"الطاقة" ترصد الاختلافات في توقعات أسواق النفط
"الطاقة" تتوقع انخفاض إنتاج دول خارج أوبك أكثر من المتوقع
وحدة أبحاث الطاقة
صدرت 3 تقارير شهرية في الأسبوع الماضي عن أسواق النفط من إدارة معلومات الطاقة الأميركية، وأوبك، ووكالة الطاقة الدولية، وقامت وحدة الأبحاث في "الطاقة" برصد هذه التقارير والتشابه والفروقات بينها، ثم تقييمها. ولعل أهم ملاحظة هي التعديلات الكبيرة في كل التقارير للهبوط في الطلب العالمي على النفط بسبب الانتشار الكبير لفيروس كورونا وما صاحبه من عمليات إغلاق كامل لبعض الدول والمدن ووقف حركة المواصلات.
ويبين الجدول أعلاه توقعات كل من هذه المنظمات للانخفاض في الطلب على النفط، وانخفاض إنتاج دول خارج أوبك في عام 2020 مقارنة بعام 2019. وفي الوقت الذي ترى فيه إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن الطلب العالمي على النفط سينخفض بمقدار 5.2 مليون برميل يوميا في عام 2020 مقارنة بعام 2019، إلا أن وكالة الطاقة الدولية ترى أن التخفيض أكبر ويصل إلى 9.3 مليون برميل يوميا. وهذا التخفيض، على لسان، فاتح بيرول، رئيس الوكالة، قد محى كل النموعلى الطلب العالمي على النفط في السنوات العشر الماضية.
كما يوضح الجدول الهبوط الكبير في الطلب العالمي على النفط في شهر أبريل (نيسان)، والذي يبين أن وكالة الطاقة الدولية تتوقع انخفاض الطلب على النفط في العالم بمقدار 29 مليون برميل يوميا، والذي يمثل ثلث الطلب العالمي على النفط، وبهذا يصل الطلب بحسب هذه التوقعات لأقل مستوى منذ 25 عاما.
وتعد الاختلافات الكبيرة في توقعات انخفاض الطلب العالمي على النفط في الوضع العالمي الحالي، طبيعية، لأن آثار كورونا الاقتصادية مازالت تحت التقييم المستمر، ولن تعرف آثارها بدقة حتى بعد شهور من الآن. والأمر ينطبق نفسه على إنتاج النفظ في دول خارج أوبك حيث أن هناك اختلافا كبيرا بين الخبراء حول آثار انخفاض أسعار النفط على الإنتاج، خاصة في الولايات المتحدة وكندا.
إلا أن النتائج المؤكدة لهذه التوقعات هي أن الانخفاض في الطلب العالمي على النفط كبير، بغض النظر عن الأرقام، وأن انخفاض أسعار النفط سيخفّض إنتاج دول خارج أوبك.
إنتاج النفط حول العالم
أوضح رصد لوحدة أبحاث الطاقة لانخفاض انتاج النفط حول العالم، خاصة في الولايات المتحدة وكندا والبرازيل والصين والهند، إضافة إلى مشاكل الأنابيب في الأكوادور، وارتفاع معدلات نصوب النفط الصخري في ظل انخفاض كبير في الاستثمار، أن تقديرات هذه المنظمات الثلاثة للهبوط في إنتاج دول خارج أوبك منخفض، وأن الواقع سيكون أعلى بكثير من هذه التوقعات. هذا يعني أن هذه المنظمات ستقوم بتعديل توقعاتها لإنتاج دول خارج أوبك في الشهور القادمة. ومن هذا المنطلق فإن هناك مبالغة في الزيادة في المخزون من قبل بعض هذه المنظمات.
وما يدعم فكرة هبوط أكبر في إنتاج دول خارج أوبك، خاصة في الولايات المتحدة، هو الانخفاض المريع في أسعار النفط في بعض المناطق. فقد وصل سعر خام جنوب تكساس الحامض إلى دولارين للبرميل، بينما بيعت نفوط أخرى في تكساس وأوكلاهوما بأربعة دولارات للبرميل. ووصل سعر خام داكوتا الشمالية، والذي يأتي من حقل باكان الصخري إلى حوالي 9 دولارات للبرميل. وهذه الأسعار ستجبر المنتجين على إغلاق الآبار. إضافة إلى ذلك، فقد أعلنت كبرى شركات النفط الصخري في حقل برميان في غرب تكساس، أثناء إدلاء رؤساء شركات النفط بشهاداتهم أمام مصلحة سكة حديد تكساس، بأنهم أغلقوا أبارا كثيرا، وأنهم سيغلقون المزيد.