كورونا يؤجّل مؤتمر مجلس البترول العالمي إلى ديسمبر 2021
رئيس المجلس: من الحكمة تأجيل المؤتمر لضمان حوار آمن ومثمر
- المجلس يضم 70 دولة تمثل 96% من إنتاج النفط والغاز في العالم
- اللجنة المنظمة تستضيف فعالية عالمية في هيوستين العام المقبل
أعلن رئيس مجلس البترول العالمي، تور فايران، ورئيس اللجنة التنظيمية لمؤتمر البترول العالمي الثالث والعشرين، جيف شيلبارغر، تأجيل المؤتمر إلى ديسمبر/ كانون الأوّل 2021، في ظلّ تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجدّ، وما نجم عنها من تقلّبات في أسواق الطاقة العالمية.
وقال فايران: "منذ تأسيسه عام 1933، لعب مجلس البترول العالمي دورًا رائدًا في دعم الصناعة، وخلق منصّة موثوقة لإشراك جميع أصحاب المصلحة في النفط والغاز في مؤتمر البترول العالمي. نحن ندرك تمامًا الوضع الصعب الذي يواجه جميع المشاركين حاليًا، سواء كانوا من الرعاة أو العارضين أو الشركاء أو المتحدّثين أو الوفود. وفي ظلّ هذه الظروف، نشعر أن تأجيل المؤتمر إلى العام المقبل أكثر حكمة، لضمان إجراء حوار آمن ومنتج مع الحضور العالميّين".
بالإضافة إلى مخاوف تتعلّق بالصحّة والسلامة، وضعت العديد من الحكومات قيودًا على السفر، ما أثّر على جميع قطاعات الأعمال. ونظرًا لأنّه من المتوقّع أن تستمرّ آثار وباء الفيروس التاجي على الطلب على النفط والغاز حتّى نهاية عام 2020، فإن التأجيل إلى الفترة بين 5 و 9 ديسمبر/ كانون الأوّل 2021 يضمن -بشكل أفضل- المشاركة والانخراط الدوليّين، من أجل مؤتمر عالمي حقيقي.
وانهار الطلب على النفط والغاز، بعدما أجبر تفشّي كورونا الحكومات في مختلف أرجاء العالم إلى اتّخاذ تدابير صارمة ومؤلمة اقتصاديًا، مثل إغلاقات المدن وتقييد حركة المواطنين وحظر التجوال، ما أصاب الاقتصاد العالمي بالشلل، حيث التزم أكثر من 4 مليارات شخص على ظهر الكوكب منازلهم لاحتواء الفيروس.
أوبك +
ولمواجهة تخمة المعروض من النفط، اتّفقت أوبك وحلفاؤها بقيادة روسيا، الذين يشكّلون ما يعرف بمجموعة أوبك+، في أبريل/ نيسان، على خفض إنتاج النفط بمقدار 9.7 مليون برميل يوميًا، لشهري مايو/ أيّار ويونيو /حزيران، وهو خفض قياسي.
وتعهّدت السعودية، الأسبوع الماضي، بتعميق تخفيضات الإنتاج في يونيو / حزيران بنحو مليون برميل يوميًا ما يعكس حجم وفرة الإمدادات الذي لا يزال يتعيّن معالجته. وانضمّت دولة الإمارات العربية والكويت إلى السعودية، وتعهّدتا بتخفيضات جديدة في إنتاجها في يونيو، بإجمالي 180 ألف برميل يوميًا. وصعدت أسعار النفط بدعم من إعلانات التخفيضات غير المتوقّعة، التي صدرت عن المنتجين الخليجيين الثلاثة.
ليس هذا فحسب، بل قال أربعة مصادر في أوبك+ لرويترز، إن منظّمة أوبك وحلفاءها يريدون الحفاظ على تخفيضات النفط الحاليّة إلى ما بعد يونيو / حزيران، وهو موعد الاجتماع المقبل لأوبك+، لتعزيز الأسعار والطلب اللذين تضرّرا بشدّة من جائحة فيروس كورونا.
ضغوط شديدة
وفي هذا السياق، قال فيران: "تتعرّض صناعتنا لضغوط شديدة، ولكن، كما شهدنا مرارًا وتكرارًا، فإن هذه الصناعة هي أيضًا مرنة ومبتكرة للغاية. وسوف تستضيف اللجنة المنظّمة فعالية عالمية لقادة النفط والغاز وكبار الشخصيات من جميع أنحاء العالم، العام المقبل، في هيوستن، كمنتدى للمحادثات المهمّة اللازمة للتحرّك وسط هذا المشهد الجديد".
وكان من المقرّر أن يعقد مؤتمر البترول العالمي الثالث والعشرين في الأصل في مركز جورج براون للمؤتمرات في هيوستن، هذا العام. وسوف يستضيف نفس المكان المؤتمر في الفترة من 5 إلى 9 ديسمبر/ كانون الأوّل 2021.
ويعدّ مجلس البترول العالمي (WPC) واحدًا من المنظّمات غير الحكومية، وذلك وفقًا لاعتماد الأمم المتّحدة، ويهدف المجلس لتعزيز الإدارة المستدامة، واستخدام الموارد البترولية في العالم لصالح الجميع.
يقع مقرّ مجلس البترول العالمي في لندن، منذ تأسيسه عام 1933، ويضمّ 70 دولة من جميع أنحاء العالم، تمثّل أكثر من 96٪ من إنتاج واستهلاك النفط والغاز العالميّين.
وتعدّ عضوية المجلس فريدة من نوعها، حيث تضمّ كلًّا من الدول الأعضاء في أوبك، وغير الأعضاء، مع تمثيل لشركات النفط الوطنية، وكذلك شركات النفط المستقلّة. ولكلّ دولة لجنة وطنية مؤلّفة من ممثّلين عن صناعة النفط والغاز والمؤسّسات الأكاديمية والبحثية والدوائر الحكومية.
ينظّم المجلس كلّ ثلاث سنوات مؤتمر البترول العالمي، الذي تستضيفه إحدى الدول الأعضاء فيه. ويُعرف المؤتمر -الذي يُعقد كلّ ثلاث سنوات- أيضًا باسم "الأولمبياد" في صناعة البترول، ويغطّي جميع جوانب الصناعة، بدءًا من التقدّم التكنولوجي في عمليات البحث والاستخراج، إلى أنشطة التكرير والتوزيع، ودور الغاز الطبيعي والطاقة المتجدّدة و تأثير النواحي الاجتماعية والاقتصادية والبيئية على الصناعة. كما يضمّ باقى الأطراف الخارجية أصحاب المصلحة، مثل الحكومات والقطاعات الصناعية الأخرى والمنظّمات غير الحكومية والمؤسّسات الدولية.