الكرملين يعلن عدم التواصل مع السعودية حول أسعار النفط وسط مباحثات روسيّة أميركيّة
ترمب يقول النفط أرخص من الماء
أعلن الكرملين، اليوم الأربعاء، أنه لا توجد أيّة محادثات حاليًا مع السعودية حول الأوضاع في سوق النفط، بينما أكّدت البيانات الرسمية المباحثات بين موسكو وواشنطن حول تطوّرات الوضع في أسواق النفط.
ونقلت وكالة "تاس" الروسيّة عن دميتري بيسكوف -المتحدّث باسم الرئاسة الروسيّة-، ردًّا على سؤال عمّا إذا كان هناك محادثات تجري بين البلدين حاليًا حول القضايا المرتبطة بأسعار النفط، قوله: "حاليًا، لا".
إلّا أنه أكّد أن العلاقات بين البلدين "عند مستوى عالٍ إلى حدٍّ ما". وقال: "قد تكون لدينا مجموعة متنوّعة من الآراء، إلّا أن العلاقات الثنائية في المجمل بين روسيا والسعودية تسمح بإجراء حوار فعّال، إذا لزم الأمر".
تجدر الإشارة إلى أن أسعار النفط العالمية وصلت إلى مستوى قياسي منخفض على خلفية حرب أسعار النفط بين البلدين، إلى جانب التأثيرات الناتجة عن تفشّي فيروس كورونا.
وقالت وزارة الطاقة الروسية، اليوم الأربعاء، إن الوزير ألكسندر نوفاك بحث مع وزير الطاقة الأميركي دان برويليت، عبر الهاتف، التعاون المشترك.
وأجرى وزيرا الطاقة الأميركي والروسي محادثات نادرة بخصوص النفط بعد انهيار أسعار الخام إلى مستويات لم يشهدها العالم منذ نحو 20 عاما، بينما قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن النفط الأرخص "من الماء" يضر بالصناعة.
ونزلت أسعار النفط نحو 70% من ذرى مسجلة في يناير/ كانون الثاني بسبب تراجع الطلب الناجم عن إجراءات العزل العام الرامية لاحتواء فيروس كورونا وإغراق السوق بالخام في سباق من أجل الحصص السوقية بعد انهيار اتفاقهما لكبح الإمدادات.
وتحدث وزير الطاقة الأميركي دان برويليت مع نظيره الروسي ألكسندر نوفاك بالهاتف عن تدهور الأسعار واتفقا على إجراء مباحثات في المستقبل بمشاركة غيرهم من كبار منتجي ومستهلكي النفط في العالم.
جاء الاتصال بعد يوم من اتفاق ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في مكالمة هاتفية على أن يناقش الوزيران الاضطراب الحاصل في أسواق النفط العالمية.
وقال ترمب أمس الثلاثاء إنه سينضم إلى السعودية وروسيا، إذا تطلب الأمر، لإجراء محادثات بشأن تراجع أسعار النفط، والتي ستؤدي عند مستوياتها الحالية إلى تكاليف إنتاج أعلى، خاصة للنفط الصخري الأميركي.
ونزل النفط اليوم الأربعاء صوب 25 دولارا للبرميل بعدما لامس أدنى مستوى له في 18 عاما.
وقال ترمب: "هناك قدر كبير جدا من النفط وفي بعض الحالات قد يكون أقل قيمة من الماء. في بعض المناطق في العالم يكون الماء أعلى قيمة بكثير. لم نشهد شيئا كهذا مطلقا".
دبلوماسية نفطية
المحادثات بين واشنطن وموسكو منعطف جديد في الدبلوماسية النفطية منذ انهيار اتفاق خفض الإنتاج بين أوبك ومنتجين آخرين بينهم روسيا هذا الشهر.
وقالت شايلين هاينس المتحدثة باسم وزارة الطاقة الأميركية إن الوزيرين أجريا "محادثات بناءة بشأن الاضطرابات الراهنة في أسواق النفط العالمية". وأضافت "بحث الوزير برويليت والوزير نوفاك تطورات سوق الطاقة واتفقا على مواصلة الحوار بين كبار منتجي الطاقة ومستهلكيها، بما في ذلك عبر مجموعة العشرين، للتعامل مع هذه الفترة غير المسبوقة من اضطراب الاقتصاد العالمي".
وقالت وزارة الطاقة الروسية اليوم الأربعاء إن الوزيرين "أشارا" إلى أن هبوط الطلب وتخمة المعروض أسفرا عن ظهور مخاطر على استقرار الإمدادات للأسواق.
وتحاول إدارة ترمب إقناع السعودية، أكبر مصدّر للنفط، بخفض إنتاج الخام. وسترسل قريبا مبعوثة خاصة لشؤون الطاقة إلى المملكة هي فيكتوريا كوتس.