شركات الطاقة في أميركا اللاتينية تكافح لتغطية تكاليف الإنتاج
أسعار خامات النفط الثقيل بأميركا اللاتينية تنخفض 42%
- انخفاض سعر خام ميري الفنزويلي إلى أقل من 8 دولارات للبرميل
- شركات الطاقة في المنطقة تخفض إنفاقها الرأسمالي بنسبة 43 %
- بيميكس المكسيكية وشركة النفط الوطنية الفنزويلية الأكثر تضررا
شهدت أسعار خامات النفط القياسية العالمية أكبر انخفاض لها على مدى عقود في خضم عاصفة شديدة من انخفاض الطلب على النفط جراء تفشي فيروس كورونا وزيادة الإمدادات العالمية، بعدما أفشل العناد الروسي اجتماع أوبك بلس الذي كان يهدف إلى تمديد تخفيضات الإنتاج لضبط الأسعار، واضطرت السعودية لإغراق الأسواق العالمية بالنفط.
وقال رورايده مونتجومري من شركة ويليغينس لأبحاث الطاقة: "يتجاوز الإنتاج المتدفق في أميركا اللاتينية أكثر من 7 ملايين برميل يوميًا..بالأسعار الحالية، تشير التقديرات إلى أن نصف الإنتاج غير اقتصادي، مع الأخذ في الاعتبار جميع التكاليف، بما في ذلك النقل والضرائب".
انخفض مؤشر خام غرب تكساس الوسيط القياسي الأميركي الأسبوع الماضي بنسبة 29٪، وهو أكبر انخفاض له منذ حرب الخليج عام 1991.
في أسبوعين فقط، خسر الخام الأمريكي حوالي نصف قيمته، في حين انخفض خام برنت القياسي نحو 40 ٪.
ووفقًا لتقديرات مستقلة، خسرت خامات النفط الثقيل بأميركا اللاتينية وخام المكسيك الثقيل المايا، بنسبة 42٪ في نفس الفترة.
ويتوقع المحللون انكماش الطلب العالمي بنسبة 10٪ على الأقل هذا العام ، ما يزيد الضغط على عمليات النفط الخاسرة والاستثمارات المخطط لها.
يقترب متوسط تكلفة أمريكا اللاتينية في إنتاج برميل النفط من 13 دولارًا منذ عام 2019 باستثناء التكاليف والضرائب غير المباشرة، وفقًا لتقديرات رويترز استنادًا إلى البيانات التي قدمتها إيكوبترول الحكومية في كولومبيا، و(بتروأكوادور) في الأكوادور، و(بيمكس) في المكسيك، و(بتروبراس) في البرازيل، بالإضافة إلى خبراء يراقبون شركة النفط الوطنية الفنزويلية.
حتى الشهر الماضي، كانت أسعار البيع تغطي هذه التكاليف الأساسية.
حرب الأسعار
لكن حرب الأسعار تجفف المبيعات الفورية للدرجات الثقيلة في أميركا اللاتينية لتضرب خامات قياسية مثل المايا المكسيكي في بينما أدت إلى انخفاض سعر خام ميري الفنزويلي إلى أقل من 8 دولارات للبرميل الأسبوع الماضي.
انخفض الطلب على الوقود في الولايات المتحدة، السوق الرئيسية للخام في أميركا اللاتينية بسبب الإغلاقات التي اتخذتها السلطات لاحتواء فيروس كورونا المستجد، لذلك تراجعت شهية النفط الثقيل من مصافي التكرير في الخليج الأميركي.
في 18 مارس/أذار، تراجع خام المايا إلى أدنى مستوى له منذ 18 عامًا ، مع إغلاق المبيعات إلى ساحل الخليج الأميركي عند أقل من 13 دولارًا للبرميل وفقًا لوكالة "ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس العالمي"، ما أثار الذعر بين الجيران.
قال أحد تجار النفط في أميركا اللاتينية ، الذي طلب عدم نشر اسمه: "لن يكون هناك انتعاش سريع للأسعار.. نحن نشهد الآن انهيار الطلب، وكلنا يعلم ماذا سيأتي بعد ذلك: عمليات التسريح، وخفض الإنتاج، وتأجيل الاستثمارات".
