أكثر شركة نفطية مدينة على وجه الأرض تشهد أكبر خسارة فصلية على الإطلاق
"بيمكس" المكسيكية تفقد 23.6 مليار دولار... ضريبة انهيار الخام والبيزو
- خبير مكسيكي: الشركة تخسر 10 ملايين دولار في الساعة
أعلنت شركة النفط المكسيكية، بيمكس، التي تعرّضت لعدد من الضربات القاسمة نتيجة لانهيار أسعار الخام، وانخفاض حادّ في قيمة البيزو المكسيكي، عن خسائر فصلية بلغت عدّة مليارات من الدولارات، وكانت أكبر بكثير من الخسائر قبل عام.
وبلغ إجمالي الخسائر خلال الربع الأوّل من عام 2020 نحو 23.6 مليار دولار (562 مليار بيزو)، ومن المرجّح أن تكون أكبر خسارة فصلية للشركة على الإطلاق، حيث أدّت جائحة "كوفيد-19" إلى تراجع تاريخي للطلب على النفط الخام، على مستوى العالم.
وتواجه بيمكس صراعات على جبهات عديدة، من الديون المرتفعة إلى تصميم الحكومة على تكثيف أعمالها التكريرية الخاسرة، بما في ذلك بناء مصفاة جديدة بقيمة 8 مليارات دولار.
وتجاوزت خسائر الربع الأوّل الحالي، خسارة قياسية بلغت 35.7 مليار بيزو (1.48 مليار دولار)، خلال الفترة من يناير إلى مارس من العام الماضي.
وألقى ألبرتو فيلازكيز -المدير المالي في بيمكس- باللوم على التداعيات الاقتصادية للوباء، ووصفها بأنّها "خطيرة، لكنّها مؤقّتة"، في تعليقه بعد نشر النتائج، بحسب رويترز. وقال، إن بيمكس "ستواصل تنفيذ أفضل (الخطط) التشغيلية والماليّة في ظلّ الإدارة الحاليّة للبلاد"، في إشارة إلى إدارة الرئيس أندرياس مانويل لوبيز أوبرادور، التي بدأت ولايتها في أواخر عام 2018.
كما شدّد فيلازكويز على الدعم المالي "المطلق" الذي قدّمته الحكومة، وقال، إن بيمكس قد استقرّت في إنتاج الخام، الذي بلغ متوسّط إنتاجه مع المكثّفات 1.74 مليون برميل يوميًا، خلال الربع الأوّل. وقد أعلن مؤخّرًا عن دعم حكومي للشركة هذا العام، بما في ذلك إعفاءات ضريبية، وإجراءات الميزانية والمعاشات التي يبلغ مجموعها حوالي 6.5 مليار دولار.
ودفعت أسعار النفط المتهاوية الإيرادات الفصلية للتراجع إلى 284.1 مليار بيزو (11.79 مليار دولار)، بانخفاض 20% ، مقارنةً بالربع الأوّل من عام 2019.
في غضون ذلك، تراجعت العملة المكسيكية (البيزو) بأكثر من 25% خلال الفترة من يناير / كانون الثاني إلى مارس / آذار، وهو أعمق تراجع فصلي للعملة المحلّية منذ عام 1995.
وقالت الشركة، إن إجمالي الدين المالي في نهاية مارس بلغ 104.8 مليار دولار، بانخفاض طفيف عن مستويات 2019، لكنّه لا يزال أكبر دين لأيّ شركة نفطية في العالم.
وللمقارنة، فقد بلغت الديون الإجمالية لشركة "رويال داتش شل" _أكثر شركات النفط الخاصّة مديونية- 68.8 مليار دولار في نهاية الربع الأوّل.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أصبحت وكالة "موديز" ثاني وكالة تصنيف ائتمانية رئيسة تخفض ديون بيمكس إلى وضع "غير مرغوب فيه"، قائلةً، إن الخيارات السياسية التي وضعها لوبيز أوبرادور "غير كافية لمعالجة التحدّيات الاقتصادية للبلاد بشكل فعّال، وكذلك المشكلات الماليّة والتشغيلية المستمرّة في بيمكس".
وقال فيلاسكيز، إن الهدف من هذا العام، هو تصفير صافي الدين. فيما تعهّد لوبيز أوبرادور بإحياء شركة بيمكس، وتعزيز استقلال المكسيك في مجال الطاقة، وذلك جزئيًا، عن طريق إبعاد الدولة عن معظم واردات الوقود الأميركية، وزيادة التكرير المحلّي.
وبينما قالت بيمكس، إنّها عالجت 542 ألف برميل يوميًا من المصافي المحلّية في الربع الأوّل، حدّدت لوبيز أوبرادور هدف تكرير مليون برميل يوميًا بحلول مايو.
وقال فيلازكيز، إن عملاق النفط المكسيكي يمكن أن يتحمّل الأسعار المنخفضة بفضل تكاليف الإنتاج المنخفضة نسبيًا، حتّى ما يزيد قليلًا عن 14 دولارًا للبرميل.
ووفقًا لبيانات "إس آند بي بلاتس"، بلغ متوسّط سعر خام "المايا الثقيل" (المنتج الرئيس لشركة بيمكس) قرابة 28 دولارًا للبرميل، خلال الربع الأوّل.
وقالت بيمكس -المعروفة رسميًا باسم بتروليوس مكسيكانوس- في رسالة موجّهة إلى المستثمرين هذا الأسبوع، إنها "ستخفض ميزانيتها الاستثمارية لعام 2020 استجابة لخفض الأسعار"، وأشار مسؤولون تنفيذيون يوم الخميس، إلى أن إجمالي الميزانية الاستثمارية يصل إلى ملياري دولار.
وأوضح فيلازكيز أن الخفض الذي نُفِّذ بالفعل، يرتكز بشكل كبير على ذراع الاستكشاف والإنتاج في الشركة، ولكنّه يحمي أكثر مشاريعها ربحية.
ووصف كريس سلادين -وهو مدير تنفيذي سابق للنفط في المكسيك، وله عقود من الخبرة في الصناعة- النتيجة الفصلية بأنها "مقلقة للغاية"، وحسب الخسارة بمبلغ 10 ملايين دولار للساعة، خلال فترة الثلاثة أشهر. وأضاف: "قلّة من الشركات يمكنها تحمّل هذا المستوى من الخسائر، دون تغييرات هيكلية"، بحسب رويترز.