"العزل على الطريقة الإيطالية" يهدّد 10% من الطلب النفطي
فيتول: "الاستفاقة الصينية" قد تخفّف حدّة الضغوط
- 7 ملايين برميل تعتمد على خطوات بريطانيا.
- "ملء الصهاريج" يرجئ ظهور الأعراض في أميركا.
قالت فيتول، أكبر شركة لتجارة النفط في العالم، اليوم الجمعة: إن الطلب العالمي على النفط قد ينخفض بأكثر من10 بالمئة بسبب عمليات العزل المنتشرة في أنحاء أوروبا لمكافحة تفشّي فيروس كورونا، وكذلك بفعل إجراءات في الولايات المتّحدة.
لكن جيوفاني سيريو رئيس الأبحاث لدى فيتول، قال: إن الانخفاض سيكون أكبر بكثير إذا أدّى الفيروس إلى عمليات عزل واسعة النطاق في الولايات المتّحدة، أكبر مستهلك في العالم للنفط.
وقال سيريو: "حدوث عزل -على غرار إيطاليا- في الولايات المتّحدة، وارد -فقط- إذا خرج انتشار الفيروس عن السيطرة"، مضيفًا: إنه حتّى إذا انخفض الطلب الأميركي 10 بالمئة، فإن ذلك سيؤدّي إلى تراجع الاستهلاك بواقع مليوني برميل يوميًا. وقال: إن "الطلب العالمي قد يهبط بسهولة بمقدار عشرة ملايين برميل يوميًا أو أكثر"، مضيفًا: إنه من المستحيل التنبّؤ بالمدّة التي سيظلّ فيها الطلب يتعرّض لضغوط، إذ أن ذلك يعتمد على انتشار الفيروس وفترة استمرار عمليات العزل.
ويستهلك العالم 100 مليون برميل يوميًا تقريبًا. وقال سيريو: إن "تضرّر الطلب هذا العام يتوقّف على عدد الدول التي ستقتدي بنموذج العزل الإيطالي. انخفاض الاستهلاك في إيطاليا كبير، إذا استقرأت ذلك لبقيّة أوروبا -وعلى الأخصّ الولايات المتّحدة- تستطيع أن تتوقّع مسارًا نزوليًا، كما يحلو لك".
وقال سيريو: إن أرقام حركة السير في المدن الإيطالية منخفضة حاليًا 60 بالمئة، ممّا يهدّد طلبًا يتراوح بين نحو 40 و50 بالماة. وتقترب إسبانيا وفرنسا من فرض تدابير مماثلة، وتتّجه ألمانيا أيضًا لتقليص حركة السير في المدن بنسبة 40 بالمئة.
وقال سيريو: إذا اتّبعت المملكة المتّحدة هذا المسار، فإن نحو 40 بالمئة من الطلب الأوروبي قد يصبح مهدّدًا بما يمثّل سبعة ملايين برميل يوميًا، أو سبعة بالمئة من الطلب العالمي.
وفي الولايات المتّحدة، كان الطلب -حتّى الأسبوع الماضي- قويًّا، وهو ما يقول سيريو: إنه ربما يرتبط بملء الناس للصهاريج. وأشار إلى أنه في غضون ذلك، فإن الصين تُظهر مؤشّرات على التعافي في بيانات حركة السير والأنشطة الصناعية، في ظلّ استفادة آسيا -بوجه عامّ- من انخفاض أسعار النفط.
وقال سيريو: إذا واصلت أوبك ضخّ الإمدادات بمعدّلات مرتفعة، فإن العالم سرعان ما سيشهد نفادًا لقدرات التخزين التجارية المتاحة في مراكز استهلاك كبرى، ممّا سيفرض المزيد من الضغط على أسعار النفط.
وتابع: "نتحدّث عن شهرين، حين ربّما تنفد طاقة التخزين التجاري المتاحة. سيكون من المهمّ التعرّف على حجم شراء الصين لتزويد المخزونات الإستراتيجية"، مضيفًا: إن المشتريات الصينية قد تسهم في تخفيف الضغط على قدرات التخزين المتاحة في الغرب.