تخمة المعروض تمنع تحرّك أسعار النفط بحرّية رغم اتّفاق أوبك+
رغم الاتّفاق التاريخي على تخفيض إنتاج النفط، من قبل منتجين عالميين، أمس الأحد، بنحو 9.7 مليون برميل يوميًا، إلّا أن تخمة المعروض ستقف عائقًا أمام تحرّك الأسعار في اتّجاه الصعود.
يرجع ذلك إلى تراجع استهلاك النفط في العالم بنحو 30%، نتيجة لانتشار فيروس كورونا، الذي أودى بحياة أكثر من 100 ألف شخص على مستوى العالم، وأدّى لإغلاق الشركات والحكومات.
غير أن مجهودات السعودية -أكبر مصدّر للنفط في العالم- أسهمت في حلحلة الموقف المعقّد، بتحرّكات مدروسة، أفضت في النهاية إلى اتّفاق أوبك+ التاريخي، غير أن هذه التحرّكات غير كافية لتحريك الأسعار بحرّية.
في هذا الصدد، يوضّح وزير الطاقة السعودي، اليوم الإثنين، أن التخفيضات الفعلية لإمدادات النفط العالمية ستبلغ نحو 19.5 مليون برميل يوميًا، مع الأخذ في الاعتبار اتّفاق الخفض الذي أبرمته أوبك+، وتعهّدات من دول أخرى في مجموعة العشرين، ومشتريات النفط المخصّصة للاحتياطيات.
وقال الأمير عبد العزيز بن سلمان للصحفيين، في مؤتمر عبر الهاتف، إن دول مجموعة العشرين من خارج تحالف أوبك+ تعهّدت بخفض إمدادات النفط بنحو 3.7 مليون برميل يوميًا، بينما من المتوقّع أن تبلغ مشتريات الخام المخصّصة للاحتياطيات (الاحتياطيات البترولية الإستراتيجية) 200 مليون برميل خلال الشهرين المقبلين.
وأضاف الأمير عبد العزيز، إن المملكة قد تقلّص إنتاج النفط دون حصّتها الحاليّة البالغة 8.5 مليون برميل يوميًا، إذا كانت هناك حاجة للسوق، وإذا جرى تنفيذ التخفيضات بشكل جماعي مع البقيّة، على أساس متناسب.
ووافقت أوبك+ على خفض الإنتاج 9.7 مليون برميل يوميًا، أمس الأحد، في اجتماع غير عادي، عقدته المنظّمة، لوضع اللمسات النهائية على اتّفاق يوم الخميس الماضي، الذي كان يقضي بتخفيض 10 ملايين برميل يوميًا.
من جانبه، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم، إن مجموعة أوبك+ تتطلّع لخفض في الإنتاج قدره 20 مليون برميل يوميًا، ما يزيد إلى مثلَي ما اتّفقت عليه أمس عند عشرة ملايين برميل.
وكتب ترمب على تويتر: “بحكم الانخراط في المفاوضات… الرقم الذي تتطلّع أوبك+ لخفضه هو 20 مليون برميل يوميًا، وليس العشرة ملايين التي يجري الحديث عنها بشكل عامّ”.
ورغم ذلك تقول ريستاد إنرجي: "إذا أضافت مجموعة العشرين عشرة ملايين برميل يوميًا أخرى، فإن العالم سيتصدّى بذلك كلّيًا للخلل في الموازين، بدءًا من مايو، ومع ذلك ستمتلئ طاقة التخزين بالكامل تقريبًا في أبريل، لكن سيتحقّق الاستقرار في السوق".
وقال الكرملين، أمس الأحد، إن زعماء أكبر ثلاث دول منتجة للنفط -وهم الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب والعاهل السعودي الملك سلمان- أيّدوا جميعًا اتّفاق أوبك+ لخفض إنتاج الخام العالمي. ورحّب ترمب بالاتّفاق، قائلًا، إنه سينقذ وظائف في قطاع الطاقة في الولايات المتّحدة.
وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، إن السعودية والكويت والإمارات تطوّعت بتطبيق تخفيضات أكبر من تلك المتّفق عليها، ممّا سيقلّص معروض النفط من أوبك+ فعليًا بمقدار 12.5 مليون برميل يوميًا عن مستويات الإمداد الحاليّة.
ونتيجة هذه التحرّكات، فمن المؤكّد أن الأسعار ستتفاعل بصورة أو بأخرى، وبالفعل ارتفعت في بداية التعاملات اليوم 4%، غير أنها عادت وتراجعت من جديد، بعد سيطرة مخاوف تخمة المعروض على المتعاملين، وتحوم حاليًا بالنسبة لخام برنت عند 32 دولارًا للبرميل، في المنطقة الخضراء، وخام تكساس 23.5 دولارًا للبرميل في المنطقة الخضراء أيضًا.
ويقول بنك غولدمان ساكس، إن أسعار النفط ستواصل الهبوط في الأسابيع المقبلة، موضّحًا أن الاتّفاق “تاريخي لكن غير كافٍ” بين كبار المنتجين على خفض الإنتاج، من المستبعد أن يعوّض تهاوي الطلب بسبب فيروس كورونا.