كبار منتجي أوبك يعارضون فكرة "اجتماع طارئ"
ضبابية الأسواق ترجّح الانتظار حتّى يونيو
وكالات
أشارت أنباء عاجلة إلى إخفاق أعضاء منظّمة البلدان المصدّرة للبترول أوبك، في التوصّل إلى اتّفاق بالإجماع على اجتماع طارئ على مستوى منخفض، لمناقشة انهيار السوق مع بلوغ أسعار النفط العالمية أدنى مستوياتها في 18 عامًا.
وكانت الجزائر -رئيس أوبك الحالي، ذو الدور الفعّال في تنظيم جهود المنتجين لدعم السوق- من الأعضاء الداعين إلى اجتماع في أبريل / نيسان لمجلس اللجنة الاقتصادية المنبثق عن المنظّمة. لكن أربعة مصادر مطّلعة، رفضت الإفصاح عن هويّتها، قالت، إن أربعة أعضاء -على الأقلّ- هم السعودية -أكبر المنتجين في أوبك-، والإمارات، والكويت، ونيجيريا، أوضحوا أنهم لا يرون ضرورة لمثل هذا الاجتماع. وقال مصدر من أوبك، إن الكويت لم تتلقّ دعوة رسمية لحضور الاجتماع، وإنها لا ترى ضرورة له.
والدول الأربعة المذكورة من بين أكبر 7 منتجين في أوبك، إضافة إلى كلّ من العراق وإيران وفنزويلّا، وتعاني الثلاث الأخيرة من مشكلات جيوسياسية متنوّعة تعوق الإنتاج أو التصدير بكامل طاقتها.
وقال مصدر آخر من أوبك، إن من الأفضل الالتزام بترتيب سابق لعقد اجتماع المجلس في يونيو / حزيران، لا قبل ذلك، نظرًا للضبابية التي تكتنف اتّجاه السوق.
ويمكن الاتّفاق على عقد الاجتماع بأغلبية بسيطة من أعضاء أوبك البالغ عددهم ثلاثة عشر، لكن غياب دول رئيسة -وخاصّةً السعودية- سيعني أن الاجتماع سيفتقر إلى القوّة اللازمة لاتّخاذ إجراء. وتنتج المملكة ثلث نفط المنظّمة.
ويسدي مجلس اللجنة الاقتصادية المشورة، ويضمّ مسؤولين من أوبك، هم في العادة ممثّلون للدول الأعضاء. ولا يصنع المجلس السياسات، لكن توصياته يمكن أن تنبّئ بالقرارات التي سيتّخذها الوزراء.
وفقدت أسعار النفط حوالي 70 بالمئة من قيمتها بعد ذروة بلغتها هذا العام، وما يقرب من 60 بالمئة منذ أخفقت في أوائل الشهر الحالي أوبك وحلفاؤها، في إطار ما يعرف بمجموعة أوبك+، في الاتّفاق على تمديد اتّفاق قائم لخفض إنتاج النفط. ونتيجة لذلك، ينتهي اليوم الثلاثاء، الاتّفاق المستمرّ منذ ثلاث سنوات، والذي أدّى إلى خفض إنتاج النفط 2.1 مليون برميل يوميًا، أغلبها تحمّلتها السعودية.
ويقول منتجون، منهم السعودية والإمارات، إنهم سيضخّون بأقصى طاقة، بدءًا من أوّل أبريل، لكن في ظلّ ملازمة ثلاثة مليارات شخص منازلهم بسبب الانتشار العالمي لفيروس كورونا المستجدّ، يتهاوى الطلب على النفط بشكل سريع. وتشير تقديرات بعض أطراف القطاع إلى أنه سيهبط نحو الثلث مقارنةً مع مستوياته العام الماضي، البالغة حوالي 100 مليون برميل يوميًا.
وارتفعت أسعار النفط العالمية اليوم من أدنى مستوياتها في 18 عامًا، بعد اتّفاق الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين، في مكالمة هاتفية أمس الإثنين، على توجيه كبار مسؤولي قطاع الطاقة في البلدين، للتباحث بشأن أسواق النفط العالمية الآخذة في الهبوط.