شمس ورياح مصر ترفع إنتاج الطاقة النظيفة
%33 زيادة في الطاقة المنتجة العام الماضي
كتب - محمد أبو عبد الله
ارتفع إنتاج الطاقة النظيفة في مصر بنهاية عام 2019 إلى 33%، حيث بلغ إجمالي الطاقة المنتجة في العام الماضي 20.782 مليون كيلوواط ساعة مقابل 15.600 مليون كيلوواط ساعة في عام 2018.
وارتفع مركز مصر في مؤشّرات الطاقة المتجدّدة الدولية، بخلاف إشادات المؤسّسات الدولية وبيوت الخبرة العالمية، وتعدّ مصر ثاني أعلى معدّل تدفّقات للطاقة النظيفة في العقد الماضي، كما تقدّمت في مؤشّر تغيّر المناخ 4 مراكز، لتحتلّ المرتبة 24 في عام 2019 ، مقابل المرتبة 28 في عام 2018.
وفى ظلّ التقدّم المتزايد للطاقة المتجدّدة يومًا بعد يوم، هناك يقين على كسب مساحات عمل جديدة مع كلّ إشراقة شمس ونسمة ريح، وذلك عبر دخولها شريكًا في نسيج الطاقة، وتقديم حلول للتحدّيات الحاليّة، وخفض انبعاثات الكربون.
كيف تمكّنت مصر من تحقيق زيادة فى الإنتاج؟
قال رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجدّدة المصرية، محمد الخياط، في تصريحات خاصّة لـ"الطاقة"، إن زيادة إنتاج الطاقة النظيفة في مصر، سببه الرئيس ارتفاع الطاقات المنتجة من محطّات الطاقة الشمسية ومزارع الرياح، والتشغيل الاقتصادي للمشروعات التابعة للهيئة.
وأوضح أن الزيادة تأتي من تشغيل مجمّع بنبان للطاقة الشمسية في محافظة أسوان بكامل طاقته بقدرة 1465 ميغاواط، وتشغيل أوّل مشروع طاقة رياح بنظام البناء والتملّك والتشغيل B.O.O بقدرة 250 ميغاواط بمنطقة خليج السويس، بخلاف المشروعات الحكومية التي أنشأتها الهيئة في الزعفرانة وجبل الزيت بمنطقة جبل الزيت، بقدرة 1100 ميجاواط، وكذلك رفع كفاءة وقدرات محطّة الكريمات للطاقة الشمسية.
قطاع جاذب للاستثمار..طلبات جديدة لتنفيذ مشروعات بقيمة 2.5 مليار دولار
أضاف الخياط، إن استثمارات القطاع الخاصّ خلال العامين الماضيين تجاوزت 3 مليارات دولار، والقطاع جاذب للاسثمار الأجنبي المباشر، لاسيّما في ظلّ توافر البيئة التشريعية والمناخ الاستثماري الذي تتطلّبه هذه المشروعات، وتلقّت مصر طلبات جديدة من شركات عالمية لتنفيذ مشروعات لإنتاج الكهرباء من محطّات الشمس والرياح، باستثمارات تصل إلى 2.5 مليار دولار.
وتابع، هناك لجان تدرس طلبات الشركات للاستثمار وتنفيذ مشروعات طاقة متجدّدة، والهيئة لديها أراضٍ متاحة لتدشين محطّات بمساحة تزيد عن 7200 كيلومتر، في عدد من المناطق بغرب النيل وشرق النيل والمنيا وأسوان.
فرصة لسداد المديونيّات..واسترداد مليار جنيه من المتأخّرات
وأكّد الخياط أن زيادة إنتاج الطاقة النظيفة في مصر حقّق فوائد إيجابية لهيئة الطاقة الجديدة والمتجدّدة، وساعدها على التحوّل للعمل الاقتصادي وإنهاء مشكلات ديونها القديمة، حيث استردّت الهيئة حوالي مليار جنيه من مستحقّاتها لدى بعض الجهات، وسيجري استرداد 500 مليون جنيه أخرى خلال العام الجاري.
وأشار إلى أن الهيئة سدّدت 6.2 مليار جنيه في عامين ونصف من ديونها المتراكمة منذ قرابة 30 عامًا للدولة، والبالغ إجماليها 10.5 مليارجنيه.
ديناميكية سوق الطاقة المتجدّدة وآمال للوصول بالتعرفة إلى 1.5 سنتًا أميركيًا
قالت رئيسة الشركة المصرية لنقل الكهرباء، صباح مشالي، في تصريحات خاصّة لـ"الطاقة"، إن الديناميكية العالية لسوق الطاقة المصري في إيجاد مناخ منافس وشفّاف ومحايد، أدّى إلى انخفاض الأسعار والتعرفة لمستوى قياسي جديد، أقلّ من 2.5 سنتًا أميركيًا لكلّ كيلوواط ساعة، لمشروعات الخلايا الشمسية، وقرابة 2.8 سنتًا أميركيًا لكلّ كيلوواط ساعة، لمشروعات طاقة الرياح .
وتوقّعت الوصول إلى أقلّ من 1.5 سنتًا أميركيًا في المزايدات التناقصية التي تجهَّز حاليًّا بقدرة 600 ميغاواط، بالتعاون مع مؤسّسة التمويل الدولية، وكذلك توقّعت انخفاض طاقة الرياح لأدنى من 2 سنتًا لكلّ كيلوواط ساعة .
إقبال ورغبة كبيرة من القطاع الخاصّ لبيع الكهرباء إلى الحكومة
قال رئيس جهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك المصري، محمد عبد الرحمن، في تصريحات خاصّة لـ"الطاقة"، إن الطفرة التي حدثت في مشروعات الطاقة المتجدّدة، جذبت الشركات الخاصّة إلى تنفيذ مشروعات لإنتاج الكهرباء وبيعها إلى الحكومة، وفقًا لنظام "صافي القياس".
وأكّد أن الجهاز ما زال يدرس هذه الطلبات، لمنحها رخصة والموافقة لها على إنشاء مشروعات، لاسيّما وأن القانون حدّد تنفيذ مشروعات بنظام "صافي القياس" حتّى 300 ميجاواط، بالإضافة لضرورة أن تكون هذه المحطّات منشأة أعلى أسطح مبانٍ، وليس على أراضٍ، وأن تكون قدرة المحطّة المنفّذة تماثل الاستهلاك، أو أكثر قليلًا.
الشركات تبحث عن فرص..وتسعى لاقتناص مشروعات جديدة
التشريعات والحوافز التي حدّدتها مصر لجذب الاستثمار في قطاع الطاقة المتجدّدة منذ عام 2014 ، والتي حدّدت تعرفة لبيع الكيلوواط من الطاقة الشمسية آنذاك، بنحو 14 سنتًا أميركيًا، ما زالت تلقي بظلالها، وتبحث الشركات والمستثمرون عن فرص لتنفيذ مشروعات جديدة.
وقال المدير الإقليمي لشركة سكاتك سولار في مصر، محمد عامر، لـ"الطاقة"، إن الشركة تنتظر الإعلان عن المزايدات التناقصيّة لإنشاء محطّات طاقة شمسية بقدرة 600 ميغاواط، للمشاركة فيها، وتسعى لاقتناصها، لاسيّما أن الشركة لها تجربة رائعة في مشروعات تعرفة تغذية الطاقة الشمسية في بنبان بأسوان.
وأوضح أن "سكاتك" تسعى لزيادة استثماراتها في مصر، وإنشاء العديد من المشروعات، وبيع الكهرباء المنتجة من المشروعات لصالح الشركة المصرية لنقل الكهرباء.
وأضاف المدير الإقليمي لشركة الكازار الإماراتية في مصر، إن الشركة تقدّمت بعرض رسمى لهيئة الطاقة الجديدة والمتجدّدة، والشركة المصرية لنقل الكهرباء، لتنفيذ محطّات طاقة رياح بقدرة 200 ميجاواط، وتنتظر البتّ في العرض المقدّم من قبل اللجان المشكّلة لدراسة المشروعات والعروض.
وأوضح أن الشركة مستمرّة في المنافسة على عدد من المناقصات التي طرحتها الشركة المصرية لنقل الكهرباء، لإنشاء محطّات طاقة شمسية، وأيضًا ضمن المؤهّلين في القائمة المختصرة لإنشاء محطّات شمسية بقدرة 600 ميغاواط في غرب النيل.
البيان | عام 2018 | عام 2019 |
إجمالي القدرات الاسمية | 4100 ميغاواط | 5955.5 ميغاواط |
إجمالي الطاقة المنتجة | 15.600مليون.ك.و.س | 20.722 مليون.ك.و.س |
إجمالي خفض الانبعاثات الكربونية | 8.4 مليون طنّ | 11.4 مليون طنّ |
إجمالي الوفر في الوقود | 4.6 مليون طنّ | 4.3 مليون طنّ نفط مكافئ |