيعي المسال زاد بأكثر من 17% في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط الماضيين على أساس سنوي.
انخفاض الطلب
مشروعات غازبروم تأتي في وقت صعب للغاية بالنسبة لصناعة الغاز الطبيعي. فقد توقعت ريستاد إنرجي لاستشارات الطاقة، الإثنين، أن يهبط الطلب العالمي على الغاز الطبيعي قرابة 2% هذا العام، مع تراجع الأنشطة التجارية والصناعية، وسط إجراءات العزل العامّ المرتبطة بتفشّي فيروس كورونا.
وتوقّعت أن الطلب العالمي على الغاز قد يبلغ 3878 مليار متر مكعّب في 2020، انخفاضًا من 3951 مليار متر مكعّب العام الماضي. وقبل تفشّي فيروس كورونا، كان من المتوقّع أن ينمو الطلب إلى 4038 مليار متر مكعّب.
وقال كارلوس توريس دياز -رئيس أسواق الغاز في ريستاد إنرجي-: “2020 سيكون أوّل عام منذ 2009، لا يحدث فيه نموّ في الاستهلاك.. هذه ستكون ضربة قويّة لصناعة اعتادت على معدّلات نموّ سنوية تزيد على 3%”.
لكنّه أضاف، إن الغاز يبقى منافسًا لمصادر أخرى للطاقة، خصوصًا قطاع الكهرباء، حيث إن استخدام الغاز ما زال مستقرًّا نسبيًّا في بعض الدول.
وتشير تقديرات إلى أن إنتاج الغاز الطبيعي هذا العام، سيبلغ زهاء 4000 مليار متر مكعّب على أساس تراجع في نشاط الاستثمار في عمليات الاستكشاف والإنتاج.
ولا تزال قطر أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، بالرغم من نمو صادرات أستراليا من الغاز في عام 2019.
وصل إجمالي صادرات قطر من الغاز الطبيعي المسال نحو 79 مليون طن في 2019 بزيادرة 3.4% عن أستراليا التي بلغت صادراتها 76.4 مليون طن في 2019، وفقاً لبيانات شبكة بلومبيرغ.
في يناير/كانون الثاني من العام الماضي، كشفت قطر عن خطة لزيادة إمدادات الغاز إلى 110 ملايين طن سنويا بحلول 2024، وإلى 126 مليون طن سنويا بحلول 2027.