"غولدمان ساكس" تخفض توقّعاتها لسعر النفط إلى 20 دولارًا للبرميل
توقّعات المؤسّسة تجد صعوبة في ملاحقة تقلّبات السوق
- المؤسسة تراجع التوقعات في غضون ساعات وتؤكد "خسائر الطلب لا مثيل لها"
في أحدث حلقة من سلسلة تخفيض ومراجعة توقّعاتها التي تجد صعوبة في ملاحقة سوق النفط التي تشهد تقلّبات بشكل شبه يومي، بل على مدار الساعة، خفضت مؤسّسة "غولدمان ساكس" للخدمات المالية والاستثمارية، في وقت متأخر الثلاثاء، توقّعاتها لأسعار النفط، مع استمرار تفشّي فيروس كورونا المستجدّ والمواجهة النفطية بين روسيا والسعودية .
توقّعت "غولدمان ساكس" أن يبلغ متوسّط سعر كلّ من خام غرب تكساس الوسيط الأميركي وخام القياس العالمي برنت نحو 20 دولارًا للبرميل في الربع الثاني.
وفي وقت سابق أمس الثلاثاء، قالت المؤسّسة: إن متوسّط سعر خام غرب تكساس الوسيط سيبلغ 22 دولارًا، قبل أن تخفض هذه التوقّعات إلى 20 دولارًا بعد ساعات قليلة فقط.
خفضت المؤسّسة التقديرات عدّة مرّات في الأسابيع القليلة الماضية. فقد خفضت سابقًا توقّعاتها بالنسبة لخام غرب تكساس الوسيط إلى 29 دولارًا، وبرنت إلى 30 دولارًا، بعد انهيار محادثات تحالف أوبك بلس أوائل شهر مارس / آذار الجاري.
استقرّ خام غرب تكساس الوسيط عند 28.70 دولارًا الإثنين، وبالتالي فإن التوقّعات الجديدة تنطوي على انخفاض إضافي بنسبة 30٪ في المستقبل، ليتراجع إجمالي سعره بنسبة 53 ٪ هذا العام.
كما خفضت توقّعاتها لخام برنت غولدمان إلى 33٪، بعد أن كان سعر البرميل قد استقرّ الإثنين عند 30.05 دولارًا.
كتب جيفري كوري رئيس أبحاث السلع في غولدمان ساكس، في مذكّرة للعملاء، الثلاثاء: "خسائر الطلب لم يسبق لها مثيل".
8 ملايين برميل يوميًا
وقالت المؤسّسة: إن استخدام النفط انخفض بمقدار ثمانية ملايين برميل في اليوم، حيث أدّى الفيروس التاجي إلى توقّف شبه تامّ في السفر والنشاط الاقتصادي ونمط الحياة اليومية في ظلّ التدابير التي اتّخذتها دول العالم لمحاصرة الفيروس.
يأتي الانخفاض في الطلب مع استعداد السعودية وروسيا -وهما من كبار منتجي النفط- لزيادة الإنتاج ابتداءً من 1 أبريل / نيسان ، وهو الوقت الذي تنتهي فيه تخفيضات إنتاج أوبك + المعمول بها حاليًا.
وقالت الشركة: إن الانخفاض المفاجئ في الطلب، الذي بدأ في يناير/كانون الثاني عندما بدأ الفيروس في ضرب الطلب الصيني على الوقود، تعمّق بعدما أدّى العناد الروسي إلى فشل اجتماع أوبك بلس في التوصّل إلى اتّفاق على تقليص الإنتاج لضبط الأسعار، واضطرّت السعودية إلى تغيير قواعد اللعبة بالدخول في مواجهة نفطية، بل حرب تكسير عظام ضدّ روسيا بإغراق الأسواق بالنفط السعودي الرخيص.
في هذا السياق، أوضح كوري أن هناك من يفضّل أو يرى أن تراجع الطلب على النفط بسبب كورونا والحرب النفطية حدثان منفصلان، لكنه يرى أن تطوّرات الوضع بالنسبة لأوبك بلس هي ببساطة تأثير ثانوي للفيروس الذي أدّى أصلًا إلى ضعف الطلب، ودفع السوق إلى أدنى منحنى بالنسبة للطلب العالمي .
نتائج أسوأ
وتتوقّع غولدمان ساكس أن يؤدّي الفيروس إلى نتائج أسوأ بكثير ممّا كانت تعتقد سابقًا، أي أقلّ من التقديرات التي أصدرتها قبل شهر فقط - لكلّ من سوق السلع والأسهم.
وكان كبير الاقتصاديين في بنك غولدمان، جان هاتزيوس، قد خفض الأحد الماضي توقّعاته لنموّ الناتج المحلّي الإجمالي في الربع الأول من 0.7٪ إلى صفر.
ويتوقّع الاقتصادي البارز أيضًا انكماشًا بنسبة 5٪ في الربع الثاني، يليه ارتداد حادّ لبقيّة العام.
ولكن على عكس الأسهم، التي تعتقد المؤسّسة أنها سترتدّ بسرعة، من المرجّح أن يظلّ النفط منخفضًا لفترة أطول.
وقال كوري: "في حين أن الأسواق المالية تتطلّع إلى المستقبل، ومن المرجّح أن تنتعش بمجرّد انحسار كورونا، فإن أسواق السلع هي أصول يجب أن تتخلّص من الفوائض المتنامية اليوم جراء ضعف الطلب وتزايد إمدادات النفط".
على المدى الطويل، تعتقد غولدمان ساكس أن انخفاض الأسعار سيؤدّي إلى إعادة توازن مفيدة للسوق.