"أرامكو" تعمل لرفع طاقتها الإنتاجية إلى 13 مليون برميل
بتوجيه من وزارة الطاقة السعودية بعد التخلّص من قيود اتّفاق "أوبك+"
- "كابيتال إيكونوميكس": السعودية يمكنها التأقلم مع بيئة منخفضة لأسعار النفط لسنوات عدة مع قدرات تمويلية مرتفعة
- زيادة الطاقة القصوى تتطلّب في العادة سنوات واستثمارات بمليارات الدولارات
- المملكة تريثت في الفترات السابقة عن خطط زيادة طاقتها في ظل اتفاقية "أوبك+" حفاظا على استقرار الأسواق
خاص-الطاقة
أعلن أمين الناصر الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية، في بيان اليوم (الأربعاء)، تلقّيه توجيهاً من وزارة الطاقة بالعمل على رفع مستوى الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة (MSC)، من 12 إلى 13 مليون برميل يوميًا، وتعمل الشركة بكامل إمكاناتها على سرعة تنفيذ هذا التوجيه.
وقالت أرامكو في بيان نُشر على موقع سوق المال السعودية «تداول»: إنها تلقّت "توجيهاً من وزارة الطاقة برفع مستوى الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة من 12 إلى 13 مليون برميل يوميًا".
ويأتي هذا، بعد أن صرح وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، أمس: إنه ينبغي على كلّ منتج للنفط الحفاظ على حصّته في السوق.
وفي حين أنّ زيادة الطاقة الإنتاجية تتطلّب في العادة سنوات واستثمارات بمليارات الدولارات، قال رئيس أرامكو أمين الناصر: إن الشركة "تعمل بكامل إمكاناتها على سرعة تنفيذ هذا التوجيه"، من دون أن يحدّد جدولًا زمنيًا لذلك.
وجاءت الخطوة بعد يوم من إعلان ارامكو زيادة إمداداتها بشكل كبير إلى 12.3 مليون برميل يوميًا في أبريل / نيسان المقبل، من مستوى 9.8 مليون برميل الحالي. وتحتفظ السعودية باحتياطات إستراتيجية من عشرات ملايين البراميل من النفط الخام، ومن المتوقّع اللجوء إليها لتغطية كمّية النفط التي تفوق طاقتها الإنتاجية القصوى الشهر المقبل، وهي 300 ألف برميل يوميًا.
وفي السابق، تريّثت المملكة عن خطط لزيادة طاقتها الإنتاجية القصوى في ظلّ اتّفاقية "أوبك+" لخفض الإنتاج حفاظًا على استقرار الأسواق.
وكانت مجموعة "اوبك" بقيادة السعودية، وروسيا، ودول نفطية أخرى، قامت في السنتين الماضيتين بخفض الإنتاج لرفع أسعار النفط المتراجعة منذ 2014، ضمن إطار من التعاون تحت مسمّى "أوبك بلس".
ودعت السعودية خلال اجتماع في فيينا هذا الشهر، إلى خفض إضافي بمقدار 1.5 مليون برميل لمواجهة التراجع الكبير في الأسعار على خلفية انتشار فيروس كورونا المستجدّ، لكن روسيا أظهرت موقفًا متعنّتًا، أدّى إلى إجهاض جهود الرياض للحفاظ على استقرار الأسواق، ما دفع أسعار النفط لأكبر انخفاض منذ حرب الخليج في العام 1991.
وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، الثلاثاء: إن موسكو قد تعزّز الإنتاج على المدى القصير، لكنّه فتح في الوقت ذاته الباب أمام إمكان عقد محادثات جديدة مع المملكة.
وتراجعت أسعار النفط الأربعاء بعد إعلان المملكة عن نيّتها زيادة طاقتها الإنتاجية القصوى، فانخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.7 بالمئة عند منتصف النهار ليبلغ 33 دولارًا، بينما تراجع خام برنت بالنسبة ذاتها إلى 36 دولارًا.
وقال تقرير صادر من مركز "كابيتال إيكونوميكس"، ومقرّه لندن: إن السعودية يمكنها التأقلم مع بيئة منخفضة لأسعار النفط لسنوات عدّة مقبلة مع قدرات تمويلية مرتفعة يتمتّع بها أكبر منتج للنفط في العالم بعد انهيار اتّفاق دعم الأسعار بين المنتجين داخل أوبك وخارجها، ما هوى بأسعار النفط وسط مخاوف أخرى تتعلّق بهبوط حادّ في الطلب في خضم المخاوف بشأن انتشار فيروس كورونا المستجدّ "كوفيد 19".
وذكر المركز في ورقة بحثية صدرت عنه بعنوان "ما هي المدّة الزمنية التي تستطيع السعودية التأقلم بها مع أسعار النفط المنخفضة"، أن هبوط أسعار النفط سيؤدّي إلى عجز ماليّ بالموازنة، ربّما يدفع الدول المنتجة لتغيير سياستها النفطية لرفع الأسعار، بحسب موقع قناة "العربية".