أخبار الطاقة النوويةطاقة نووية

الإمارات نموذج يدرَّس في تطوير الطاقة النووية السلمية

قال ماديار مينيلبيكوف، سفير جمهورية كازاخستان لدى الدولة، إن دولة الإمارات العربية المتحدة ترتكز في سياستها النووية السلمية على أعلى معايير السلامة والشفافية والأمان، وأصبحت نموذجاً يحتذى به لمختلف دول العالم التي تدرس تطوير طاقة نووية سلمية.

إسهام

وأضاف السفير أنه في ظل وجود التوترات المتزايدة في منطقة الشرق الأوسط، أصبحت قضية منع انتشار الأسلحة النووية مسألة ملحّة، وهناك عدد قليل من الدول في طليعة الحركة لمنع انتشار الأسلحة النووية التي لا تدعو إلى الاستخدام السلمي للطاقة الذرية فقط، ولكن تقدّم أيضاً إسهاماً كبيراً في هذا الاتجاه المهم، مثل جهود دولة الإمارات العربية المتحدة الجديرة بالثناء والإشادة.

وأشار إلى أنه لا يزال تحقيق عالم خالٍ من الأسلحة النووية يمثل أولوية قصوى لجمهورية كازاخستان، وهي الدولة التي تخلّت طواعية عن رابع أكبر ترسانة للأسلحة النووية في العالم، بعد القرار التاريخي للرئيس الأول للبلاد نور سلطان نزارباييف، بإغلاق أكبر موقع للتجارب النووية في العالم في 29 أغسطس 1991، لافتاً إلى أن الدمار والانفجارات التي وقعت شرقي كازاخستان مما يمكن أن تسببه الأسلحة النووية وتسفر عن معاناة إنسانية فظيعة، ويحتفل العالم بيوم 29 أغسطس باعتباره اليوم الدولي لمكافحة التجارب النووية.

تبرعات

وأوضح أن دولة الإمارات هي واحدة من الدول التي قدمت تبرعات لتمويل مشروع بنك اليورانيوم المنخفض التخصيب التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي يعد إسهاماً مهماً من البلدين الصديقين، وتأكيداً لدورهما الرائد في تعزيز الأمن الدولي ومنظومة منع الانتشار النووي، إذ أعرب رئيس كازاخستان، متحدثاً في حفل الافتتاح، عن امتنانه لدولة الإمارات العربية المتحدة، لإسهامها الكبير في استخدام الطاقة النووية في الأغراض السلمية.

يشار إلى أنه في عام 2017 أقيم في العاصمة الكازاخستانية حفل افتتاح بنك اليورانيوم المنخفض التخصيب التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويعمل بنك الوقود إمداداً احتياطياً لمفاعلات الطاقة النووية في جميع أنحاء العالم على أساس غير تمييزي وغير سياسي، مما يقلل حاجة البلدان إلى تطوير تكنولوجيات تخصيب اليورانيوم الخاصة بها في وقت تتزايد المخاوف بشأن الانتشار النووي.

وأكد السفير أنه في نوفمبر 2010، اقترح عدد من الدول رسمياً إنشاء بنك اليورانيوم المنخفض التخصيب التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فأيدت كازاخستان مبادرة لإنشاء بنك للوقود النووي تديره الوكالة، بناءً على فكرة أن تسهم في تعزيز منظومة منع الانتشار، وسيكون إنشاء بنك الوقود بديلاً لنشر التقنيات الحساسة. وفي مارس 2012، أُبلغت الدول الأعضاء في الوكالة أنه نتيجة للمناقصة المفتوحة أصبحت كازاخستان الدولة الوحيدة التي ترشحت أراضيها للبنك، ويرجع هذا الاختيار أيضاً إلى حقيقة أن كازاخستان هي واحدة من أكبر منتجي اليورانيوم الطبيعي في العالم.

وأكد أن جوهر إنشاء بنك لليورانيوم المنخفض التخصيب هو أنه سيكون بمنزلة احتياطي مادي لليورانيوم المنخفض التخصيب بمعدل يصل إلى 4.95%، وتوفر درجة التخصيب اللازمة لتلبية متطلبات التصنيع اللاحق للوقود لمعظم مفاعلات الطاقة.

الثقة الجماعية

وأشار السفير ماديار إلى عقد الدورة الأولى لمؤتمر عن إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط في مقر الأمم المتحدة في نيويورك في الفترة من 18-22 نوفمبر 2019، برئاسة الأردن، وتمثل فكرة إنشاء مناطق خالية من الأسلحة النووية إحدى الوسائل الفعّالة في منع انتشار أسلحة الدمار الشامل، وإنه أيضاً شكل من أشكال الثقة الجماعية، في ظل تساؤلات عن إمكانية تحقيق هذا الهدف. يجدر بالذكر أن هناك التجربة الناجحة للمناطق المجاورة للشرق الأوسط.

ويوافق هذا العام الذكرى السنوية العاشرة لبدء نفاذ معاهدة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في آسيا الوسطى، وتم التوقيع على الاتفاقية من قبل كازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان في 8 سبتمبر 2006 في مدينة سيميبالاتينسك الكازاخستانية.

وختم بأن منطقة آسيا الوسطى الخالية من الأسلحة النووية تتمتع بعدد من الميزات الفريدة، منها أنها أول منطقة خالية من الأسلحة النووية تم إنشاؤها في نصف الكرة الأرضية الشمالي، وهي منطقة كانت ذات يوم بمنزلة ساحة اختبار لنشر الأسلحة النووية.

علاوة على ذلك، تمثل المنطقة الخالية من الأسلحة النووية بشكل أساسي واحة خالية من الأسلحة النووية بين الدول التي تمتلك أسلحة نووية، أعني كلتا الدولتين النوويتين الرسميتين روسيا والصين، وغير المعترف بهما من وجهة نظر معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية: الهند وباكستان.

وهناك العديد من الدول التي تدعو إلى الحظر الشامل للتجارب النووية ومنع انتشار أسلحة دمار الشامل، من بينها تلك التي تمتلك هذه الأسلحة الفظيعة ولا تمتلكها. ومع ذلك، هناك تلك البلدان التي تقدم مساهمة مجدية وعملية، بما في ذلك دولة الإمارات العربية المتحدة. إن دولة الإمارات مع سياساتها المفتوحة والشفافة في الاستخدام السلمي لليورانيوم ودعمها المستمر لتعزيز منظومة منع انتشار الأسلحة النووية هي نموذج رائع لبلدان أخرى في منطقة الشرق الأوسط.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق