"ستاندرد آند بورز": إنتاج أوبك يرتفع إلى 980 مليون برميل في مارس
بعد انهيار محادثات أوبك بلس
- معدل الإنتاج اليومي بلغ 28.97 مليون برميل
- الالتزام بحصص الإنتاج تراجع إلى 6% خلال شهر
- الإنتاج السعودي قفز إلى 10.15 مليون برميل يوميًّا
يبدو أن دول الخليج الرئيسة، الأعضاء في منظّمة أوبك -وهي السعودية والإمارات والكويت- لم تُضع أيّ وقت في زيادة إنتاجها من النفط الخام، بعد انهيار المحادثات مع روسيا أوائل الشهر الماضي، بشأن الاتّفاق على تمديد تخفيضات إمدادات النفط، لضبط الأسواق وإنقاذ الأسعار.
أسهمت الدول الثلاث في ضخّ 28.97 مليون برميل يوميًا في مارس / آذار، مع تجاوز العديد من الأعضاء حصص الإنتاج الخاصّة بها، بالرغم من عدم استعدادها للتراجع عن ذلك المعدّل، حتّى نهاية الشهر الجاري، وفقًا لمسح أجرته مؤسّسة (ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس) للخدمات المالية.
ووفقًا لحسابات المؤسّسة، انخفض التزام دول أوبك العشر بالحصص من 113٪ في فبراير / شباط، إلى 6٪ في مارس / آذار.
أشعل فشل تحالف أوبك بلس أوائل مارس / آذار، في التوصل إلى اتّفاق على تمديد تخفيضات الإنتاج، حربًا في أسعار النفط، ما أدّى إلى مزيد من الانهيار في الأسعار، التي تراجعت بسبب تفشّي فيروس كورونا المستجدّ.
رفعت المملكة العربية السعودية -وهي دولة محورية ومؤثّرة في منظّمة أوبك، إنتاجها إلى 10.15 مليون برميل يوميا في مارس / آذار، أي أعلى قليلًا من حصّتها البالغة 10.144 مليون برميل يوميًا، بحسب ستاندرد آند بورز. وكانت الرياض قد أعلنت اعتزامها ضخّ طاقتها القصوى، التي تبلغ 12 مليون برميل يوميًا، ابتداءً من أبريل / نيسان.
تصدير 9 ملايين برميل يوميًا
وارتفعت صادراتها من النفط الخام بشكل ملحوظ، حيث وصلت إلى ما يقرب من 9 ملايين برميل يوميًا في الأسبوع الأخير من مارس / آذار، كما عزّزت مخزوناتها، وفقًا لبيانات برنامج تدفّق التجارة التابع للمؤسّسة.
كما رفعت الإمارات -وهي حليف وثيق للسعودية- إنتاجها إلى 3.45 مليون برميل يوميًا، متخطّيةً سقف إنتاجها ( 3.012 مليون برميل يوميًا)، بينما ضخّت الكويت 2.90 مليون برميل يوميًا، وهو أعلى كثيرًا من حصّتها البالغة 2.669 مليون برميل يوميًا.
كانت هذه المكاسب أكثر ممّا يكفي لتعويض الانخفاض المستمرّ في إنتاج إيران وفنزويلّا اللتين تخضعان لعقوبات، وكذلك ليبيا التي مزّقتها الصراعات.
وأظهرت الدراسة -بشكل عامّ- أن إنتاج أوبك لشهر مارس / آذار، قفز 980 ألف برميل يوميًا عن فبراير / شباط.
اجتماع أوبك بلس
يشار إلى أن أوبك وروسيا وتسعة شركاء آخرين -فيما يُعرف بائتلاف أوبك بلس- سيعودون إلى طاولة المفاوضات، على أمل، ليس فقط إبرام اتفاقً بشأن تخفيضات الإنتاج، ولكن أيضًا توسيع الائتلاف ليشمل الدول المنتجة الرئيسة الأخرى، بما في ذلك الولايات المتّحدة وكندا والبرازيل والنرويج، حيث لا يزال وباء الفيروس التاجي يؤثّر على الطلب العالمي على النفط.
وانخفضت أسعار النفط بنسبة 70٪ منذ فشل اجتماع أوبك بلس، يوم 6 مارس / آذار.
ومن المقرّر أن يجتمع وزراء أوبك بلس ومنتجون آخرون، الخميس، عبر الإنترنت، إضافةً إلى قمّة طارئة لوزراء الطاقة في مجموعة العشرين، الجمعة.
وبيّن المسح أن إنتاج الأعضاء الثلاثة المستثنين من الحصص، بموجب الاتفاق المنتهي الآن - إيران وليبيا وفنزويلّا- انخفض بإجمالي 270 ألف برميل يوميًا منذ فبراير / شباط.
انخفض إنتاج ليبيا من النفط إلى 90 ألف برميل يوميًا، وهو أدنى مستوى منذ سبتمبر / أيلول 2011، عندما كانت البلاد الواقعة في شمال إفريقيا تعاني حربًا أهلية، أدّت إلى مقتل زعيمها العقيد معمّر القذافي.
وتراجع الإنتاج بأكثر من مليون برميل يوميًا، منذ أن فرض ما يسمّى (الجيش الوطني الليبي- بقيادة الجنرال خليفة حفتر) حصارًا على منصّات التصدير الخمس في البلاد، في منتصف يناير / كانون الثاني.
العقوبات الأميركية
وانخفض إنتاج الخام الإيراني إلى 2.07 مليون برميل يوميًا في مارس / آذار، مع انخفاض صادرات النفط الخام ومصافي التكرير، جراء الضربة المزدوجة المتمثّلة في تفشّي وباء الفيروس التاجي، والعقوبات الأميركية على قطاع النفط.
وأظهرت بيانات ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس أن هذا هو أدنى مستوى أنتجته إيران، منذ أبريل / نيسان 1988.
في سياق متّصل، انخفض إنتاج الخام الفنزويلّي إلى 650 ألف برميل يوميًا في مارس / آذار، بخلاف اتّجاهه في الفترة الأخيرة، الذي شهد ارتفاعًا، ثمّ استقرارًا.
وأشار أعضاء فريق المسح إلى أن العقوبات الأميركية الأخيرة على الشركات التي قدّمت تمويلًا مهمًّا لقطاع النفط الفنزويلي، أسفرت عن إغلاق آبار عالية التكلفة، ما أثّر على الإنتاج.
تكافح شركة النفط الوطنية الفنزويلّية المملوكة للدولة، للحفاظ على تدفّق النفط في حقول النفط الرئيسة في البلاد، في مواجهة ارتفاع المخزونات، وتعطّل المصافي، وسرقة المعدّات وغياب العمّال.
يشار إلى أن ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس حصلت على بياناتها بشأن إنتاج أوبك، من خلال مسؤولين في أوبك وقطاع النفط وتجّار ومحلّلين، وكذلك مراجعة بيانات الشحن والمخزونات.
يأمل أوبك بلس في حلّ الأزمة عن طريق تنسيق تخفيضات الإنتاج الجديدة، بمساعدة منتجي النفط الآخرين، مثل الولايات المتّحدة وكندا.
.