مع وجود خيارات قليلة على الطاولة ، بدأ تقليص الإنتاج بأغلى مشاريع النفط أو تأخير الاستثمارات حول العالم.
أعلنت صناعة النفط على مستوى العالم حتى الآن عن تخفيضات بقيمة 40 مليار دولار تقريبًا بالنسبة للاستثمارات في عام 2020، أي ما يعادل بنسبة 35٪، وفقًا لحسابات شركة ويليغينس.. في أمريكا اللاتينية، تصل نسبة التخفيضات إلى 43٪.
عادةً ما تشتمل العمليات عالية التكلفة في مشاريع بحرية مثل بعض حقول المياه العميقة والضحلة في البرازيل ، حيث كانت تكاليف الإنتاج في العام الماضي تترواح بين ضعفين وخمسة أضعاف أعلى من 5.6 دولار للبرميل نفط ما قبل الملح، وفقًا لبيانات بتروبراس.
خطر إضافي
وهناك خطر إضافي بالنسبة للخامات الثقيلة التي تحتاج إلى تحسين أو تطوير مثل إنتاج فنزويلا من مشاريعها المشتركة في حزام أورينوكو ومشروعات النفط الصخري، لاسيما في الأرجنتين.
يمكن أن يؤدي تراجع الأسعار إلى تضرر البلدان التي تكافح بالفعل بسبب عدم كفاءة الإنتاج والحكومات الثقيلة مثل المكسيك والإكوادور، وكذلك تكاليف النقل المرتفعة مثل الشركات العاملة في كولومبيا.
وقالت شركة الاستثمار يو.بي.اس في مذكرة للعملاء "يجب أن يكون لدى بتروبراس تطور أبطأ في حالتها الاستثمارية، وكذلك إيكوبترول الأرجنتينية حيث سيواجهان صعوبة في تحقيق التعادل عند 30 دولارًا للبرميل و 40 دولارًا للبرميل على التوالي".
وقال وزير الطاقة الإكوادوري رينيه أورتيز لرويترز إن تكاليف إنتاج بترويكوادور تتراوح بين 15 و 19 دولارا للبرميل.
وعلى صعيد متصل، أعلنت شركة (فرونتيرا إنرجي) المنتجة للنفط التي تركز على كولومبيا عن انخفاض بنسبة 60٪ في النفقات الرأسمالية لعام 2020.
في فنزويلا، كانت أسعار بيع النفط وأحجام الصادرات هي الأكثر معاقبة من قبل السوق بسبب العقوبات الأميركية.
أكد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو هذا الشهر أن شركة النفط الحكومية التي تبلغ تكاليف الرفع بها نحو 11 دولارًا للبرميل ، تبيع النفط بأقل من تكاليف الإنتاج. ومع ذلك ، لم يحدد أي خطط لكبح الإنتاج.
شركة بيمكس
وبالرغم من أنها محمية جزئياً من خلال برنامج التحوط ولديها خطوط ائتمان متاحة ، إلا أن شركة بيمكس المثقلة بالديون في المكسيك تبدو الأكثر عرضة بين أقرانها في أمريكا اللاتينية لانخفاض أسعار النفط الخام. بتروبراس في وضع أقوى بسبب إنتاجية منطقة ما قبل الملح في البرازيل.
وفي هذا السياق، قالت وكالة فيتش الأسبوع الماضي إن أعمال التنقيب والإنتاج في بيمكس لا تولد تدفقا نقديا كافيا لتغطية التكاليف التشغيلية والمالية بأسعار تقل عن 20 دولارا للبرميل.
حتى الآن هذا العام، بلغ متوسط تكاليف التنقيب والإنتاج في بيمكس، باستثناء التكاليف والضرائب المالية، حوالي 16 دولارًا للبرميل، وفقًا لبيانات الشركة.
لكن الشركة، التي توشك على فقدان تصنيفها الاستثماري المرغوب فيه ، لديها تكاليف دورة كاملة تزيد عن 80 دولارًا للبرميل بعد الضرائب، وفقًا لوكالة فيتش.
وتحت ضغط من المشرعين، قال وزير الطاقة المكسيكي روسيو ناهل الأحد إن الدولة التي عرضت التوسط بين روسيا والمملكة العربية السعودية تجري محادثات مع منتجين آخرين بينما تطبق بيمكس برنامج تخفيف الضرائب.