كورونا يهدّد بقطع الكهرباء النظيفة عن الفقراء
الشركات تبحث عن حلول..وتتوقّع خسائر في الإيرادات
تبحث الشركات التي توفّر الكهرباء النظيفة خارج الشبكة في الدول النامية، عن سبل للبقاء والحفاظ على الطاقة المنقذة للحياة، خاصّةً وأن التداعيات الاقتصادية لأزمة فيروس كورونا تفرغ جيوب العملاء، بحسب ما ذكرته رويترز.
وأظهرت دراسة استقصائية، أجرتها المنظّمة الدولية "الطاقة المستدامة للجميع"، أن 80 شركة تدير شبكات صغيرة، وتبيع أنظمة منزلية للطاقة الشمسية في إفريقيا وآسيا، تتوقّع أن تخسر في المتوسّط 27 % إلى 40 % من إيراداتها في الأشهر المقبلة، بسبب آثار فيروس كورونا.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة سيفورال، داميلولا أوغونبيي: "يمكن أن نحقّق خسائر بعد 6 أشهر"، وأضاف في تصريحات لرويترز: "لا يمكننا البدء من نقطة الصفر مرّة أخرى.. لا يمكننا أن ندع ذلك يحدث".
وتعتمد العديد من هذه الشركات -العاملة في إفريقيا وآسيا- على مدفوعات يومية أو أسبوعية صغيرة من المستهلكين الفقراء، الذين يستخدمون الأموال لشراء الطاقة الشمسية من الشبكات الصغيرة، أو تغطية أقساط على قروض للأنظمة الشمسية المنزلية.
ولكن خبراء الاقتصاد يحذّرون من أن عمليات الإغلاق للحدّ من انتشار فيروس كورونا، تشكّل تهديدًا كبيرًا للباعة المتجوّلين والعمّال الزراعيّين وعمّال البناء وغيرهم، ممّن يعانون من فرص عمل غير آمنة.
طرق بديلة للمساعدة
وقال منصور حاهيون، الرئيس التنفيذي لشركة "بي بوكس إكس"، التي توفّر الطاقة الشمسية لأكثر من مليون شخص، إن فقدان الوظائف يمكن أن يحجّم المدفوعات المنتظمة للكهرباء أو الغاز.
وأضاف حاهيون -الذي تعمل شركتة في 12 بلدًا، بما في ذلك كينيا ورواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وتوغو-: "لا نريد إيقاف العملاء بسبب نقص الدخل".
ويفكّر مسؤولو الشركة الآن من خلال طرق للمساعدة في تزويد العملاء بالكهرباء، لتلبية احتياجاتهم الأساسية، مثل تقديم 5 ساعات في اليوم مجّانًا .
وأضاف أن الشركة لم يتعيّن عليها بعد تسريح الموظفين المقيمين في أفريقيا، ولكن التخفيضات في مقرّها الرئيس في المملكة المتّحدة، لا يمكن تجنّبها، مع تعليق تطوير المنتجات الجديدة والابتكار.
وقال هاميون، إن شركته لاعب كبير نسبيًّا في قطاع ناشئ، ذات رأس مال جيّد، ولكنّها ستحتاج إلى إنفاق جزء كبير جدًّا من تلك الأموال على إدارة عملياتها، بدلًا من النموّ، حيث إن جمع الأموال من مصادر جديدة أمر مستحيل في سوق اليوم، بحسب ما نقلته رويترز.
مخاوف من عدم تغطية نفقات التشغيل
وأظهرت الدراسة الاستقصائية التي أجرتها المنظّمة الدولية "الطاقة المستدامة للجميع"، أن المراكز النقدية كانت ضيّقة في جميع أنحاء الصناعة، وقرابة 70 %من الشركات خارج الشبكة لا يتوافر لها ما يكفي لتغطية نفقات التشغيل، لمدّة شهرين أو أقلّ.
ويُنظر إلى الشركات التي تبيع أنظمة المنازل الشمسية، وتدير شبكات صغيرة، على أنّها حيويّة في إيصال الكهرباء إلى 840 مليون شخص ما زالوا يعيشون بدونها، والغالبية العظمى في المناطق الريفية في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا.
كورونا أو الجوع!
قال أوغونبيي -ممثّل خاصّ للأمين العامّ للأمم المتّحدة- إن الإغلاقات للحدّ من انتشار كورونا، أظهرت لنا حقًّا ما يحدث عندما لا يكون لدينا كهرباء".
وفي نيجيريا، هناك حوالي 100 مليون شخص يكافحون من أجل الامتثال للقيود المفروضة على التنقّل، لأنّهم لا يملكون طاقة كهربائية، ممّا يعني أنّهم لا يستطيعون تخزين الأغذية في الثلّاجات، ويجب عليهم التسوّق بشكل متكرّر، وإذا بقوا في منازلهم، فسوف يموتون جوعًا.
ومنذ بدء تفشّي المرض في إفريقيا، يقدّم أوغونبيي المشورة العملية للحكومات، مثل عدم رفع سعر غاز الطهي، وضمان تصنيف شركات الطاقة خارج الشبكة على أنّها خدمات أساسية، حتّى تتمكّن من إرسال الفنّيين.
وفي بعض البلدان النامية، يبدو أن الحكومات قد أدركت أهمّية التأكّد من أن الناس يحصلون على الطاقة اللازمة لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
وقالت الحكومة الهندية إنها ستسلم ملايين الاسطوانات من غاز الطهي للمحتاجين، في حين أن حزمة إغاثة حكومية في غانا تدعم الكهرباء لمدة ثلاثة أشهر، وتغطي بالكامل التكاليف لأفقر المستهلكين.