أبوظبي تحتضن سباق التحول الرقمي في طاقة المستقبل
تنسيق الجهود العالمية في استخدام المصادر المستدامة خلال مؤتمر "أديبك 2019".
اتجهت أنظار قطاع صناعة الطاقة وأنصار الدفاع عن البيئة حول العالم الاثنين، إلى إمارة أبوظبي التي تحتضن فعاليات معرض والمؤتمر الدولي للبترول (أديبك 2019)، حيث يعتبره مراقبون منصة مثالية ستشعل سباق التحوّل الرقمي في استثمارات الطاقة مستقبلا كونها الحل المنسجم مع الدعوات المتزايدة للحفاظ على البيئة.
أبوظبي - تحتضن أبوظبي على امتداد أربعة ايام نسخة جديدة من معرض والمؤتمر الدولي للبترول (أديبك 2019)، الذي تستضيف فيه الإمارة سباق تطوير الطاقة المستدامة وحماية المناخ.
وتتنافس الشركات خلال المؤتمر الذي انطلق الاثنين، على استعراض أحدث الحلول والابتكارات والمشاريع التي تساهم في رسم شكل قطاع الطاقة المستدامة والطاقة النظيفة في المستقبل.
ويستضيف المعرض أكثر من 80 وزيرا ورئيسا تنفيذيا ومجموعة واسعة من قادة الأعمال في قطاع النفط والغاز كمتحدثين ومشاركين من جميع أنحاء العالم، لمناقشة التحول التكنولوجي في هذه الصناعة.
كما يضم الحدث مؤتمرا لشركات توريد وخدمات قطاع النفط والغاز، التي تشكّل أحد الأضلع الرئيسية للقطاع.
ويقول خبراء في القطاع إن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة التي تشكل حاليا نحو خمس الإنتاج العالمي للطاقة تنمو بشكل أسرع من أيّ مصادر أخرى.
وقال سهيل المزروعي، وزير الطاقة والصناعة الإماراتي خلال تدشين المؤتمر في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، إنه “لا يوجد ما يدعو للقلق حيال نمو الطلب على النفط، على الرغم من تسارع نمو الطاقة الخضراء”.
37 بالمئة من الإنتاج العالمي للكهرباء بحلول 2030 سيتم إنتاجه من المصادر البديلة
وتوقّع المزروعي خلال مؤتمر ومعرض أديبك الذي تختتم فعالياته الخميس المقبل، بمشاركة ما يزيد على 2200 جهة عارضة، أن تنمو الطاقة الخضراء بوتيرة أسرع من النمو المسجّل في الطاقة التقليدية. وقال “مع نمو الطاقة الخضراء، سينمو أيضا النفط والغاز”.
وباتت قوة الطلب على النفط في المدى الطويل مثار شكوك بفعل تنامي زخم نشاط مقاومة تغيّر المناخ في الغرب، وزيادة استخدام مصادر وقود بديلة.
وتقول الوكالة الدولية للطاقة المتجددة إن وتيرة نمو مصادر الطاقة المتجددة بدأ يخلق “عالما جديدا” وإنه بدأ يهدد مكانة الوقود التقليدي في الكثير من أنحاء العالم.
وخفضت الوكالة الشهر الماضي، توقّعاتها لنمو الطلب على النفط بمقدار 100 ألف برميل يوميا خلال العامين الجاري والمقبل، بسبب انخفاض مستوى الطلب في سنة الأساس خلال 2018، وتوقّعات بتباطؤ نمو الاقتصاد العالمي.
وتتوقّع منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، انخفاض الطلب العالمي على النفط بمقدار 40 ألف برميل يوميا، إلى 99.8 مليون برميل يوميا بنهاية العام الماضي.
والأسبوع الماضي، قدرت أوبك أن صناعة النفط حول العالم بحاجة إلى استثمارات قيمتها 10.6 تريليون دولار بين عامي 2018 و2040.
وتظهر تحاليل الوكالة الدولية للطاقة المتجددة أنه بحلول العام المقبل، فإن كل تكنولوجيا الطاقة البديلة المتوفرة تجاريا ستكون متساوية أو أرخص من منافسيها من الوقود الأحفوري.
وخلال العام 2017، تم توليد رقم قياسي من الكهرباء من مصادر طاقة متجددة، بلغ 168 غيغاواط، أي ضعف العام الذي سبقه.
ونظرا إلى التكاليف المنخفضة بشكل كبير، فإن الألواح الشمسية والتخزين بالبطاريات ستصبح على المدى البعيد أهم مصادر التزود بالطاقة.
وتشير التوقّعات إلى أن حجم الألواح الشمسية في إنتاج الكهرباء العالمي سيرتفع من 37 بالمائة بحلول 2030 إلى 69 بالمائة في 2050، وبالتالي فإنه سيؤمن ربع الحاجة العالمية من الكهرباء.
وسيؤثر التحوّل العالمي للطاقات المتجددة الصديقة للبيئة على سوق العمل كذلك، ما يعني أن الدول لديها فرص لتقليص معدلات البطالة من العمالة الماهرة، وخاصة التي تكوّنت في المجال التكنولوجي.
ووفق الإحصائيات الصادرة عن المؤسسات الدولية، يشتغل حول العالم، حاليا، نحو 19 مليون شخص في قطاع الكهرباء، نصفهم في قطاع استخراج وإنتاج الفحم.
وتتجه أنظار أنصار البيئة باهتمام لمتابعة سير عملية تجسيد أحدث ابتكارات الطاقة النظيفة على أرض الواقع بعد أن أصبح مؤتمر أديبك أكبر تجمّع عالمي لحشد الجهود للتحوّل نحو الطاقة المتجددة.
ونسبت وكالة أنباء الإمارات لرئيس معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول عمر صوينع السويدي قوله إن “الدورة الحالية لأديبك تركز على تعزيز مفهوم ‘النفط والغاز 4.0’ الذي يعني إعادة التفكير في كيفية تبني القطاع حلول الاستدامة”.
وأضاف “ضمن السعي إلى تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة علينا تبنّي التحوّل الرقمي وتطبيق التكنولوجيا الحديثة في هذا المجال واستقطاب المواهب والكفاءات وتعزيز الريادة البيئية بما يسهم في خلق مستقبل مزدهر ومستدام كونه يمثّل المهمة الرئيسية لقطاع النفط والغاز في العصر الصناعي الرابع”.
ويعتبر المعرض والمؤتمر أحد أهم الأحداث السنوية في صناعة النفط والغاز على مستوى العالم كونه يسهم في تعزيز مكانة دولة الإمارات كمركز محوري في النقاشات العالمية حول مستجدات وتوجهات القطاع لاستثماره على النحو الأمثل.
كما يرسّخ الحدث لنفسه دورا حيويا في التأثير على مستقبل هذه الصناعة المهمة وتحديد أفضل السبل للتكيف والتعامل مع متغيّرات مشهد الطاقة.
كما يسلّط الضوء على إنجازات شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) والتقدّم المنجز في تحقيق استراتيجيتها المتكاملة 2030 للنمو الذكي عبر كافة مراحل وجوانب سلسلة القيمة وأثرها في النمو الاقتصادي للدولة.