وزير الطاقة السعودي: المملكة لا ترغب في قتل المنافسة
أكّد أن العلاقات مع روسيا "عائليّة" رغم الخلافات
شدّد الأمير عبد العزيز بن سلمان -وزير الطاقة السعودي- على عدم رغبة السعودية في قتل المنافسة بأسواق النفط العالمية، وقال في مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، اليوم: "بصفتنا منتجًا طويل الأجل في أسواق النفط العالمية، فإن ما يهمّ المملكة حقًّا هو ازدهار الاقتصاد العالمي الذي يمكنه أن يُحدث التوازن المطلوب بين العرض والطلب في الأسواق".
وحول تأثير فيروس كورونا المستجدّ على أسواق النفط العالمية، على المدى الطويل، قال، إن النفط سيظلّ مصدرًا للطاقة لعقود قادمة.
وأوضح الأمير عبد العزيز بن سلمان، أن زيادة إنتاج النفط التي أعلنتها السعودية في وقت سابق من الشهر الماضي، كانت ضرورة من أجل دعم الموارد الماليّة اللازمة، وحماية اقتصاد المملكة. موضّحًا أن السعودية لم تكن لتُقبل على تلك الخطوة لولا مقتضيات الضرورة، ومنوّهًا بسياسة المملكة النفطية الرامية إلى خفض الإنتاج الجماعي، وإحداث حالة من التوازن بين العرض والطلب في أسواق النفط العالمية.
زيادة إنتاج المملكة كانت ضرورة لحماية الاقتصاد
وتابع الوزير، الذي قاد أكبر خفض في إنتاج النفط العالمي يوم الأحد الماضي، إن أكبر خفض في تاريخ إنتاج النفط بين كبار المنتجين في أوبك وخارجها، حظي بموافقة ودعم دول مجموعة العشرين. مؤكّدًا: "إذا ما استقرّت الأسعار في نطاق ما بين 35 إلى 40 دولارًا للبرميل، لن أفاجأ إذا كانت التراجعات طبيعية أكثر حدّة مع الأشهر القليلة المقبلة". وفي تصريحات أخرى لـ"بلومبرغ" بيّن الأمير استمرار علاقة بلاده مع روسيا، واصفًا تلك العلاقة بـ"العائلية"، مع قدرة البلدان على حلّ الخلافات.
وقال، إن علاقات السعودية مع روسيا، أكبر شريك للمملكة في "أوبك+"، كانت تمرّ بفترة سيّئة أوائل مارس / آذار الماضي، نتيجة ما آلت إليه المفاوضات في "أوبك+"، موضّحًا: "كما هو الحال في أيّ عائلة، لدينا خلافات.. لكنّنا دائمًا نحلّ هذه القضايا، وهي تجعل أسرتنا أقوى فقط... ولا نخطّط للطلاق مع روسيا".
ووفقًا لتصريحات الأمير عبد العزيز بن سلمان، فإن مصدّري النفط في مجموعة العشرين، يمكن أن يأخذوا على عاتقهم تخفيض قرابة 7 ملايين برميل يوميًا من إنتاج النفط، من الخطّة العامّة الإجمالية القاضية بسحب 20 مليون برميل يوميًا من السوق.
وأوضح هنا أن: "الحجم الحقيقي لما سنخفضه سيكون أكثر بكثير ممّا جرى الإعلان عنه (9.7 مليون برميل يوميًا تقريبًا)"، مضيفًا أن إنتاج أوبك+ فقط سينخفض بمقدار 12.5 مليون برميل يوميًا، بالأخذ في الاعتبار "الانخفاض عن مستويات اليوم في السعودية والإمارات والكويت".
وقال الأمير عبد العزيز بن سلمان: "شركاؤنا في مجموعة العشرين، الذين شاركوا في مؤتمرها الأخير، يمكن أن يخفضوا قرابة 7 ملايين برميل في اليوم. أي أن كلّ هذا سيكون قرابة 19.5 مليون برميل في اليوم".
وكانت روسيا قد تعنّتت في الاجتماع المجدول للدول المصدّرة للنفط في منظّمة "أوبك" والدول المصدّرة من خارج المنظّمة، المتعارف عليها باسم أوبك+، الأسبوع الأوّل من مارس الماضي، في الموافقة على خفض قدر حينها بنحو 1.5 مليون برميل يوميًا، (ليصبح إجمالي تقليص الإنتاج إلى 3.2 مليون برميل)، بيد أن ذلك دفع لتوتّر الأسواق، مما اضطرّ السعودية لعقد اجتماعات استثنائية دولية، انتهت الأسبوع الماضي باتّفاق جماعي بخفض قرابة 10 ملايين برميل.