شركات السمسرة تمنع العملاء من تداول النفط للهروب من التقلّبات
العديد من شركات السمسرة -بما في ذلك شركة تي دي أميريتراد"منصّة تداول وتجارة الأصول المالية"- تقيّد العملاء من شراء مراكز جديدة في بعض عقود النفط الخام، بعد عمليات بيع غير مسبوقة، أسفرت عن انخفاض الأسعار إلى أقلّ من 40 دولارًا سلبيًا يوم الإثنين، وفقًا لما ذكرته رويترز.
واهتزّت سوق العقود الآجلة للنفط في الولايات المتّحدة، في بداية هذا الأسبوع، مع تزايد وفرة العرض وضعف الطلب، ممّا وضع مديري الصناديق ومستثمري التجزئة في موقف من احتمال الاضطرار إلى الاستيلاء على آلاف البراميل من النفط الخام التي لن يتمكّنوا من تخزينها في أيّ مكان،بحسب ما ذكرته رويترز.
وتسبّب ذلك في حالة من الذعر الذي أرسل العقود الآجلة للولايات المتّحدة، التي انتهت صلاحيتها يوم الثلاثاء، من 18 دولارًا للبرميل إلى إغلاق ناقص - 37.63 دولارًا، ممّا يعني أنه سيتعيّن على البائعين دفع أجور المشترين لأخذ براميلهم.
وقالت تي دي أميريتراد"منصّة تداول وتجارة الأصول الماليّة" للعملاء، إنها لن تسمح بصفقات الإغلاق إلّا في يونيو / حزيران، ويوليو / تمّوز، العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي، وكذلك في جميع عقود خيارات النفط الخام الأميركية.
قال جي بي ماكنزي -العضو المنتدب في العقود الآجلة والفوركس في تي دي أميريتراد-، اتّخذنا هذا القرار على أساس التقلّب والسيولة في الأسواق الخام خلال الأسبوع الماضي، وهذا يسمح لتلك الأسواق بالاستمرار في العودة إلى مستويات سيولتها وتقلّبها السابقة.
وقالت شركتان أخريان للوساطة -هما ماريكس سبكترون، وشركة أنتل فستون- إنهما تحدّان من المراكز الجديدة التي يجري اتّخاذها، بعد أن حقّقت التعاملات عالية التقلّب يوم الإثنين، خسائر كبيرة لحاملي ذلك العقد.
وخسر بعض مستثمري التجزئة مبالغ كبيرة من المال، وقالت مجموعة الوسطاء التفاعليين (IBKR. O)، إنه كان عليها أن تتكبّد خسارة قدرها 88 مليون دولار لتغطية الحسابات التي يجب تصفيتها.
انتقادات المشاركين في السوق
قالت مجموعة CME ، إن أسواقها تعمل على النحو المصمّم، حيث تعكس العقود الآجلة للنفط الخام سلسلة غير مسبوقة من الآثار الناجمة عن فيروس كورونا، بما في ذلك انخفاض الطلب على النفط الخام، والعرض الزائد العالمي، وتضييق مساحة التخزين.
وقال متحدّث باسم CME، إن المجموعة استوعبت أسعار العقود الآجلة السلبية في 20 أبريل / نيسان، حتّى يتمكّن العملاء من إدارة مخاطرهم وسط تحرّكات الأسعار المثيرة، مع ضمان تقارب الأسعار الآجلة والنقدية" ، مشيرًا إلى أن البورصة أصدرت تحذيرات في أوائل أبريل / نيسان حول مثل هذا الاحتمال.
وكانت أسواق النفط الخام قد تعرّضت لضغوط كبيرة العام الجاري، حيث أغرقت المملكة العربية السعودية الأسواق بالنفط الرخيص في أوائل مارس / آذار، بعد أن عجزت عن التوصّل إلى اتّفاق مع روسيا للحدّ من الإنتاج، مع تفاقم فيروس كورونا.
وقد أودى تفشّي المرض بحياة أكثر من 185 ألف شخص في جميع أنحاء العالم، وتسبّب في انهيار الطلب على النفط، حيث انخفض بنسبة تقدَّر بنحو 30٪ في جميع أنحاء العالم.
قيود شركات السمسرة
مع ملء خزّانات التخزين في جميع أنحاء العالم بسرعة، تفرض شركات السمسرة قيود الهامش، والحدّ من شراء وبيع عقود الشهر الأمامي المتقلّبة.
وتقول عدّة مصادر في مصارف الاستثمار، إنها لم تدرج مثل هذه القيود، لكن الشركات الصغيرة فعلت ذلك.
وقيّدت شركة ماريكس العديد من عملائها من تولّي مراكز جديدة في عقود خام غرب تكساس الوسيط وبرنت في يونيو / حزيران، ورفعت متطلّبات الهامش، كما فرضت"أنتل فستون INTL FCStone" قيودًا بحسب ما ذكره المتحدّث باسمها.
وقال متحدّث باسم أنتل فستون، في بيان: "نظرًا للتقلّبات الشديدة وغير المتوقّعة في الأسواق، فإننا نتّخذ إجراءات لحماية عملائنا الأصغر، والتأكّد من أنهم على علم بالمخاطر التي يواجهونها".