جنرال موتورز تعيد تشغيل مصانعها في أميركا الشمالية 18 مايو
وسط اتّجاه لإعادة فتح المدن واستنئاف النشاط الاقتصادي
مع اتّجاه العديد من دول العالم إلى إعادة فتح المدن جزئيًا، واستنئاف بعض الأنشطة الاقتصادية، أعلنت جنرال موتورز -كبرى شركات صناعة السيّارات في الولايات المتّحدة- الأربعاء، خططًا لإعادة تشغيل معظم مصانعها في أميركا الشمالية، بدءًا من 18 مايو / أيّار، بعد أن أجبرتها جائحة فيروس كورونا المستجدّ على وقف الإنتاج.
يأتي ذلك، فيما أعلنت الشركة الأميركية عن أرباح فصلية أقوى من المتوقّع، ما أدّى إلى ارتفاع أسهمها بنسبة 7.8 ٪ في تداول ما قبل السوق، بحسب رويترز.
كانت الشركة قد علّقت في السابق توقّعات أرباحها لعام 2020، بسبب عدم اليقين بشأن تفشّي الفيروس، ولم تقدّم تحديثًا الأربعاء، وقالت المديرة الماليّة، ديفييا سورياديفارا، في تصريحات صحفية: "مع مستوى عدم اليقين والضبابية الحاليّة، من السابق لأوانه معرفة ذلك، حتّى يبدأ الاقتصاد في الانفتاح" مرّة أخرى.
لكنّها قالت: إن "الربع الثاني سيكون الأكثر تضرّرًا" مع إغلاق إنتاج أميركا الشمالية معظم هذه الفترة. وقالت، إن جائحة الفيروس التاجي قلّلت أرباح الشركة في الربع الأوّل بمقدار 1.4 مليار دولار.
تخفيض التكاليف
خفضت جنرال موتورز التكاليف، وقامت بخطوات أخرى لاحتواء تداعيات تفشّي فيروس كورونا، بما في ذلك تعليق أرباح الأسهم، وإعادة شراء الأسهم، وإغلاق وحدة مافن لمشاركة السيّارات -وهي خدمة تسمح لمالكي السيّارات التي تحمل علامة جنرال موتورز بتأجير سيّاراتهم لأشخاص آخرين عندما لا يحتاجونها-، وتأجيل العمل في بعض برامج المنتجات، وخفض ميزانيّات التسويق وخفض رواتب العمّال. كما أضافت 16 مليار دولار إلى وضعها النقدي عن طريق سحب خطوط الائتمان.
وقالت جنرال موتورز، إنّها أنهت الربع الأوّل بمبلغ 33.4 مليار دولار نقدًا للسيّارات، بما في ذلك سحب 16 مليار دولار من التسهيلات الائتمانية.
كانت الصين شعاع أمل بالنسبة للشركة، فبالرغم من أن الوباء بدأ بها، فإن جنرال موتوروز استأنفت الإنتاج هناك. وفي حين انخفضت مبيعات الربع الأوّل هناك بنسبة 43٪، بدأت مبيعاتها في التعافي في أبريل / نيسان. وهذا يعطي الأمل للسوق الأميركية، حيث انخفضت المبيعات بنسبة 7٪ في الربع الأوّل.
وفي هذا السياق، قالت سورياديفارا: "أعيد الإنتاج تمامًا في الصين، ويشهد التجّار زيادة في المبيعات".
في السوق الأميركية، النقطة المضيئة هي الشاحنات الصغيرة، حيث قالت سورياديفارا، إنّه قبل شهر مارس / آذار كان قطاع الشاحنات يمثّل ما بين 13 و 14 ٪ من إجمالي مبيعات السيّارات، التي قفزت إلى 18 ٪ في مارس / آذار، وما يقدّر بـ 21 ٪ في أبريل / نيسان.
توقّف إنتاج السيّارات في الولايات المتّحدة في مارس / آذار، مع ارتفاع عدد الإصابات بمرض كوفيد 19 الناجم عن فيروس كورونا. ولكن مع دفع الرئيس دونالد ترمب الأميركيين للعودة إلى العمل، وإعادة فتح العديد من الولايات الأميركية، تحوّل التركيز في قطاع السيّارات إلى (متى يمكن إعادة الإنتاج بأمان).
استئناف الإنتاج
تهدف جنرال موتورز وفورد وفيات إلى استئناف الإنتاج في وقت ما في مايو، وتتفاوض مع نقابة عمّال السيّارات، التي تمثّل عمّالها الذين يعملون بالساعة في الولايات المتّحدة، حول توقيت وكيفية إعادة التشغيل بأمان.
وأعطت نقابة عمّال السيّارات ، التي يتبع لها عمال جنرال موتورز الذين يعملون بالساعة، موافقتها الضمنيّة على إعادة تشغيل الإنتاج في أميركا الشمالية في 18 مايو / أيّار.
بمجرّد استئناف الإنتاج، سيكون السؤال هو مدى سرعة انتعاش الطلب الأميركي على السيّارات، حيث يتوقّع بعض التجّار تخفيضات كبيرة لجذب المستهلكين إلى صالات العرض.
وقال بعض مسؤولي الصناعة، إن هناك حاجة إلى مستوى ما من التحفيز الحكومي لقطاع السيّارات الأميركي، بمجرّد انحسار الوباء.
خلال فترة الركود الكبير في 2008-2009، نفّذت الحكومة الأميركية نظام تخفيض مخصّصات السيّارات ، والمعروف بالعامّية باسم "النقد مقابل المخادعين"، وهو عبارة عن برنامج فيدرالي أميركي بقيمة 3 مليارات دولار، وكان يهدف إلى تقديم حوافز اقتصادية للمقيمين في الولايات المتّحدة، لشراء سيّارة جديدة أكثر كفاءة في استهلاك الوقود.